سوريا: أعمال عنف ومظاهرات ليلية وتجار دمشق يتحدون نظام الأسد
٦ يونيو ٢٠١٢وقعت اشتباكات ليل الثلاثاء إلى الأربعاء بين قوات النظام ومجموعات مسلحة معارضة في مناطق في ريف دمشق وبعض أحياء العاصمة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار أيضا إلى قصف على مناطق في ريف حلب في شمال البلاد. وقال المرصد في بيان صدر فجرا أن "اشتباكات عنيفة وقعت في مدينة حرستا في ريف دمشق بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة" وفي بلدة جديدة عرطوز. وكانت مناطق عدة في اللاذقية، لا سيما منطقة الحفة، شهدت الثلاثاء اشتباكات عنيفة تسببت بمقتل 33 شخصا هم 22 عنصرا من القوات النظامية وتسعة مسلحين معارضين ومدنيين اثنين. وطالب المجلس الوطني السوري المعارض في بيان فجرا "المراقبين الدوليين بالتوجه حالا إلى بلدة الحفة لمنع حصول مجزرة جديدة يخشى السكان وقوعها في إي لحظة"، على حد تعبيره.
تجار دمشق في إضراب
وفي أكبر عمل من أعمال العصيان المدني من جانب تجار دمشق في الانتفاضة التي بدأت قبل 15 شهرا أغلقت العديد من المتاجر أبوابها لمدة أسبوع احتجاجا على المذبحة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص في الحولة يوم 25 مايو/أيار. وشمل إغلاق المتاجر مناطق شتى في العاصمة السورية بدءا من سوق دمشق القديمة إلى مناطق المعارضة حيث أغلقت 70 في المائة من المتاجر أبوابها فيما يبدو رغم ما قاله أصحاب متاجر من ان هناك هجمات وتهديدات من جانب قوات الأمن لإجبارهم على إعادة فتح المتاجر.
وتمثل الاغلاقات واسعة النطاق في العاصمة معقل الرئيس بشار الأسد تحديا مباشرا له. اذ يشكل التجار السنة تقليديا عصب مجتمع الأعمال في العاصمة السورية وفي مدينة حلب المركزي التجاري وأكبر المدن السورية من حيث عدد السكان. وأقام الاسد ووالده الراحل وهما من الأقلية العلوية علاقات وثيقة مع طبقة التجار السنة الذين ساعدوا في منع انهيار الليرة السورية العام الماضي من خلال إبقاء أموالهم في البنوك في الوقت الذي سارع فيه الجميع إلى مبادلة الليرة الضعيفة بالدولار.
سياسيا قال دبلوماسي روسي كبير امس الثلاثاء إن روسيا مستعدة لقبول ترك الرئيس السوري بشار الأسد السلطة في إطار تسوية سياسية بعد 15 شهرا من إراقة الدماء لكنها لا تجري محادثات مع دول أخرى حول مصير الزعيم السوري. وذكرت وكالة إيتار-تاس الروسية للأنباء أن جينادي جانيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قال أيضا إنه من غير المرجح أن تنجح في سوريا خطة لانتقال السلطة على غرار ما حدث في اليمن لأن كثيرين من خصوم الأسد غير مستعدين للتفاوض مع حكومته. واستخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأدوات أخرى لحماية الأسد الذي يمنح روسيا موطئ قدم راسخة في الشرق الأوسط وهو مشتر للأسلحة الروسية. وأكد جاتيلوف من جديد البيانات الروسية التي كررها أيضا يوم الجمعة الماضي الرئيس فلاديمير بوتين بأن موسكو مستعدة لبحث خروج الأسد من السلطة إذا كان ذلك نتيجة لحوار سياسي سوري دون تدخل أجنبي.
(ي ب/ ا ف ب، رويترز)
مراجعة: حسن زنيند