سلاحهم القلم ومصيرهم الموت - أبرز اغتيالات المفكرين العرب
ذنبهم الوحيد أن كتاباتهم ومواقفهم الفكرية لا تروق للبعض، فكان مصيرهم الاغتيال. جولة في صور لأبرز الاغتيالات ومحاولات الإغتيال التي راح ضحيتها عدد من أبرز المفكرين والمثقفين العرب.
الأديب المصري الشهير نجيب محفوظ كان ولايزال الروائي العربي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1988. الأديب الذي عرف بكتاباته، التي تصور واقع المجتمع المصري، تعرض عام 1994 لمحاولة قتل على يد شابين من الإسلاميين المتطرفين أرادا قتله بسكين فتسببا في إصابته بجروح بليغة في العنق بسبب ما وصفوه بـ"تطاول على الذات الإلهية" في روايته "أولاد حارتنا".
ناهض حتر هو أحدث اسم يضاف على قائمة اغتيالات المفكرين العرب. الصحفي الأردني قتل الأحد الماضي أمام قصر العدل حيث كان سيمثل للمحاكمة في اتهامات متعلقة بازدراء الأديان بعد أن نشر كاريكاتيرا اعتبر مسيئا للإسلام. حتر، وهو ناشط مناهض للتيار الإسلامي، اعتقل الشهر الماضي بعد أن أعاد نشر الكاريكاتير الذي يصور رجلا ملتحيا في الجنة في السرير مع نساء ويطلب من الرب أن يحضر له الخمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ناجي العلي، هو رسام كاريكاتوري فلسطيني اشتهر برسم "حنظلة" الطفل الفلسطيني اللاجئ الذي يظهر دوما من الخلف في رسماته ويدير ظهره ويعقد يديه خلف ظهره وكأنه يتفرج على ما يشهد أبناء جلدته من معاناة. العلي تعرض عام 1987 للاغتيال عندما أطلق عليه شاب مجهول النار في لندن فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته بعد تلك الحادثة بشهرين. ولا يزال الغموض يحوم حول الجهة المسؤولة عن اغتياله.
سمير قصير هو صحافي ومفكر لبناني المولد لأب فلسطيني وأم سوري. تعرض في صيف عام 2005 للاغتيال بانفجار عبوة ناسفة وضعت بسيارته في منطقة الأشرفية التي تقطنها أغلبية مسيحية شرقي بيروت. وفيما لا يزال قتلته مجهولي الهوية، يوجه البعض أصابع الاتهام إلى النظام السوري، ذلك أن قصير كان يعد من معارضي التواجد السوري في لبنان.
اغتيل لأنه كان يفكر بطريقة مختلفة، كان هذا مصير الكاتب والمفكر العلماني المصري فرج فوده، الذي كان طالب بفصل الدين عن الدولة وأثار بكاتباته الكثير من الجدل في صفوف المفكرين ورجال الدين.
الأزهر أعلن فتوى بتكفير فرج فوده والجماعة الإسلامية قررت تصفيته عام 1992. أحد قتلته، الذي تم إلقاء القبض عليه برر جريمته بأن فوده كان مرتدا.
غسان كنفاني هو روائي وصحفي وسياسي فلسطيني. شغل في السبعينات منصب المتحدث باسم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قبل أن يتعرض عام 1972 للاغتيال بعدما زرع جهاز المخابرات الإسرائيلي قنبلة في سيارته التي انفجرت عندما كان بداخلها بالقرب من بيروت.
الاغتيال في وضح النهار كان أيضا مصير المفكر اللبناني حسن عبد الله حمدان والمعروف أيضا باسمه الحركي "مهدي عامل". حسن حمدان، الذي وُلد في جنوب بيروت عام 1926، كان أستاذا جامعا ومفكرا له عدة مؤلفات في السياسة. تعرض للاغتيال عام 1987 في بيروت عندما كان في طريقه إلى الجامعة.
الموت قتلاً كان أيضا من نصيب حسين مروة، وهو كاتب ومفكر سياسي لبناني. مروة كان يعد أحد قادة التيار الشيوعي في لبنان والعالم العربي. ومن أشهر مؤلفاته "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" والذي أثار جدلا كبيراً حينها. في 1987 اغتيل مروة على فراش المرض في منزله في سن الـ77 عاما. البعض يوجه أصابع الاتهام لحزب الله في الضلوع في اغتياله.
قبرص كانت آخر محطة في حياة الأديب المصري ذو الخلفية العسكرية يوسف السباعي الذي تقلد عدة مناصب مهمة منها منصب وزير الثقافة في السبعينات. وقد تعرض السباعي للاغتيال عندما كان في قبرص عام 1978 عن عمر ناهز ال60 عاماً. وتردد حينها أن أحد قتلته برر اغتياله بالقول إن السباعي كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية. الكاتب: ش.ع