سفير إسرائيل في برلين لـDW: "علينا تهدئة الخواطر" بشأن القدس
١٣ ديسمبر ٢٠١٧رأينا مشاهد يحرق فيها أشخاص العلم الإسرائيلي وسط برلين أمام بوابة براندنبورغ. بماذا تشعرون عند رؤية هذه الصور؟
جيرمي إيساشاروف: يحزنني أن أرى مثل هذا الأمر في برلين، في مدينة استقبلتني بحفاوة قبل أربعة أشهر تقريبا. أنا متأكد أن هذا لا يمثل الحكومة الألمانية ولا الألمان. أعتقد أنه تحرك ضد شيء أساسي: فالأمر لا يتعلق بمتظاهرين لهم شيء ضد السياسة الإسرائيلية، وإنما هم لديهم شيء ضد حقيقة أن إسرائيل لها موقع أو مكانة. بهذا بالمعني يأتي حرق علم كمن يحرق الهوية الذاتية والتسامح الذاتي. وهذا ما ينبغي شجبه بشكل شامل.
حرق العلم قوبل بالشجب من الجميع في ألمانيا. ولكن دعنا نتحدث عن موقف إسرائيل. ألمانيا وإسرائيل تجمعهما علاقات وطيدة. لكن أنغيلا مركيل تبقى ضد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. هل هذا يصيبك بخيبة أمل؟
لا يمكن لي سوى الحديث عن الحكومة الإسرائيلية عندما أقول: كل اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين سيتضمن في النهاية وضع القدس كعاصمة إسرائيلية.
هل تقصد القدس كعاصمة إسرائيلية غير مقسّمة؟
القدس هي عاصمة إسرائيل. ورئيس الوزراء قال بأننا سنواصل محاولة إحلال السلام مع جيراننا العرب بما في ذلك الفلسطينيين. ولن يطرأ أي تغيير على السياسة الحالية في حرية التنقل وحرية تأدية الشعائر الدينية في القدس. وهو الأمر الذي ساعد المدينة على مواجهة الكثير من التحديات.
ولكن لا يوجد في الوقت الراهن أي علامة على السلام في هذا النزاع. هل ستقبل إسرائيل بحل سلمي يقوم على أساس أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية؟
أنا أنحدر من القدس والقدس هي موطني. أعيش هناك منذ سنوات كثيرة، وعائلتي تعيش هناك منذ أجيال كثيرة. أنا أعرف قدسا تعايش فيها اليهود والعرب بسلام في أوقات مختلفة. يجب علينا الاعتراف أنه يوجد فرص أكبر للتعايش في هذه المدينة. وأنا ما زلت أعتقد أن القدس مدينة روحية، إنها مدينة الطمأنينة والهدوء والروحانية، وأعتقد أن الناس سيجدون في النهاية طريقا لتسوية النزاع. غير أن ذلك لن يتحقق عبر إحراق الأعلام أو من خلال عدم قبول موقف الآخر.
أنت تقول بأن القدس مدينة روحية، وهي كذلك بالنسبة إلى المسلمين. هل يمكن لك تفهم يأسهم وإحباطهم بسبب قرار الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل فقط؟
أفهم أن تكون جميع الديانات، المسيحية والإسلام حساسة جدا فيما يتعلق بالقدس، ولذلك فإن إسرائيل تحمي منذ عقود المرور الحر إلى جميع الأماكن المقدسة وحرية ممارسة الشعائر الدينية. فما ننتظره من الآخرين، ننتظره أيضا من أنفسنا. في هذا السياق نحن نعترف على قاعدة الحياة اليومية بحساسيات جميع السكان، فخلال شهر رمضان يأتي عشرات الآلاف للصلاة إلى المسجد دون أن يُمنعوا من ذلك ويتلقون الدعم من السلطات الإسرائيلية. نحن نقوم بكل شيء لحماية الحياة الدينية. وفيما يتعلق بالسياسة يجب على فرقاء النزاع الاجتماع والتفاوض والاعتراف بأن إسرائيل هي وطن الشعب اليهودي وفي الجانب الآخر هي وطن الفلسطينيين. يجب علينا إيجاد سبيل للتوصل إلى اتفاق من خلال الاجتماع والتفاوض.
هل تعتقد أن قرار الرئيس ترامب غير بناء في هذا الإطار؟
إعلان الرئيس ترامب مؤشر للسياسة الأمريكية تجاه جانب معين بتعلق باتفاق السلام، وهو بدون شك مؤشر مهم ولا اريد الانتقاص منه. وهو في كل الأحوال لا يحاول ـ وهذه كلماته ـ إعاقة اتفاق نهائي بين الأطراف. وهنا يجب على المرء تخفيض مستوى السخونة والمشاعر في الشرق الأوسط، فمن خلال المواجهة لن نصل إلى شيء. نحن نعيش المواجهة منذ عقود. يجب علينا فعل ما قمنا به مع المصريين والأردنيين وحتى مع الفلسطينيين، أي الجلوس مع بعضنا البعض ومحاولة إيجاد حل سياسي. فقبل 40 عاما حققنا السلام بفضل السلوك الشجاع للرئيس المصري السادات ورئيس الوزراء بيغن. ذلك السلام ظل قائما 40 عاما وأصبح عاملا استراتيجيا.
أجرى المقابلة كريستوف ريكنغ