سرقة آلاف الحمير من إفريقيا بهدف بيعها في الصين
١١ يوليو ٢٠٢٢تصاعد الطلب في الصين على أحد الأدوية الشعبية المصنوعة من جلد الحمير. الصيحة الجديدة بدأت مع عرض أحد المسلسلات الصينية الشهيرة حيث تستهلك العائلات الارستقراطية دواء يسمى ايجياو ejiao، أُنتج اعتماداً على الطب الصيني التقليدي وهو مصنوع من جلد الحمير.
ويعتبر هذا الدواء "علاجاً سحرياً" في الصين، ولكنه يتسبب في معاناة لا توصف ووفيات بطرق قاسية لآلاف الحمير، بحسب ما أكدت الجمعية العالمية لحماية الحيوانات.
ويتم إنتاج عقار Ejiao، الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين ، من كميات كبيرة من جلود الحمير، إذ يتم غلي الجلود للحصول على الجيلاتين الداكن اللون، والذي يتم تشكيله بعد ذلك في قوالب تشبه كتل الشوكولاتة. يعتقد الكثيرون أن لهذا المنتج خصائص طبية وتجميلية.
قال سايمون بوب، الذي يعمل في مؤسسة "ملاذ الحمير - Donkey Sanctuary" البريطانية الخيرية، في تقرير صدر مؤخراً عن إذاعة صوت أمريكا (VOA) أن الطلب على العقار قد نما بشكل كبير منذ إذاعة المسلسل لأول مرة في عام 2011.. ويضيف: "كانت المشكلة أن الصين ببساطة لا تمتلك ما يكفي من الحمير لتلبية الطلب المتزايد على العقار"، وفق ما نشر موقع صحيفة فرانكفورتر ألغمانيه الألمانية.
وللوفاء بهذا القدر المتزايد من الطلب على العقار، بدأ اللجوء لاستيراد الحمير من دول إفريقية مثل زيمبابوي ومالي وتنزانيا. لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة، إذ يرفض السكان المحليون بيع حيواناتهم، لتبدأ عمليات سرقة واسعة النطاق لهذه الحيوانات.
وأفاد مزارعون في عدة دول إفريقية أنهم وجدوا حيواناتهم مذبوحة ومسلوخة في الحقول، قتل بعضها بطرق بشعة، فيما بقي البعض الآخر يعاني آلاما لا توصف من سلخه حياً.
لذلك حظرت تنزانيا الشهر الماضي ذبح الحمير بهدف الحصول على جلودها، وقالت إن تعداد الحمير لديها تناقص بشكل جعلها مهددة بالانقراض. وفرضت دول إفريقية أخرى، بما في ذلك نيجيريا وكينيا ، حظراً على ذبح الحمير وتصدير الحيوانات.
1000 دولار للحمار
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة جنوب إفريقيا أن عدد الحمير قد تقلص من 210 ألف في عام 1996 إلى حوالي 146 ألف في عام 2019.
وتصدر جنوب إفريقيا بشكل قانوني حوالي 105 ألف جلد حمار إلى الصين كل عام، ولكن من المحتمل أن تكون الكمية الفعلية أعلى من ذلك بكثير، خاصة مع دخول المهربين هذا السوق. ويقال إن المهربين يستخدمون مملكة ليسوتو الجبلية لنقل البضائع من هناك إلى خارج القارة.
أدت السرقات الجماعية والضجيج المحيط بـالعقار الصيني إلى ارتفاع أسعار الحمير في كل من إفريقيا والصين. وأفاد مراقبون أن حماراًَ في جنوب إفريقيا بيع بالمزاد بمبلغ 30 دولاراً قبل خمس سنوات. واليوم يقال إن قيمة الحمار تزيد عن 1000 دولار في الصين التي تشهد سوقاً يتضخم يومياً ويتزايد فيه الطلب على الحمير بمعدل يصل إلى حوالي خمسة ملايين حمار سنوياً، يقال إن مليوني حمار منها يأتي من دخل الصين فيما تأتي البقية من الخارج.
ع.ح./