سربرنيتشا: متهمون جدد وبقايا لضحايا مجهولي الهوية
أعلنت الحكومة البوسنية أمس الثلاثاء عن لائحة جديدة بأسماء 19473 عسكريا من صرب البوسنة ضالعين في مذبحة سربرنيتشا التي ارتكبت عام 1995 عندما قامت القوات الصربية بالاستيلاء على المنطقة التي لجأ إليها الكثير من المدنيين هرباً من نار الحرب اليوغسلافية. وكان مجلس الأمن الدولي قد وضع المدينة في عام 1993 تحت حماية الأمم المتحدة. وتضم اللائحة الجديدة أسماء أشخاص مازالوا يشغلون مناصباً في الجيش الصربي ووزارتي الدفاع والداخلية، كما أفاد أحد أعضاء اللجنة الحكومية التي تتولى التحقيق في تفاصيل المذبحة بأنه بات من الصعب على أقارب الضحايا التعرف على جثث أقاربهم بعد أن سحقت الجرافات عدداً كبيرا منها.
اللائحة الأولى لم تكن كافية
وسبق للحكومة البوسنية أن نشرت لائحة أولى في شهر مارس/آذار الماضي تضمنت أسماء 892 عسكريا فقط كمتهمين بارتكاب المذبحة كانوا قد تقلدوا آنذاك مناصباً مختلفة في جمهورية صرب البوسنة. ولكنها لم تحضَ بالرضا والقبول. حتى إن وزير العدل الأمريكي جون اشكروفت انتقدها باعتبارها غير كافية، فعدد المتهمين بارتكاب المذبحة يقارب العشرين ألفا. ويسعى المجتمع الدولي إلى إجبار صربيا على تقديمهم للعدالة بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
لائحة جديدة تقترب من الحقيقة
يعد تقديم اللائحة الجديدة خطوة أولى على طريق ضمان تحقيق العدالة بعد أن تمكن الكثير من مرتكبي الانتهاكات أثناء الحرب من الفرار من العقاب في ظل عدم توفر لائحة تكشف أسماء الأشخاص المتهمين بالمذبحة، الأمر الذي يشكل عقبة أمام الجهود التي تبذلها المحكمة الدولية والمحاكم المحلية من أجل تقديم الجناة إلى العدالة.
وللحد من حالات "الاختفاء" وعدم وضع العقبات أمام البحث والتحقيق، فإنه سوف يُعمد إلى عدم نشر الأسماء الموجودة في اللائحة. خصوصاً وأن المتهمين المباشرين في ارتكاب المذبحة رادوفان كارادزيتش، زعيم صرب البوسنة، وراتكو ملاديتش قائد قوات صرب البوسنة مازالا هاربين. وستركز محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة والسلطات البوسنية في تحقيقاتها على أولئك الذين مازالوا يشغلون مناصباً في الحكومة الصربية.
هل هو اعتراف بالذنب؟
يأتي الإعلان عن اللائحة بعد مرور أربعة أشهر على إحياء الذكرى العاشرة للمذبحة، وذلك في حفل شارك فيه الرئيس الصربي بوريس تاديتش، وهو أرفع مسؤول صربي يشارك في ذكرى مماثلة. وصرح المسؤول في أثناء مراسم التذكير بالضحايا بأنه "يريد أن ينحني لذكرى الضحايا الأبرياء" في سريبرينتسا وبأنه "ينبغي وضع حد لهذه الدوامة إلى الأبد". وفي موقف مماثل قال رئيس صربيا والجبل الأسود سيفتوزار ماروفيتش، الذي اعتذر لشعب البوسنة والهرسك عن الفظائع التي ارتكبت بحقهم أثناء الحرب، إن بلاده لا تتنصل من مسؤوليتها في تسليم المتورطين لقبضة القضاء، آملا في أن يحقق هذا الموقف حلم بلاده في الانضمام للاتحاد الأوربي.
عماد م. غانم