ستولتنبرغ يدعو للنظر في السماح لكييف بضرب روسيا بأسلحة غربية
٣٠ مايو ٢٠٢٤دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مستهل اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف في براغ اليوم الخميس (30 مايو/ أيار 2024) إلى السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا، وهي خطوة سعت إليها كييف لكن تعارضها واشنطن الداعم الرئيسي لها في الوقت الحالي.
وقال ستولتنبرغ قبيل مأدبة عشاء تسبق الاجتماع إنه يتعين على حلفاء الناتو "النظر" في رفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا لأسلحة الناتو لضرب أهداف في الأراضي الروسية.
وأوضح ستولتنبرغ: "في الأسابيع والأشهر الأخيرة، وقعت غالبية المعارك العنيفة على امتداد الحدود بين روسيا وأوكرانيا"، وتابع: "لذا أعتقد أن الوقت حان لإعادة النظر في بعض تلك القيود لتمكين الأوكرانيين من الدفاع حقا عن أنفسهم".
وأضاف أنه مع اقتراب الحرب من الحدود الروسية، تمكنت روسيا من مهاجمة القوات الأوكرانية من جانبي الحدود.
وسلط ستولتنبرغ الضوء على أوجه القصور في دعم الناتو حتى الآن. وأضاف في كلمته: "خلال الأشهر الماضية، شهدنا تأخيرات خطيرة في توفير الدعم بالذخيرة، وكذلك ثغرات خطيرة، على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالدفاع الجوي والذخيرة الخاصة به".
ويجتمع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي البالغ عددها 32 دولة لمناقشة هذه المسألة من بين مسائل أخرى. وسيركّز الاجتماع الذي يتواصل على مدى يومين في براغ على الجهود الرامية للتوصل إلى حزمة دعم لأوكرانيا في قمة الناتو المزمع عقدها في واشنطن في تموز/يوليو.
خلافات داخل الناتو
النقاش الدائر بشأن إن كان يتعيّن السماح لكييف باستخدام الأسلحة التي تلقتها من داعميها الغربيين لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية يهيمن على المحادثات في براغ. وتضغط أوكرانيا على داعميها الذين تتقدمهم الولايات المتحدة، للسماح لها باستخدام الأسلحة البعيدة المدى التي يزوّدونها بها لاستهداف الأراضي الروسية.
ويشار إلى أن بعض دول الناتو تزود أوكرانيا بالأسلحة دون قيود، لكن البعض الآخر يؤكد على أنه يجب استخدامها فقط ضد أهداف على الأراضي الأوكرانية.
وباتت مسألة ما إذا كان سيسمح لكييف باستخدام أسلحة غربية لشن هجمات على أهداف عسكرية في روسيا، تلوح في الأفق بشكل أكبر مع اشتداد القتال على طول قطاعات معينة من الحدود الأوكرانية الروسية. وتسعى كييف جاهدة بشكل خاص لإيقاف هجوم روسي في منطقة خاركيف الواقعة شمال شرقي أوكرانيا.
وتقول بعض الدول ومن بينها بريطانيا وهولندا إن لكييف الحق في استخدام أسلحة تلك الدول لضرب أهداف عسكرية في روسيا.
وأبدى وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي دعمه الخميس وقال لقناة إن آر كي التلفزيونية إن لا ينبغي أن تكون كييف مضطرة للقتال "وهي في وضع صعب".
لكن الولايات المتحدة وألمانيا تعارضان حتى الآن السماح لكييف بشن ضربات عبر الحدود خشية أن يؤدي ذلك إلى جرّهما باتّجاه مواجهة مباشرة مع موسكو.
وبدا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدّل موقفه الثلاثاء عندما قال إنه ينبغي السماح لأوكرانيا بـ"تحييد" قواعد في روسيا تستخدم لشن ضربات.
غير أن المستشار الألماني أولاف شولتس شدد على أن على أوكرانيا التحرّك ضمن حدود القانون مع التشديد على أن برلين لم تزوّد كييف بالأسلحة لاستخدامها في ضرب روسيا.
وعبر الأطلسي، شدد البيت الأبيض على أنه ما زال يعارض استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية لضرب أهداف روسية، رغم أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ألمح إلى إمكانية تغيير هذه الاستراتيجية.
الكرملين يحذر من "عواقب خطيرة"
وحذّر الرئيس فلاديمير بوتين من "عواقب خطيرة" حال إعطاء البلدان الغربية أوكرانيا الضوء الأخضر لكييف بشن هجمات على الأراضي الروسية باستخدام أسلحة غربية، حيث توعد المتحدث باسم الكرملين بحدوث "عواقب" إذا وقعت مثل هذه الهجمات.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الخميس إن "ذلك سيكون في نهاية الأمر ضارا للغاية بمصالح تلك الدول التي اختارت طريق تصعيد التوترات". وأضاف بيسكوف: "الدول الأعضاء في الناتو، الولايات المتحدة وعواصم في أوروبا، تخوض منذ الأيام والأسابيع القليلة الماضية جولة جديدة من تصعيد التوتر".
وتستهدف الأسلحة الغربية حتى الآن بشكل أساسي المواقع الروسية في المناطق الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية. وحذر الدبلوماسي الروسي كونستانتين غافريلوف، في فيينا، الغرب من مغبة تجاوز "الخطوط الحمراء"، قائلا إن موسكو لها الحق في استخدام أسلحة نووية ردا على العدوان - حتى في حالة تعرضها لهجوم بأسلحة تقليدية.
وجاءت تصريحات الدبلوماسي الروسي في كلمة ألقاها في فعالية نظمتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)