كييف: ماريوبول تقاوم ونحتاج مئات المليارات لإعادة الإعمار
٢٢ أبريل ٢٠٢٢أكدت كييف أن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية التي تقول موسكو إنها "حررتها" ما زالت تقاوم القوات الروسية، مشيرة إلى أن آلاف المقاتلين الأوكرانيين يواصلون القتال بضراوة للدفاع عن مجمع آزوفستال الهائل للصناعات المعدنية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب أمام البرلمان البرتغالي الخميس "لا يوجد مبنى واحد لم يتضرر في ماريوبول. مدينة محترقة بالفعل"، وأضاف "لأكثر من شهر، حاصرت القوات الروسية ماريوبول (...) كان مئات الآلاف من المدنيين (عالقين) هناك بدون طعام وبدون ماء وبدون دواء تحت عمليات قصف مستمرة".
وسيشكل السقوط التام لمدينة ماريوبول الصناعية الرئيسية على بحر آزوف التي أصبحت مدينة منكوبة وحقل خراب بعد حوالى شهرين من القصف والحصار الروسي، انتصاراً كبيراً لموسكو التي تسعى إلى إنشاء جسر بري يربط شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014 بالمناطق الانفصالية الموالية لروسيا في منطقة دونباس.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس إن القوات الروسية "حررت" ماريوبول وأمر المقاتلين الأوكرانيين المتبقين بمحاصرة موقع آزوفستال الصناعي حيث تحصنوا، بدلاً من اقتحامه.
ولم يعلن زيلينسكي هزيمته مؤكداً أن المعركة ما زالت مستمرة. وقال في خطاب بالفيديو "لا يمكنهم سوى تأخير ما هو حتمي - اللحظة التي سيضطر فيها الغزاة لمغادرة أراضينا خصوصاً ماريوبول المدينة التي ما زالت تقاوم روسيا رغم كل ما يقوله المحتلون".
وقال زيلينسكي إنه بالإضافة إلى حوالى ألفي جندي أوكراني، لجأ "حوالى ألف مدني بينهم نساء وأطفال" و"مئات الجرحى" إلى المجمع الضخم الذي يضم أنفاقاً تحت الأرض على امتداد كيلومترات. ويرفض المقاتلون الأوكرانيون في ماريوبول الاستسلام، بينما تتواصل جهود إجلاء المدنيين.
ويؤكد المسؤولون الأوكرانيون أنهم يريدون إجلاء المزيد من المدنيين من ماريوبول لكنهم يتهمون القوات الروسية باستهداف طريق يستخدمه فارون من المعارك.
مقابر جماعية
من جهة أخرى، كشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية نشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأمريكية "وجود موقع لمقابر جماعية في شمال غرب مانهوش" وهي قرية تقع على مسافة 20 كيلومترًا في غرب ماريوبول، حسب الشركة. وكتبت بلدية ماريوبول على تلغرام أنه في هذه القرية وحدها "دفن المحتلون بين ثلاثة من السكان وتسعة آلاف".
وقال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويشينكو لصحفيين على يوتيوب "إنهم يعدون حفراً طولها ثلاثين متراً وينقلون جثث سكان ماريوبول في شاحنات". وأضاف أنه يقدر عدد الذين قتلوا في القصف الروسي بعشرين الف شخص على الأقل في ماريوبول منذ بدء الحصار.
وحول العاصمة، شكلت مقابر موقتة عثر عليها قرب مستشفى في بلدة بوروديانكا المنكوبة، مصدر أدلة للخبراء الذين يحققون في اتهامات بجرائم الحرب ضد القوات الروسية. وقالت السلطات إنه تم إخراج جثث تسعة مدنيين قتل عدد منهم بالرصاص من هذه القبور.
وصرح مسؤولون الخميس أن المحققين جمعوا أكثر من ألف جثة لمدنيين من شوارع وساحات ومقابر حفرت على عجل حول العاصمة الأوكرانية، وبعضهم كانت أيديهم وأرجلهم مقيدة أو أصيبوا بطلقات نارية في أعناقهم.
ويندرج هذا التحقيق في إطار توثيق ما وصفه أولكسندر بافليوك رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة كييف بـ"فظائع" ارتكبت عقب غزو القوات الروسية التي أجبرت لاحقاً على الانسحاب من المنطقة.
خطط مليارية لإعادة الإعمار
من ناحية أخرى، أكد زيلينسكي أنّ بلاده تحتاج سبعة مليارات دولار شهرياً للإبقاء على اقتصادها عائماً وسط الخسائر التي تكبدتها بسبب الغزو الروسي، في وقت أعلنت الولايات المتحدة منح كييف مساعدة مالية جديدة. وقال زيلينكسي بعد لقاء مع قادة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عبر الفيديو للبحث في مد أوكرانيا بمساعدات إن "الجيش الروسي يهدف إلى تدمير جميع المقومات في أوكرانيا التي يمكن أن تشكل قاعدة اقتصادية للحياة، وهذا يشمل محطات سكك الحديد ومخازن المواد الغذائية والنفط ومصافي النفط وبنى تحتية ومدارس وجامعات ومستشفيات ومنازل لا حصر لها في أوكرانيا.
ومن جانبه، قال رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شمهال إن إعادة الإعمار في بلاده بسبب الغزو الروسي ستتكلف حوالي 600 مليار دولار. ودعاء شمهال الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي إلى التبرع بعشرة في المئة من احتياطي الأصول التي تحصل عليها من الصندوق، للمساهمة في هذه الجهود. وقال شمهال إن أوكرانيا بصدد إعداد خطة للتعافي تشمل الاندماج في الاتحاد الأوروبي. كما دعا دول العالم إلى المساعدة في تزويد أوكرانيا بالذخيرة والسلاح وفرض المزيد من العقوبات على روسيا.
وكشفت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين عن 500 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا لتمكينها من مواصلة دفع الرواتب والمعاشات التقاعدية وتقديم الخدمات.
وذكرت صحيفة أوكسبورغر ألغماينه الألمانية اليوم نقلاً عن مصادر في وزارة التنمية أن ألمانيا ستمنح أوكرانيا 37 مليون يورو (40.12 مليون دولار) إضافية لجهود إعادة الإعمار. وقالت الصحيفة إن نحو 22.5 مليون يورو ستخصص إلى إعادة إعمار شبكة الكهرباء الأوكرانية في حين ستستخدم 14.4 مليون يورو إضافية لإعادة بناء الشقق السكنية التي دمرتها القوات الروسية وكذلك للمعدات الطبية. ونقلت الصحيفة عن وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية سفينيا شولتسه "أعادت وزارتي تخصيص هذه الأموال عبر برنامج طوارئ".
ع.ح./خ.س. (أ ف ب، رويترز، د ب أ)