زعيم اليمين المتطرف الفرنسي ينتقد تصريح مبابي عن الانتخابات
١٨ يونيو ٢٠٢٤قال زعيم تيار اليمين المتطرف في فرنسا جوردان بارديلا، الثلاثاء (18 يونيو/ حزيران 2024)، لقناة سي نيوز التلفزيونية "أكن احتراما كبيرا للاعبي كرة القدم لدينا، سواء ماركوس تورام أو كيليان مبابي اللذين يعتبران أيقونات لكرة القدم وللشباب... لكن يتعين أن نحترم الفرنسيين، وأن نحترم تصويت الجميع".
وأضاف بارديلا "حين يحالف الحظ المرء ليحصل على راتب كبير جدا جدا، وحين يكون مليونيرا... أشعر بالحرج قليلا من رؤية هؤلاء الرياضيين... يعطون دروسا لأشخاص لم يعد بإمكانهم تلبية حاجاتهم الأساسية ولم يعودوا يشعرون بالأمان، ولا فرصة لديهم للعيش في أحياء تتمتع بقدر أكبر من الحماية من رجال الأمن".
وقال مبابي، قائد منتخب فرنسا الذي يتمتع بشعبية كبيرة، يوم الأحد الماضي في مؤتمر صحفي عشية المباراة الأولى لمنتخب فرنسا في بطولة أوروبا لكرة القدم 2024، "المتطرفون يطرقون أبواب السلطة". وكان المهاجم ماركوس تورام قد حث الناس في وقت سابق على "النضال يوميا" لمنع حزب التجمع الوطني، الذي يتزعمه بارديلا من الوصول إلى السلطة.
ولم يذكر مبابي التجمع الوطني بالاسم، لكنه قال إنه يدعم نفس القيم والمواقف التي يدعمها تورام. وقال اللاعب عن نفسه: "كيليان مبابي ضد وجهات النظر المتطرفة وضد الأفكار التي تقسم الناس. أريد أن أكون فخورا بتمثيل فرنسا، ولا أريد أن أمثل بلدا لا يمثل قيمي أو قيمنا".
ولاقت هذه الدعوة صدى عند بعضالشباب في الحي القديم الذي كان يعيش فيه مبابي، وهو إحدى ضواحي باريس الفقيرة، لكن سرعان ما انتقده حزب التجمع الوطني. وكان بارديلا يتحدث بعد يوم من فوز فرنسا في أولى مبارياتها في البطولة، والتي أصيب فيها مبابي بكسر في الأنف.
وقال رئيس اتحاد كرة القدم الفرنسي فيليب ديالو في مؤتمر صحفي بمعسكر الفريق في ألمانيا التي تستضيف البطولة إن للاعبين حرية التعبير عن آرائهم. وحث الأحزاب السياسية على عدم استخدام تعليقات اللاعبين لصالحها.
وأمام حزب بارديلا، المناهض للاتحاد الأوروبي والمناهض للهجرة، أول فرصة حقيقية للفوز بالسلطة في الانتخابات المقررة في 30 يونيو/ حزيران والسابع من يوليو/ تموز. وتضع استطلاعات الرأي باستمرار حزب التجمع الوطني في المرتبة الأولى منذ القرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون هذا الشهر بحل البرلمان.
وقبل 12 يوما من الدورة الاولى للانتخابات أعلن بارديلا أنه لن يترشح لمنصب رئيس الوزراء إذا لم يكن أكيدا أنه سيحصل على الغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية.
وقال رئيس حزب التجمع الوطني الذي يجري التداول باسمه لتولي الحكومة المقبلة في حال فوز معسكره أنه "سيكون بحاجة لغالبية مطلقة" بنتيجة الانتخابات التي دعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون بشكل مفاجئ بعد هزيمته في الانتخابات الأوروبية في 9 حزيران/ يونيو.
وأضاف بارديلا الذي تقدم حزبه بفارق كبير نتائج الانتخابات الأوروبية ويتصدر استطلاعات الرأي مع 33% من نوايا التصويت، لشبكة سي نيوز/ يوروب 1 (Cnews/Europe)، "أريد أن أكون في وضع يسمح لي بالتحرك".
وفي حال التعايش مع إيمانويل ماكرون، فإن بارديلا "لا يريد أن يكون معاونا للرئيس"، إنما يطالب "بالسلطة لتغيير السياسة في بلدنا"، لأنه "إذا كانت هناك غالبية نسبية فإن رئيس الوزراء لا يمكنه التحرك". وأكد أنه من أجل "تهيئة الظروف لهذه الأغلبية"، "مد اليد" إلى حزب الجمهوريين اليميني ورئيسه إريك سيوتي، الذي أثار صدمة حزبه عبر قبوله التحالف بشكل غير مسبوق مع اليمين المتطرف.
ع.ش/ ف.ي (رويترز، أ ف ب)