روسيا تقاطع جلسات محكمة العدل الدولية في قضية غزو أوكرانيا
٧ مارس ٢٠٢٢
قاطعت روسيا اليوم الاثنين (السابع من مارس/آذار 2022) أولى جلسات محكمة العدل الدولية التي تنعقد بطلب من أوكرانيا على خلفية غزوها من قبل روسيا. ووجد الوفد الأوكراني نفسه أمام مقاعد شاغرة عندما بدأ عرض قضيته.
وانتقدت رئيسة المحكمة، التي مقرها لاهاي في هولندا، غياب روسيا. وقالت جوان دونوهيو رئيسة محكمة العدل الدولية "إن المحكمة تأسف لعدم مثول جمهورية روسيا الاتحادية في هذا الإجراء الشفوي" موضحة أن ألكسندر شولغين السفير الروسي لدى هولندا، أبلغها أن الحكومة الروسية "لا تنوي المشاركة".
من جهته قال أنطون كورينيفيتش العضو في الوفد الأوكراني إن "كون المقاعد التي كان يفترض أن تملأها روسيا شاغرة يكشف الكثير" عن موقفها. وأضاف "إنهم ليسوا هنا في هذه المحكمة، إنهم في ساحة المعركة يشنون حربا عدوانية ضد بلدي. هذه هي الطريقة التي تحل من خلال روسيا النزاعات".
ولم يرد متحدث باسم السفارة الروسية في هولندا على طلب رويترز للحصول على تعليق.
وقدّمت كييف طلبا في 26 شباط/فبراير أمام محكمة العدل الدولية، بعد أيام قليلة من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وطلبت اليوم الاثنين من محكمة العدل الدولية التحرك لحماية الشعب الأوكراني، وبأن تكون "الشرارة الأساسية" لباقي المؤسسات الدولية. وقالت أوكسانا زولوتاريوفا العضو في الوفد الأوكراني إن "مصيرنا بين أيديكم".
وتطلب أوكرانيا من أعلى محكمة في الأمم المتحدة اتخاذ إجراءات عاجلة لدفع روسيا لوقف غزوها، في انتظار حكم كامل قد يستغرق سنوات. وقالت القاضية إن محكمة العدل الدولية ستبت في طلب أوكرانيا "بأسرع ما يمكن".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال خلال خطابه الذي أعلن فيه التدخل العسكري في أوكرانيا، إنه يريد الدفاع عن السكان الناطقين بالروسية من الإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام كييف.
وترد الدعوى التي رفعتها أوكرانيا على ذلك بأن زعم وجود إبادة جماعية غير حقيقي ولا يقدم على أي حال مبررا قانونيا للغزو.
واعتبرت أوكرانيا هذه التصريحات "كذبة غير منطقية" و"وقحة" ونفت "بشكل قاطع" أن تكون وقعت إبادة كهذه واعتبرت أن الغزو الروسي "لا أساس قانونيا له"، متهما موسكو بأنها "هي الجهة التي تخطط لأعمال إبادة في أوكرانيا".
وتأسست محكمة العدل الدولية العام 1946 لتسوية النزاعات بين الدول، وأحكامها ملزمة ومبرمة، ولكن ليس لدى المحكمة وسيلة للإرغام على تنفيذها.
وتستند الهيئة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة في استنتاجاتها بشكل رئيسي إلى المعاهدات والاتفاقيات. أوكرانيا وروسيا طرفان في معاهدة الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية لعام 1948. ومحكمة العدل الدولية هي جهة فض النزاعات بين الدول الموقعة.
يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية ، التي تقع أيضًا في لاهاي وتحاكم الأفراد المتهمين بارتكاب أسوأ الفظاعات في العالم، تنظر في مسألة الغزو الروسي لأوكرانيا وفتحت تحققيقا في اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ع.ج.م/أ.ح (ا ف ب، رويترز، دب أ)