روائع جوجنهايم في ضيافة قاعة المعروضات الفنية في بون
٢١ يوليو ٢٠٠٦"البقرة الصفراء" لفرانس مارك و"الفاتنة ذات الشعر الذهبي" لبيكاسو وغيرهما من روائع الفن الحديث لرينوار وسيذان ومونيه وراوشنبيرج وروتكو في ضيافة قاعة المعروضات الفنية في بون في الفترة من 21 تموز/يوليو 2006 حتى 7 كانون الثاني/يناير 2007. لا يستطيع المرء مشاهدة كافة المعروضات الفريدة، التي تحتوي عليها القاعة، إلا إذا كان لديه متسعاً كبيراً من الوقت. فهذه المعروضات، التي تعد جزءاً من مجموعة مقتنيات جوجنهايم Guggenheim Collection العالمية منتشرة على مساحة ثمانية آلاف متر مربع في القاعة. وتشمل مجموعة المقتنيات عدة اتجاهات فنية، فمنها الطليعية والتعبيرية والتجريبية وما غير ذلك. ومن خلال مجموعة جوجنهايم تواصل قاعة المعروضات الفنية الاتحادية في بون استضافتها لسلسة من المجموعات الفنية المتواجدة في أشهر متاحف العالم. وهي السلسة، التي بدأت عام 1992 باستضافة مقتنيات متحف الفن الحديث ولوحات من متحف سان بطرسبرج الحكومي عام 1997 ومتحف طوكيو القومي عام 2003.
رحلة عبر مراحل تطور الفن الحديث
"لا أسعى من خلال عرض مقتنيات جوجنهايم إلى جمع أعمال لرموز الفن الحديث في معرض واحد فحسب، فأنا أريد دائماً أن تعكس المجموعة المعروضة صورة حية لمراحل تطور الفن الحديث." هذا الهدف، الذي يضعه توماس كرينس، مدير مؤسسة جوجنهايم، منذ سنوات عديدة نصب عينيه، تجده يتحقق إذا شاهدت مجموعة المقتنيات المتواجدة حالياً في بون. اللوحات المعروضة لا تتحدث عن نفسها فحسب وإنما تعرض في الوقت نفسه مراحل تجميع مقتنيات جوجنهايم، لذا فقد تم تنظيم اللوحات في قاعة المعروضات الفنية في بون حسب الترتيب الزمني لضمها إلى المجموعة، وذلك لإظهار "خصوصية وانتقائية مقتنيات جوجنهايم"، كما يقول كاي هايمر، المسئول عن المعرض. ومن المتوقع أن يجتذب عرض مجموعة مقتينات جوجن هايم العديد من عشاق الفن الحديث إلى بون. فهولاء متعطشون لرؤية مقتنيات جوجنهايم، التي عادة ما تعرض متفرقة في متاحف نيويورك وبلباو وبرلين. "وتعد هذه هي أول مرة تعرض فيها مجموعة متكاملة، لأنه لم يكن ممكناً من قبل تقديم مجموعة كبيرة من مقتنيات جوجنهايم على هذا النحو"، كما يفخر فيتسيل ياكوب، مدير قاعة الفنون في بون.
مدارس فنية مختلفة
بدأ بجمع هذه المقتنيات رجل الأعمال سلومون جوجنهايم عام 1930. واستلهم الفكرة من البارونة الألمانية هيلا فون ريباي. وفي فترة حياته حرص سلومون جوجنهايم على جمع لوحات الفنانين الطليعيين الأوروبيين مثل كاندسكي، ثم اتجه إلى اقتناء أعمال لفنانين تعبيرين مثل ماكس بيكمان وأعمال تجريدية لفنانين أوروبيين وأمريكيين. وبعد وفاة سلومون جونجنهايم قامت ابنة أخيه بيجي بمواصلة مسيرته وجمعت لوحات الفن السريالي والتعبيري لجاكسون بولوك وفيليم دي كونينج. وفي تسعينيات القرن الماضي ضُمت إلى المجموعة المقتنيات الفنية لتانهاوزر وأعمال جوزيب بانذا دي بيمو ذات اتجاه البوب الفني، الذي نشأ في الفترة ما بعد عام 1960.
ويضاعف التصميم الفريد للقاعة في بون من درجة الاستماع بالمقتنيات الذي يضمها هذا المعرض، الذي تبلغ تكاليفه أكثر من 10 ملايين يورو والذي ينتظر أن تزيد عائداته عن هذا المبلغ. وتتميز الأعمال الفنية في الفترة ما بعد عام 1960 بضخامة حجمها، لذلك فإنها في قاعة المعروضات الفنية في بون في المكان الأمثل. وداخل القاعة تم ترتيب الوحات الفنية على نحو يظهر العلاقة بينها، لكن هذه العلاقة لن تكون واضحة في حالة اكتظاظ القاعة بالزائرين. لذلك قامت مؤسسة دويتشه فيله بالمشاركة في إنتاج فيلم وثائقي يشرح تاريخ مقتنيات جوجنهايم. ويمكن للزائر مشاهدة هذا الفيلم عند دخوله قاعة العرض.