Ramadan Jemen
١٨ أغسطس ٢٠١٠يعتبر شهر رمضان المبارك عند اليمنيين من الأشهر التي تتغير فيه حياتهم بشكل كلي فالحياة تبدو غير معتادة خلال هذا الشهر ابتداء من المأكل وانتهاء بالسهر الذي يستمر لساعات متأخرة من الفجر وهو بعكس ما اعتاد عليه اليمنيين حيث تنتهي الحياة اليومية عند الساعة العاشرة مساء.
في رمضان وفي الصباح الباكر وبينما وأنت تسير في الشوارع لا تجد أحدا فالمحالات مغلقة والشوارع خالية من البشر والمنازل تعيش حالة سكون تام ويضل هذا الوضع إلى الساعة العاشرة صباحاً حيث تبدأ الحياة الطبيعية. الموظفون يتوجهون إلى أعمالهم والنساء يبدأن يومهن بعمل شاق حيث يعملن في المطبخ لساعات طويلة وذلك من اجل تجهيز المائدة الرمضانية الغنية بالأكلات الشعبية. كما تمتلئ الشوارع بالباعة الذين يبيعون اللحوح والمشروبات والخضروات والفواكه والحلويات والقات.
المأكولات الشعبية زينة المائدة الرمضانية
خلال هذا الشهر تتنوع المائدة الرمضانية اليمنية بالأكلات الشعبية، تقول سهي العريقي انه وخلال هذا الشهر يتم عمل العديد من المأكولات التي تعتبر من الأساسيات في الطبق الرمضاني وتتمثل هذه المأكولات بالأكلات الشعبية المختلفة كالشفوت (ذرة مخبوزة مضاف إليها اللبن ) والسلته والسوسي والمعصوبة والشوربة المكونة من حبات البر نصف مدقوقة والعصيدة الشعوبية والرواني وبنت الصحن .
أمسيات تحت ظلال أغصان القات
ما يميز شهر رمضان في اليمن هو كثرة الأمسيات الرمضانية التي تقام في مجالس القات (المفارج أو الدواوين )، يقول محمد عبد الله " تبدأ جلسات القات التي تجمع العديد من الأدباء والمثقفين والسياسيين والصحفيين وغيرهم من بعد صلاة التراويح وتستمر لساعات متأخرة من الليل، وهي بعكس الأيام العادية التي تبدءا من بعد صلاة العصر وتنتهي بعد صلاة المغرب " مشيراً انه وخلال تلك المجالس تتم إقامة العديد من الندوات الدينية والسياسية والثقافية والأمسيات الشعرية اظافة إلى المناقشات المختلفة حول مواضيع داخلية وخارجية .
وُتقام في دواوين المحافظات العديد من تلك الأمسيات التي يتم فيها استضافة النخبة، وهي أيضا لا تبعد عن مجالس القات التي أصبحت المكان الذي يمكن أن يجتمع فيه الكثير من اليمنين أثناء شهر رمضان.
رمضان شهر الروحانيات .
بعيداً عن مجالس القات والحش السياسي والاجتماعي وغيره يتجه اليمنيون إلى المساجد للتقرب إلى الله عن طريق صلاة الترويح وقراءة القرآن وكتب الحديث والفقه وعقد الحلقات الدينية، حيث يقوم رجال الدين في العديد من المساجد خلال هذا الشهر بعمل ندوات دينية من خلالها يبينون فضائل هذا الشهر وما يجب أن يعمله المسلم اظافة إلى النقاشات حول أمور دينية مختلفة .
الشباب زينة الأمسيات
الشباب أيضا لهم طريقتهم في استقبال هذا الشهر واستقبالهم له يكون عن طريق التجمعات التي يقومون بها والفعاليات المختلفة التي تأتي حسب الاهتمام لكل فئة منهم كما تقول سمر محمد وتضيف: "في شهر رمضان نحن الشباب لنا طريقتنا في عمل الأمسيات فنحن نقوم بعمل فعاليات ثقافية نستمع خلالها لإبداعات الشباب في مجالات مختلفة كالشعر والقصة والغناء". وتؤكد سمر أن الأمسيات لا تقتصر على هذه الفعاليات بل تشمل كذلك فعاليات أخرى يتم خلالها توعية الشباب بواجبهم تجاه الفقراء وما يجب أن يعملوه لهم خلال هذا الشهر االفضيل. كما وتلعب شبكة الإنترنت دوراً كبير في إحياء أمسيات بين الشباب من مختلف المحافظات.
المرأة والأمسيات الرمضانية
والمرأة أيضا لها طريقتها في كيفية قضاء هذا الشهر، تقول أروى ياسين انه وخلال شهر رمضان يتم دعوة النساء إلى حضور الأمسيات إما في منازل أو في قاعات يستمعن خلالها إلى الخطب الدينية التي تبدءا من بعد صلاة التراويح، وهناك أخريات يتوجهن إلى مجالس القات الخاصة بالنساء وخلالها يتم تناول عددا من المواضيع السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية وغيرها، وهناك أيضا فئة أخرى تجد في قضائها أمام التلفزيون لمتابعة المسلسلات الرمضانية التي تكتظ بها القنوات الفضائية أو في زيارة الأهل وقضاء اكبر قدر من الوقت عندهم حلاوة الأمسيات الرمضانية التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر .
وهكذا تبقى للأمسيات الرمضانية في اليمن نكهتها خاصة عند مختلف الشرائح في المجتمع خصوصا عندما تتنوع الأماكن والفعاليات من مجالس قات إلى لقاءات شبابية إلى مجالس نسويه إلى العالم الرقمي (عالم الإنترنت).
الكاتبة: فاطمة الاغبري- صنعاء
مراجعة: هيثم عبد العظيم