رسالة البابا في عيد الميلاد: الأمل يجب ألا يموت في سوريا
٢٥ ديسمبر ٢٠١٢في رسالته بمناسبة عيد الميلاد اليوم الثلاثاء (25 كانون الأول/ ديسمبر 2012) قال البابا بنديكت السادس عشر إن الناس يجب ألا يفقدوا أبداً الأمل في السلام حتى في سوريا التي تشهد حرباً أهلية. وتلا البابا،البالغ من العمر 85 عاما،ً رسالته التقليدية إلى "المدينة والعالم" بمناسبة عيد الميلاد، وهو ثامن عيد له منذ توليه البابوية، أمام عشرات الآلاف الذين احتشدوا في ميدان القديس بطرس وتابعها ملايين آخرون من شتى أنحاء العالم.
وقدم تهنئة عيد الميلاد مستخدماً 65 لغة، وأبرز رأيه بأن الأمل المتمثل في عيد الميلاد يجب ألا يموت أبدا حتى في أحلك الأوقات. وقال الحبر الأعظم: "هذه الأرض الطيبة موجودة (..) اليوم أيضاً في 2012. من هذه الأرض ظهرت الحقيقة. بالتالي هناك أمل في العالم (..) أمل يمكننا أن نثق فيه حتى في أكثر الأوقات شدة وفي أكثر المواقف صعوبة".
وخصص البابا جزءا كبيراً من كلمته لما يحدث في سوريا ونيجيريا ومالي. وقال "نعم.. ندعو أن يتحقق السلام لكل السوريين الذين يعانون من جروح وانقسامات غائرة بسبب الصراع الذي لا ينجو منه حتى من لا حول لهم ولا قوة ويفتك بالضحايا الأبرياء". وأضاف بنديكت السادس عشر: "مرة أخرى أدعو لإنهاء إراقة الدماء وتسهيل توصيل المساعدات للاجئين والنازحين وتسهيل الحوار سعياً للتوصل إلى حل سياسي للصراع".
وأضاف البابا من شرفة كاتدرائية القديس بطرس تحت سماء غائمة "لينمو السلام أيضاً في الأرض التي ولد فيها المسيح المخلص وليمنح للإسرائيليين والفلسطينيين الشجاعة لإنهاء سنوات مديدة من الصراع والانقسامات ولسلوك طريق التفاوض بعزم".
"العدالة واحترام حرية كل إنسان"
وتحدث الحبر الأعظم أيضاً عن منطقة شمال إفريقيا التي قال إنها مع الربيع العربي "تشهد مرحلة انتقالية عميقة بحثاً عن مستقبل جديد"، ذاكراً بشكل خاص مصر "الأرض التي باركتها طفولة المسيح وحيث يجب على المواطنين أن يبنوا معاً مجتمعاً يقوم على العدالة واحترام حرية وكرامة كل شخص".
كما أدان بنديكت السادس عشر الصراع في كل من مالي ونيجيريا، وهما بلدان شنت فيهما جماعات إسلامية متشددة أعمال عنف. وتابع "آمل أن يكون ميلاد المسيح مناسبة لعودة السلام في مالي والوفاق في نيجيريا حيث ما زالت أعمال إرهاب وحشية تفتك بالضحايا خاصة المسيحيين". يذكر أن جماعة بوكو حرام المتشددة قد قتلت المئات في حملتها التي تهدف إلى فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية في شمال البلاد واستهدفت عدداً من الكنائس. وفي مالي احتلت مجموعة من الإسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة شمال البلاد منذ نيسان/ أبريل الماضي ودمروا أغلب التراث الديني في المنطقة كما طبقوا الحدود.
حرية الأديان
وخص الزعيم الروحي لكاثوليك العالم البالغ تعدادهم 1.2 مليار نسمة الصين، التي يحكمها الشيوعيون حيث ينقسم الكاثوليك بين كنيسة تديرها الحكومة وأخرى سرية موالية للفاتيكان، بالكلام. وقال البابا: "لعل ملك السلام يتحول ببصره إلى القادة الجدد لجمهورية الصين الشعبية من أجل إنجاز المهمة السامية التي في انتظارهم". وأضاف: "أعرب عن أملي أنه بوفائهم بتلك المهمة سوف يحظون جميعا باحترام الأديان وبهذه الطريقة يمكنهم إقامة مجتمع قائم على روح الأخوة من أجل مصلحة ذلك الشعب النبيل والعالم بأسره". الجدير بالذكر أن بكين والفاتيكان قطعتا العلاقات عام 1951 بعدما اعترف الحبر الأعظم بحكومة تايوان وهي الجزيرة التي يعتبرها الحزب الشيوعي الحاكم في الصين إقليماً منشقاً.
ع.غ/ ش.ع (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)