Schweitzer Stimmen für Minarett- Verbot, Reaktionen in DT. (Interviews??)
٣٠ نوفمبر ٢٠٠٩جاء تعقيب الحكومة الألمانية على الاستفتاء السويسري بشأن حظر بناء المآذن، متحفظا بشكل واضح. وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية كريستوف شتيجمانس اليوم الاثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني في برلين: "لا يمكننا بالتأكيد إعطاء سويسرا نصائح من هنا". وأكد شتيجمانس أن "الحكومة الاتحادية الألمانية على ثقة بأن حرية الأديان ذات قيمة عالية في سويسرا كما هو الحال في ألمانيا" مشيرا إلى أن الاستفتاء السويسري الذي رجح كفة حظر بناء المآذن ليس له تأثير على ألمانيا. وأوضح متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أن حرية الأديان في ألمانيا تشمل أيضا حق بناء المساجد وهو أمر أقره مؤتمر الإسلام في آذار/مارس الماضي دون التطرق إلى مسألة المآذن بشكل خاص.
في الوقت نفسه أثارت نتيجة الاستفتاء جدلا واسعا في ألمانيا بشأن اندماج الأجانب والخوف من "أسلمة المجتمع". وفي رد فعل على الاستفتاء قال رئيس لجنة الشئون الداخلية في البرلمان الألماني فولفغانغ بوسباخ إنه من الضروري أخذ القرار السويسري مأخذ الجد، مشدداً في حديث مع صحيفة "برلينر تسايتونغ" على أن نتيجة هذا الاستفتاء الشعبي تعطي إشارة على اتساع نطاق الخوف من "أسلمة المجتمع" والتي وصلت في رأيه إلى ألمانيا أيضا.
وأضاف أنه يجب أن يكون هناك حوار مفتوح وصريح قبل كل مشروع لبناء مسجد، مشيراً إلى أن القوانين الألمانية تسمح بإيجاد تسوية مرضية للجميع. وفي مقابلة مع صحيفة هامبورغر أبندبلات أكد بوسباخ أن نتيجة التصويت لم تفاجئه، وقال إنه يلاحظ منذ سنوات تباعداً كبيراً بين الآراء التي يتم نشرها في وسائل الإعلام والرأي العام حيال هذا الموضوع.
أحزاب المعارضة الألمانية تعرب عن شعورها بالصدمة
وفي تصريح لصحيفة "برلينه تسايتونغ"، وصف سيباستيان إيداتي، خبير شؤون السياسة الداخلية لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، نتيجة الاستفتاء السويسري بالـ"إشكالية". وقال إن من يرغب ضمان الحرية الدينية عليه أن يتيح لمعتنقي مختلف الديانات إمكانية بناء دور العبادة. من ناحية أخرى، أكد إيداتي أن مثل هذه النتيجة التي جاء بها الاستفتاء السويسري ستكون في نظره في ألمانيا مخالفة للدستور الألماني، نافيا في ذات الوقت أن يكون لها انعكاس سلبي على الجدل الدائر في ألمانيا حول الاندماج.
أما السياسية في حزب الخضر الألماني كاترين جورينج ايكارت فقد أعربت عن صدمتها من نتيجة الاستفتاء وقالت في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي اف) (ZDF) صباح اليوم الاثنين: "لا يجب أن تخضع الحرية الدينية لاستفتاء"، مضيفة في هذا السياق: "قيل أن الأمر يتعلق بالمآذن فحسب ولكنه يتعلق في الحقيقة بحرية الأديان". وأعربت ايكارت أيضا عن شعورها بالصدمة، إذ أن نتيجة الاستفتاء تعني في نظرها أن المسلمات والمسلمين غير مرحب بهم في سويسرا، كما انتقدت بشدة اللوحات الدعائية التي كانت تحث المواطنين على المشاركة في الاستفتاء والتي ظهر فيها علم سويسرا وفوقه مآذن سوداء وامرأة منقبة ووصفته بـ"العنصري". ووجهت ايكارت في الوقت نفسه نقدا شديدا لتصريحات بوسباخ وقالت إن عليه أن يفكر في الأشياء التي يقولها وأضافت:"الحقيقة في ألمانيا هي أن الاندماج قليل للغاية عندنا".
انتقادات أوروبية
من جانبه، وجه الاتحاد الأوروبي انتقادات شديدة لنتيجة الاستفتاء السويسري الذي رجح كفة منع بناء مآذن المساجد في البلاد. وقالت وزيرة العدل السويدية التي تترأس بلادها الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي ، بياتريس أسك اليوم الاثنين في بروكسل على هامش اجتماع وزراء عدل وداخلية دول الاتحاد الأوروبي:"أؤمن بالحرية ولا أعتقد أن بوسعنا بناء أوروبا جديدة دون حق حرية التعبير". وفي فرنسا، صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اليوم الاثنين أنه "صدم قليلا" بتصويت السويسريين لصالح حظر المآذن، معتبرا أن هذا الأمر "يعبر عن عدم التسامح". وقال الوزير الفرنسي لإذاعة "ار تي ال" إنه "إذا كنا لا نريد بناء مآذن فهذا يعني أننا نقمع ديانة".
وفي سويسرا، قالت ايفيلين فيدمر شلمبف، وزيرة العدل السويسرية، إن نتيجة الاستفتاء تعكس الخوف من الأصولية الإسلامية لكن الحظر "ليس وسيلة مجدية للتصدي للميول المتطرفة". وأضافت في مؤتمر صحفي في بيرن: "أعتقد أن علاقاتنا التجارية مع دول أخرى ستصبح أكثر صعوبة... سنرى التبعات في قطاع التصدير وربما في مجال السياحة" ولاسيما في القطاع السياحي الذي شهد خلال السنوات الأخيرة نمو عدد السياح القادمين من دول الخليج.
أما ميشلين كالمي ري، وزيرة الخارجية السويسرية، فقالت إنها " مصدومة" و"آسفة للغاية" لنتيجة الاستفتاء التي يجب النظر إليها في ظل العولمة والأزمة الاقتصادية. وقالت للصحفيين "لقد تم اللعب على المخاوف والقلق". وأضافت أن سفراء سويسرا في الدول الإسلامية سيعملون على توضيح أن التصويت نتيجة للديمقراطية السويسرية وأن سياستها الخارجية التي تشجع الحوار لن تتغير.
(ط.أ/ إيه.ار.دي/د ب ا/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة : سمر كرم