رحيل تشافيز: خسارة لمناضل ثوري أم خلاص من ديكتاتور مستبد؟
٦ مارس ٢٠١٣منذ اللحظات الأولى بعد الإعلان عن وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، تواردت ردود الأفعال العالمية والعربية عبر شبكات التواصل الاجتماعية حول شخصية تشافيز، الاشتراكي الذي كان ينتقد الرأسمالية بشدة. وبطبيعة الحال، كان هناك تعاطفا كبير من قبل اليساريين، فكتب "الرفيق محمد": "لقد عاد اليسار، وهو السبيل الوحيد لدينا للخروج من المكان الذي أغرقنا فيه اليمين. الاشتراكية تبني والرأسمالية تدمر". كذلك اعتبر السياسي المصري الناصري حمدين صباحي رحيل تشافيز "خسارة حقيقية لمناضل ثوري آمن بشعبه وانحاز للعدالة الاجتماعية واختار المقاومة طريقاً له ودافع عن عروبة فلسطين وحقها في التحرر"، كما كتب عبر حسابه على تويتر. وعبر الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم عن أسفه لرحيل تشافيز قائلاً: "فقط العظماء يرحلون عن عالمنا ليبقى لنا أنصاف الرجال والمتسلقين وآكلي قوت الفقراء من الشعوب".
وشبهه كثير من مستخدمي الشبكات الاجتماعية شافيز بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وكتب قارئ لموقع "العربية" يقول: "إلى جنة رضوان أيها المناضل الثوري الناصري الزعيم العظيم اتى من زمن ناصر ونهرو وتيتو وجيفارا". كذلك كتب الإعلامي عمرو عبد الحميد: "في يوليو 2006 أجريت مع تشافيز حواراً قصيراً ترك لدي انطباعاً بأنني أمام النسخة اللاتينية من جمال عبد الناصر". كما كتب الصحافي الفلسطيني بهاء الدين الغول على تويتر يقول: "فقدت فنزيولا عظيماً، تشافيز عاش معادياً لرأس الظلم والقتل العالمي".
ولم يكن اليساريون فقط من نعوه، فقد كتب الداعية الإسلامي فاضل سليمان: "الليلة مات الرجل الذي خفض نسبة الفقر في بلده بنسبة 75 بالمائة وبنى 22 جامعة في 14 سنة هي مدة حكمه". وكتب عنه ابراهيم من لوس أنجلوس: "وفاة صديق الفقراء، لم يكن مسلماً لكنه يمتلك من الإسلام ما لم يملكه حكام المسلمين".
"الزعيم الذي ينحاز للفقراء يعيش للأبد"
واعتبر سيد يوسف، مسؤول الرصد والمتابعة في مركز البحرين لحقوق الإنسان تشافيز "كان مثالاً للرئيس المتواضع المدافع عن حقوق شعبه ونصيراً للمستضعفين ليس في بلده فقط، بل تعدى ذلك بكثير". واعترضت نوارة نجم على وصفه بالديكتاتوري قائلة: "البني آدم اللي الفقرا بيحبوه يبقى إنسان كويس، واللي في جنازة تشافيز مش أعضاء في جماعة مكلفاهم ينزلوا.. دول نازلين عشان بيحبوه". واتفقت معها منى أنيس قائلة إن "الزعيم الذي ينحاز للفقراء يعيش للأبد، بصرف النظر عن سياساته الأخرى".
وعبر كثير من مستخدمي تويتر وفيسبوك عن حزنهم لرحيل الرئيس الفنزويلي، فتمنى علي الكلباني من مسقط "لو كان ترك نسخة عربية منه قبل أن يرحل"، واعتبره المصري أحمد خليل "آخر الرجال المحترمين" مترحماً عليه ومتنياً أن "تبقى سيرته بين عظماء العالم كمناضل انحاز للفقراء وللقضية الفلسطينية". أما "صوت الأمة" قنديل فقد اعتبر "الخسارة ليست لاتينية فقط بل عربية من الطراز الأول" مبرراً ذلك بفقدان "المدافع الأول عن القضية الفلسطينية".
كما كتبت لاميس حتيت من لبنان أن والدتها أشادت بتشافيز قائلة: "كان موقفه بحرب تموز أحسن من موقف سعد الحريري". وأشاد كثيرون بعداوته للولايات المتحدة الأمريكية، فقال صالح sh99 : "يكفيه أنه الوحيد الذي عارض احتلال أمريكا لأفغانستان عندما كانت طائرات أمريكا تقلع من مطارات المسلمين". واعتبر السعودي عزيز الرشيد أن أمريكا الجنوبية فقدت "مناضلاً كان يقف دائماً في صف الفقراء ضد هيمنة الامبريالية الأمريكية".
"تأييد تشافيز لبشار الأسد مسح كل تاريخه"
ولم تقل الأصوات المعارضة عن الأصوات المؤيدة لتشافيز، وأكثر ما انتقده العرب كان موقفه من النظام السوري، فكتب الإعلامي فيصل القاسم: "سيادة الرئيس الراحل تشافيز: كنت روبن هود فنزويلا تأخذ من الأغنياء وتعطي الفقراء، لكن للأسف عندما ثار فقراؤنا وقفت مع طواغيتنا. ليتك لم تفعل." أما محمد المالكي فقال: "لو كان تشافيز مات قبل الربيع العربي لتذكرنا مواقفه المشرفة طويلاً، لكن تأييده لبشار الأسد ومن قبل القذافي مسح كل تاريخه".
وانتقد كثيرون من يتغافلون عن مواقفه مع الزعماء العرب فكتب ياسر Anarcho: "قبل أن تتباكوا على حنجوريته ضد إسرائيل تذكروا دعمه للقذافي والأسد". أما المخرج السوري محمد بايزيد، فكتب ساخرأً يقول: "تشافيز أحسن رئيس بالعالم وأرقى إنسان.. بس كان سبب تزويد النظام بوقود الدبابات ياللي كانت عم تقتل أهالينا.. وكان داعم النظام سياسياً بمواقفه الشهيرة، وكان داعم النظام ماليا.. ناهيك عن كون فنزويلا دولة غنية نفطياً والشعب من أفقر شعوب العالم، بس هو أطلق لقب: الشعب هو السيد "وكان يقبل أيدي الناس..وهي كمان بتشفع لفساد الدولة وفقرها وتخلفهاً".
"تشافيز كان مستبداً"
كما رأى البعض في إشادة العرب بتشافيز مجرد كراهية لأمركيا، فكتبت ستيتة حسب الله الحمش: "سيبكم من اليساريين..فيه ناس بسيطة بتحترم شافيز..ليه؟ لأن أمريكا حاولت يوم تشيله من مكانه وفشلت رغم جبروتها..والناس بتحب اللي يهزم أمريكا..بس". وانتقدت الفلسطينية راما تعامل الناشطين على المواقع الاجتماعية مع وفاة تشافيز متسائلة: " و شو عمل تشافيز كمان؟ غيرتو صورة البروفايل لصورته والا لسا؟ الكل بيعمل بحث عن اقواله!لانه اسهل شي عندنا الحكي. احنا العرب فينا هالعادة تمجيد الاشخاص وياريت بنعمل زيهم الله لا يقطع لكو عادة".
كذلك كتب نور: "برغم مواقف شافيز الإيجابية تجاه فلسطين، وجب ألا ننسى أنه في النهاية كان حاكماً مستبداً شارك في قمع شباب فنزويلا". وتساءل عمر بقلى هل اليساريون لا يعرفون أن "تشافيز كان رأسمالياً متوحشاً من تايكونز النفط؟". وتحدث الناشط والمدون المصري وائل عباس عما سمعه من مواطن فنزويلي عن القمع الذي كان يمارسه تشافيز ضد الإعلام ووصفه بالـ"دكتاتور". واتفقت معه رانيا إبراهيم قائلة إن مجرد كونه عدواً لأمريكا لا يعني أن نؤيده. وقالت سارة المصري: "الله يرحمك يا عم تشافيز، زمن الديكتاتورية البيور هيبدأ ينقرض خلاص".