لأول مرة .. رابطة كرنفالية للمسلمين في ألمانيا
٢٧ يناير ٢٠٢٠بعد سنة على انطلاقه العام الماضي، جاء دور "عربة التسامح" في موكب "اثنين الورود" المسيحي بمدينة دوسلدورف، الذي تتبناه الكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية والطائفة اليهودية والإسلامية في ألمانيا. الجديد هذا العام أنه سيجري تمثيل المسلمين برابطة كرنفالية اسمها "إكسبرس الشرق-الغرب".
المحتفلون لبوا نداء المسلم صاحب المبادرة، عثمان يلدريم، وجاءوا مجتمعين. النادي لا يعتبر نفسه فعالية تخص المسلمين فحسب، بل يعلن انفتاحه على الجميع، وهكذا فإنّ النائب الثاني لرئيس النادي هو اليهودي عميت-إلياس ماركوس. وبين أعضاء الرابطة الحالية يوجد مسيحيون ولا دينيون ومثليون ومغايرو الجنس. بهذا الخصوص يقول يلدريم: "نريد أن يمتلئ الجميع بروح الكرنفال".
ويرى يلدريم أن فكرة النادي في ولاية شمال الراين وستفاليا "نادرة ومبهرة" مضيفاً أنه "لم ير حتى اليوم ألمانياً من أصول مسلمة يعتلي عربات المهرجان الاستعراضية. سيكون الموسم ثقافة ترحيب حقيقية". ويمضي إلى القول: "نحن معنيون بالتواصل والتبادل بين الثقافات والأديان".
أطلق عثمان يلدريم هذه المبادرة لأنه يعتقد أن الكلام عن الاندماج لوحده غير كافٍ، ولابد من تحويل الكلام إلى أفعال. يشار إلى أن رئيس نادي "إكسبرس الشرق-الغرب" الكرنفالي يعمل في منظمة "الحياة المدنية"، ضمن خدمات "العاملين في مبادرة الهجرة والاندماج " والمعروفة بـ(AWO). ولا يقتصر الأمر على ذلك، فقد دعي أيضاً إلى حفل استقبال الرئيس الفدرالي السنوي لعام 2019، كمؤسس لمشروع "عمل الآباء"، الذي ترعاه المؤسسة في مدينة دوسلدورف، عاصمة الولاية، ضمن خطة لرعاية الآباء القادمين من مناطق الحروب والأزمات.
"عربة التسامح" تألقت في واحد من أشهر الاستعراضات في عموم ألمانيا، مستلهمة نموذج العربة التي قدمتها الطائفة اليهودية تحت شعار "هاينريش هاينه: أشهر أبناء المدينة اليهود"، والتي شاركت في استعراض مواكب "اثنين الورود" عام 2018 لأول مرة.
وكان الهدف من تلك المبادرة، بحسب المدير الإداري لجمعية الطائفة اليهودية في دوسلدورف، ميشائيل زينتاي هايزه، هو إطلاق الحوار بين الأديان والحد من التعصب وكل أنواع التمييز.
هذا ويحلم يلدريم، البالغ من العمر 42 عاماً والمولود بمدينة هيرتين، أن يمتطي وناديه ليس مركبات الاستعراض فحسب، بل "أن يكون لي جلستي الكرنفالية الخاصة وسيارة استعراضية خاصة بالنادي".
كما يسعى يلدريم للتأثير بشكل خاص على الجالية المسلمة إلى حد ما، حيث لم تكن استعراضات الكرنفال مألوفة عند أغلبهم، لذا كانوا غالباً ما ينأون بأنفسهم عن المشاركة فيها، لاسيما أن من أهم مظاهرها هو شرب الكحول. ويبرر يلدرم سلوكه بالقول: "عليك أن تجربها (الكرنفال) أولاً لتحكم عليها فيما بعد"، ثم يضيف مازحاً: "يمكن للمشارك أن يشرب البيرة، بينما بوسع مشارك آخر ان يشرب حليب الزبادي".
م.م/ ي.أ