رئيسا الموساد والشاباك في القاهرة وعقبات بشأن اتفاق حول غزة
٢٢ أغسطس ٢٠٢٤أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية لوكالة فرانس برس مساء اليوم الخميس (22 أغسطس/آب 2024) أنّ رئيسي جهازي الموساد (الاستخبارات الخارجية) والشاباك (الأمن الداخلي) موجودان في مصر لإجراء محادثات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال عومير دوستري المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّ رئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الشاباك رونين بار موجودان حالياً في القاهرة حيث "يفاوضان للدفع قدماً نحو اتفاق (للإفراج) عن الرهائن" المحتجزين في القطاع.
وكان تقرير إخباري ذكر في وقت سابق من اليوم أن رئيس جهاز المخابرات ورئيس جهاز الأمن العام في إسرائيل وصلا إلى مصر. وذكر التقرير الذي أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الهدف من وصول المسؤولين الإسرائيليين هو دفع مفاوضات اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة إلى الأمام. وذكر التقرير أيضا أن مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط بريت مكجورك سوف يشارك أيضا في المحادثات.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن وفدين من الولايات المتحدة وإسرائيل بدآ جولة جديدة من الاجتماعات في القاهرة، الخميس، بهدف حل الخلافات حول مقترح لهدنة في قطاع غزة لإنهاء أكثر من عشرة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وأضاف المصدران أن مسؤولين مصريين وأمريكيين اجتمعوا سعيا للتوصل إلى حلول وسط بشأن توفير الأمن على الحدود بين مصر والقطاع الفلسطيني بعد الانسحاب العسكري الإسرائيلي الذي تطالب به حماس. وأضافا أن من المقرر تقديم المقترحات إلى المسؤولين الإسرائيليين في وقت لاحق من اليوم الخميس وأن من المقرر أيضا أن ينضم وفد قطري إلى المحادثات غدا الجمعة.
السفيرة الأمريكية: اتفاق يلوح في الأفق
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن، إن اتفاقا لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن "بات يلوح الآن في الأفق "، وحثت أعضاء المجلس على الضغط على حماس لقبول اقتراح لجسر الهوة وافقت عليه إسرائيل، وتجرى المفاوضات على أساس المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في 31 أيار/ مايو الماضي، والتي دعمها قرار مجلس الأمن رقم 2735.
"عقبات في طريق الاتفاق"
هذا وأكدت عشرة مصادر مطلعة على جولة المحادثات، التي توسطت فيها الولايات المتحدة واختتمت الأسبوع الماضي، أن خلافات حول وجود عسكري إسرائيلي مستقبلا في غزة وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين، تقف عقبة كؤودا في سبيل التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقالت المصادر، ومن بينها اثنان من مسؤولي حماس وثلاثة دبلوماسيين غربيين لرويترز إن الخلافات نشأت من مطالب قدمتها إسرائيل منذ وافقت حماس على نسخة من مقترح لوقف إطلاق النار كشف عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو/أيار.
وقالت جميع المصادر إن حماس تشعر بالقلق بشكل خاص من أحدث مطلب والذي يتعلق بالاحتفاظ بقوات إسرائيلية على طول ممر نتساريم، وهو شريط ممتد من شرق القطاع إلى غربه يمنع حرية حركة الفلسطينيين بين شمال قطاع غزة وجنوبه، وأيضا وجود قوات إسرائيلية في ممر فيلادلفيا وهو شريط حدودي ضيق بين غزة ومصر. وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها حتى تتحدث بحرية في الأمور الحساسة.
وقال مصدر مقرب من المحادثات لرويترز إن حماس ترى أن إسرائيل غيرت شروطها وتوجهاتها "في اللحظة الأخيرة" وتخشى أن تقابل أي تنازلات تقدمها بمزيد من المطالب. ولم يرد المكتب الإعلامي للحركة الفلسطينية على طلبات التعليق. كما لم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أسئلة حول المحادثات.
نفي تقارير حول نشر قوة دولية في ممر فيلادلفيا
وفي بيان صدر قبل محادثات الأسبوع الماضي، نفى مكتب نتنياهو تقديم أي مطالب جديدة، قائلا إن موقفه مبني على المقترح السابق. وقال المكتب في البيان إن المقترح الإسرائيلي المقدم في مايو/أيار الماضي ينص على أنه لن يسمح إلا بعودة المدنيين العزل إلى شمال غزة عبر ممر نتساريم. وأضاف المكتب أن المقترح الإسرائيلي الجديد الذي طُرح لأول مرة في اجتماع للوسطاء في روما في 27 يوليو/تموز، يقضي بإنشاء آلية متفق عليها لضمان ذلك، وهو ما يعني، ضمنا وليس صراحة، وجودا عسكريا إسرائيليا في نتساريم لمنع تحرك مقاتلي حماس.
كما نفي مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان اليوم الخميس تقارير مفادها أن إسرائيل تبحث نشر قوة دولية عند ممر فيلادلفيا على حدود مصر وقطاع غزة. وقال البيان إن تلك التقارير ليست "صحيحة"، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل. وأضاف المكتب "رئيس الوزراء نتنياهو يصر على المبدأ الذي مفاده أن إسرائيل سوف تسيطر على ممر فيلادلفيا لمنع إعادة تسليح حماس مما سوف يسمح لها بالقدرة على تكرار الاعمال الوحشية التي ارتكبتها في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي".
وكان نتنياهو قد أعلن مرارا أن أهداف الحرب على قطاع غزة ردا على هجوم حماس على إسرائيل في تشرين الأول /أكتوبر الماضي، هي القضاء عسكريا على حماس وعدم تمكينها من حكم القطاع والإفراج عن الرهائن.
ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
اقتراح بتأجيل جزئي
وقال مصدر ثان مقرب من المحادثات إن إسرائيل اقترحت تأجيل الاتفاق حول عودة المدنيين إلى الجزء الشمالي "إلى موعد لاحق". وأضاف المصدر أن بعض الوسطاء وحماس اعتبروا ذلك تراجعا من إسرائيل عن التزام سابق بالانسحاب من ممر نتساريم والسماح بحرية الحركة داخل غزة.
وقال دبلوماسي غربي، بشأن أحدث مطالب إسرائيل، إن واشنطن قبلت فيما يبدو التعديلات التي اقترحها نتنياهو التي تتضمن استمرار الانتشار العسكري الإسرائيلي في الممرين. ورفض مسؤول أمريكي هذا قائلا إن مفاوضات "التنفيذ" تستهدف حسم الخلافات حول ممري فيلادلفيا ونتساريم، وعدد السجناء الفلسطينيين ومن سيطلق سراحهم من بين موضوعات أخرى. ورفض بلينكن أيضا أي إشارة إلى احتلال القوات الإسرائيلية لغزة على المدى الطويل، قائلا في إن المواقع والجدول الزمني للانسحاب واضحان جدا في الاتفاق.
وبرزت مطالب إسرائيلية ببقاء قوات بطول ممر نتساريم عبر قطاع غزة، وكذلك في ممر فيلادلفيا بين غزة ومصر، باعتبارها أكبر عقبة أمام التوصل إلى اتفاق. وتريد مصر وحماس انسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا. وتقول إسرائيل إن حماس تستخدم المنطقة لجلب الأسلحة إلى غزة. وتقول مصر إنها أغلقت طرق التهريب.
وتأتي الاجتماعات في القاهرة يومي الخميس والجمعة، في أعقاب زيارة قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة وفشلت في تحقيق انفراجة في المفاوضات.
وتوغلت دبابات إسرائيلية في عمق القطاع الساحلي اليوم الخميس بعد ساعات من ضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحاجة الملحة إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار.
ف.ي/ص.ش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)