ديتر غراومان: سأقدم منظورا جديدا للجالية اليهودية في ألمانيا
٢٩ نوفمبر ٢٠١٠هنأ ممثلون كنسيون وسياسيون ألمان الرئيس الجديد للمجلس المركزي لليهود في ألمانيا ديتر غراومان إثر انتخابه بالاجماع في فرانكفورت، باستثناء صوت واحد هو صوته، خلفا لرئيسة المجلس السابقة شارلوته كنوبلوخ التي كان نائبا لها.
وشهدت الأشهر الأخيرة تنافسا شديدا على المنصب وخلافات واتهامات علنية، لكن التوافق حصل أخيرا على شخص غراومان البالغ من العمر ستين عاما والذي يعتبر أول رئيس للمجلس لم يعايش فترة محرقة اليهود (الهولوكوست) على أيدي النازيين الألمان وحلفائهم في أوروبا.
ميركل تهنئ الرئيس الجديد للمجلس
وبعثت المستشارة أنغيلا ميركل إلى غراومان برقية تهنئة بالمنصب الجديد بعد انتخابه كتبت فيها: "حازت جهودك التي بذلتها حتى اليوم وأنجزتها بحماس شديد ومشاركة فعالة في الاعتراف الأصيل بالحياة اليهودية داخل ألمانيا، واكتسبت من خلال ذلك تعاطفا واسعا". وأعربت عن رغبتها القلبية الأكيدة "في أن يكون المجتمع اليهودي في ألمانيا مجتمعا متناميا وقادرا على خوض غمار المستقبل". وشدّدت ميركل على أنها تتطلع "إلى مواصلة التعاون الجيد والمسؤول فيما بيننا".
غراومان: أريد تقديم منظور جديد للجالية اليهودية
والمجلس المركزي لليهود إطار تنظيمي يستوعب 23 جمعية محلية تضم 108 جالية يهودية ينتظم فيها نحو 105 آلاف شخص، 85 في المئة منهم يهود قدموا خلال العقدين الماضيين من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. لكن الرئيس الجديد للمجلس الذي ولد في إسرائيل عام 1950 انتقل وهو طفل مع أبويه البولنديين إلى ألمانيا حيث غيرا اسمه من دافيد إلى ديتر بعد استقرارهما في فرانكفورت. وقال غراومان بعد انتخابه إنه يريد تقديم "منظور جديد" للجالية اليهودية غير مرتبط باستمرار بصور البؤس والملاحقة لليهود. وأضاف أنه لا يريد إعطاء انطباع بأن اليهود يعارضون ويشتكون فقط، وإنما سيشجع على تقديم الأفكار والاقتراحات في المناقشات الاجتماعية التي تجري في البلاد كما في موضوع الاندماج.
عهد جديد للمجلس المركزي لليهود؟
وفسّر مراقبون كلام غراومان على أنه عهد جديد للمجلس المركزي لليهود ونظرة جديدة إلى دوره. لكن غراومان شدد في أول تصريح له بعد انتخابه على أنه، وإن لم يعايش المحرقة، يعرف أنها تعني كينونة اليهود، وأن ذكراها لن تغيب عن بال أحد منهم في المستقبل.
وكانت رئيسة المجلس كنوبلوخ (78 عاما) بررت عدم ترشيح نفسها لفترة جديدة بالرغبة في إفساح الطريق أمام تعاقب الأجيال. ونجت كنوبلوخ من المحرقة عندما تخفّت في إحدى المزارع وزعمت أنها ابنة غير شرعية لخادمة كاثوليكية. وقبل أيام قليلة من انتهاء فترة ولايتها منحها الرئيس الاتحادي كريستيان فولف وسام الاستحقاق الكبير تكريما لسيرة حياتها.
تهاني.. وتحديات تواجه الرئيس الجديد
ووجّه وزير الخارجية غيدو فيسترفيلّه رسالة تهنئة اعتبر فيها أن المجلس المركزي لليهود مارس خلال العقود المنصرمة عملا لا يثمّن لصالح التعايش السلمي بين الأديان في البلاد. كما أرسل رئيس البرلمان الاتحادي نوربرت لامرت والأمين العام للحزب الاجتماعي المسيحي (البافاري) هيرمان غروهه وممثلو أحزاب أخرى برقيات تهنئة إلى غراومان.
وأكد رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في ألمانيا الأسقف روبرت زولّيتش إن المؤتمر على استعداد لتقديم المساعدة لغراومان "في مواجهة كل نفي وإنكار للمحرقة وكل عداء لليهودية أو للسامية". ومن جانبه هنأ رئيس مجلس الكنيسة الانجيلية في ألمانيا نيكولاوس شنايدر الرئيس الجديد للمجلس اليهودي قائلا إن سيرة حياة غراومان "تُبرز بقوة الحياة اليهودية الجديدة في البلاد".
وفيما برزت شخصية غراومان في مهمات شملت التفاوض واقتراح الحلول وتنظيم وضع المهاجرين اليهود إلى ألمانيا من الاتحاد السوفياتي السابق، إلا أن مهمة تطورهم الديمغرافي المتراجع سيكون من التحديات الكبيرة التي سيواجهها الرئيس الجديد على حد كلام مراقبين. وتبلغ نسبة الوفيات بسبب التقدم في العمر في الجاليات اليهودية أعلى بعدة أضعاف من نسبة الولادات ، كما أن المراكز اليهودية ودور العبادة العديدة التي شيدت في الأعوام الماضية مرشحة لأن تتحول إلى عبء مالي على كاهل المجلس.
اسكندر الديك
مراجعة: هبة الله إسماعيل