دول مشاركة في (يونيفيل) تدين إطلاق النار على جنودها في لبنان
١٠ أكتوبر ٢٠٢٤قالت فرنسا اليوم الخميس (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) إنها تنتظر توضيحات من إسرائيل بشأن استهداف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وإن ضمان سلامة قوات يونيفيل يمثل التزاما.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "تعبر فرنسا عن قلقها الشديد بعد إطلاق إسرائيل النار على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وتندد بأي هجوم على أمن القوة الأممية"، مضيفة أنه لم يصب أحد من جنودها في يونيفيل البالغ عددهم 700. وأضافت الوزارة "ننتظر توضيحات من السلطات الإسرائيلية. حماية قوات حفظ السلام التزام ينطبق على جميع الأطراف في أي صراع".
وكانت القوة الأممية قد قالت في بيان في وقت سابق اليوم الخميس "أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار" اليوم "باتجاه برج مراقبة في مقرّ اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر" وتسبّبت في جرح جنديين.
إيطاليا تتهم إسرائيل بـ"جرائم حرب محتملة"
من ناحيته، اتهم وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو مساء الخميس إسرائيل بارتكاب "جرائم حربمحتملة" بعد إعلان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) أنها تعرضت لإطلاق نار من قبل جيش الدولة العبرية.
وأعلن الوزير خلال مؤتمر صحافي أن "الأعمال العدائية المتكررة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد مقر يونيفيل يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وتمثل بالتأكيد انتهاكات خطيرة للغاية لقواعد القانون الإنساني الدولي".
وكان كروسيتو قد قال إنه استدعى في وقت سابق اليوم السفير الإسرائيلي في روما، معتبرا أنه "لا يمكن التسامح" مع إطلاق إسرائيل النار على اليونيفيل. وأشار وزير الدفاع الإيطالي في بيان الى أنه تواصل مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت "للاحتجاج وتذكيره بشكل صارم بأن ما يحدث قرب القواعد الإيطالية لليونيفيل في جنوب لبنان (...) هو أمر غير مقبول بالنسبة إلي وبالنسبة للحكومة الإيطالية".
قلق أمريكي وتنديد إسباني وإيرلندي
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة تشعر بقلق شديد إزاء التقارير التي تفيد بإطلاق القوات الإسرائيلية النار على مواقع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بجنوب لبنان. وأضاف أن واشنطن تضغط على إسرائيل للحصول على تفاصيل حول هذه الوقائع.
وقال المتحدث "ندرك أن إسرائيل تقوم بعمليات مستهدفة بالقرب من الخط الأزرق لتدمير البنية التحتية لحزب الله التي يمكن استخدامها لتهديد المواطنين الإسرائيليين". وتابع "بينما يقومون بهذه العمليات، من الضروري ألا يهددوا سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".
ورأت وزارة الخارجية الإسبانية أن إطلاق النار "انتهاك خطر للقانون الدولي"، مطالبة الدولة العبرية "بضمان" أمن القبعات الزرق. وقالت في بيان إنّ "الحكومة الإسبانية تدين بشدّة النيران الإسرائيلية التي أصابت مقرّ قوات اليونيفيل في الناقورة"، مشيرة إلى أنّ "الهجمات ضدّ عمليات حفظ السلام" تمثّل "انتهاكا خطرا للقانون الإنساني الدولي".
كما ندّدت إيرلندا التي تشارك بنحو 370 جنديا في البعثة الأممية، بإجراء "متهور" تجاه اليونفيل. وقال رئيس الوزراء الإيرلندي سايمون هاريس إنّ "أي إطلاق نار في محيط قوات أو مرافق اليونيفيل أمر متهور ويجب وقفه".
إسرائيل توصي بانتقال قوات اليونيفيل
وفي وقت لاحق اليوم أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته أطلقت النار في منطقة مقر قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) في جنوب لبنان، مشيرا الى أن عناصر من حزب الله تواجدوا في المكان. وقال الجيش في بيان إن قواته "عملت هذا الصباح في منطقة الناقورة، على مقربة من مقر اليونيفيل". وأشار الى أنه بناء على ذلك، قام "بإصدار تعليمات لقوات الأمم المتحدة في المنطقة للبقاء في أجزاء محمية، وبعد ذلك أطلقت القوات النار في المنطقة".
وفي سياق متصل قال داني دانون مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل تركز على قتال جماعة حزب الله وتوصي بنقل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) شمالا. وجاء تعليق دانون بعد أن أطلقت قوات إسرائيلية النار على مواقع لليونيفيل في لبنان.
وقال المبعوث إن إسرائيل توصي "بانتقال قوات اليونيفيل لمسافة خمس كيلومترات شمالا لتجنب الخطر مع تصاعد القتال، وبينما يظل الوضع على امتداد الخط الأزرق غير مستقر نتيجة لعدوان حزب الله".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
وأضاف "إسرائيل ليس لديها رغبة في أن تكون موجودة في لبنان، لكنها ستفعل ما يلزم" لإجبار حزب الله على الابتعاد عن حدودها الشمالية حتى يتمكن 70 ألف من السكان من العودة إلى منازلهم في شمال إسرائيل.
عقد اجتماع للدول الأوروبية المساهمة في قوة يونيفيل
وتعتزم فرنسا وإيطاليا عقداجتماع للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، وفق ما أفادت وزارة الجيوش الفرنسية.
وسيعقد الاجتماع عبر تقنية الفيديو الأسبوع المقبل في موعد لم يتمّ تحديده بعد، وتقرّر خلال اتصال هاتفي بين وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو ووزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو.
وتساهم أربع دول أوروبية في اليونيفيل هي إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وإيرلندا.
وانتشرت قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان في العام 1978، بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان في العام 1978 على خلفية المواجهات بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة كانت متمركزة في جنوب لبنان. ويتمّ تجديد مهامها منذ ذلك الوقت بتصويت دوري في مجلس الأمن. وتمّ تعديل مهامها وتوسيعها على مرّ السنين، لا سيما بعد الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982 ثم انسحاب إسرائيل في العام 2000، وبعد حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.
ع.ش/ ع.ج.م/ه.د (أ ف ب، د ب أ)