دوري أبطال أوروبا يكرس تفوق الخيارات الكبرى لكرة القدم الألمانية
٢٢ مايو ٢٠١٣أصبح بايرن ميونيخ، بعد تأهله إلى النهائي ثلاث مرات في أربع سنوات، قوة ضاربة في قارة أوروبا خلال العقد الثاني من الألفية الثالثة، ولو أنه خسر في آخر مباراتين حاسمتين أمام انتر ميلان الايطالي في 2010 وتشلسي الانجليزي في 2012. لكن على الملعب المهيب في عاصمة الضباب، ستجلب الكرة الألمانية لقبها السابع، إذ يلتقي فريقان من ألمانيا لأول مرة في النهائي. قحط قاري طويل اجتازته الأندية الألمانية ترافق مع غياب الألقاب عن المنتخب الصاعد بقوة أيضا في مسابقتي كأس أوروبا وكاس العالم، حيث واظب المنتخب الألماني على بلوغ الدور نصف النهائي.
عملت كرة القدم الألمانية بتناغم بين الاتحاد والأندية، من خلال تكوين الناشئين على التقنية والنفس الهجومي، أكثر من التركيز البدني، ما كان واضحا في طريقة لعب الأندية في الدوري. وأصبحت البوندسليغا (الدوري الألماني لكرة القدم) بمعدل 3 أهداف في المباراة، من أكثر البطولات الاستعراضية في أوروبا، واللعب الحديث والتقني والهجومي المطبق من خلال الأندية، أعطى ثماره على أعلى المستويات. مهرجان بايرن ميونيخ في نصف نهائي دوري الأبطال أمام برشلونة، الذي اعتبر في السنوات الأخيرة أفضل فريق في العالم، كان كاسحا (7 لصفر في مجموع المباراتين) ومعبرا عن هذه الفورة الكبيرة.
قوة مالية ضاربة
تستفيد ألمانيا أيضا من قوة مالية مهمة تسمح لها بالحفاظ على أبرز لاعبيها. فباستثناء مسعود اوزيل وسامي خضيرة اللذين أغرتهما ملايين ريال مدريد الاسباني، يتابع نجوم المنتخب الألماني مسيرتهم في الدوري المحلي على غرار القائد فيليب لام، باستيان شفاينشتايغر، توماس مولر، ماريو غوميز، ماركو رويس وماريو غوتسه الموهبة الجديدة المنتقلة من بوروسيا دورتموند بطل الدوري عامي 2011 و2012 إلى بايرن ميونيخ بطل 2012 بصفقة خيالية. وقد أصبح الدوري الألماني تدريجا بمثابة المغناطيس لأبرز اللاعبين في العالم على غرار الفرنسي فرانك ريبيري والهولنديين ارين روبن ورافايل فان در فارت والاسباني خافي مارتينيز وحتى المدربين، فما قدوم جوسيب غوارديولا مدرب برشلونة السابق إلى بايرن إلا خير دليل على ذلك.
حجم ديون الأندية الألمانية ضعيف، وبفضل كأس العالم 2006 التي نظمتها البلاد، تستفيد من منشآت كروية ضخمة وحديثة. يبلغ معدل حضور الجماهير 42 ألف متفرج في المباراة الوحيدة، ما يدر أموالا طائلة على الأندية ويضعها في ارتياح مالي.
تنظيم زمني مريح
يتمتع الدوري الألماني بمزايا خاصة من حيث إعداد جدوله الزمني، فيخوض 18 ناديا منافسات الدرجة الأولى في 34 مرحلة، فيما تعتمد باقي البطولات الكبرى في اسبانيا وانجلترا وايطاليا وفرنسا 20 ناديا ليمتد الدوري إلى 38 مرحلة. وفي ألمانيا لا يوجد مسابقة محلية أخرى سوى مسابقة الكأس، تخوضها أندية النخبة ابتداء من الدور الثاني بمباراة واحدة فقط مع ركلات ترجيحية تحسم التعادل، إذ لا يوجد مباريات ذهاب وإياب أو مباريات معادة، وتغيب باقي المسابقات الرديفة مثل كأس الرابطة.
إذا، يخوض اللاعب الألماني 50 مباراة كحد أقصى إذا استمر فريقه في كل المسابقات، أي بفارق كبير مثلا عن تشلسي الانجليزي الذي لعب حارسه التشيكي بتر تشيك 68 مباراة هذا الموسم عشية نهائي الدوري الأوروبي الأسبوع الماضي أمام بنفيكا البرتغالي. كما يحترم الدوري الألماني أيضا بدقة التوقف الشتوي لأربعة أسابيع، مانحا فرصة التجدد للمشاركين ومقلصا خطر الإصابات على ملاعب يجعل منها الطقس المثلج أرضا خصبة للوقوع في الفخاخ. كما تبدو الكرة الألمانية مجهزة للمنافسة على أعلى أوروبيا وعالميا.
(ح.ز / ط.أ / أ.ف.ب)