بوندسليغا: دربي دورتموند-شالكه "الأكثر غرابة في التاريخ"
١٥ مايو ٢٠٢٠محروماً من هتافات مشجعيه في "الجدار الأصفر"، يتحدى بوروسيا دورتموند في ظل صمت المدرجات، جاره وغريمه شالكه يوم السبت (16 أيار/مايو 2020) في قمة المرحلة السادسة والعشرين من الدوري الألماني لكرة القدم الذي تعود عجلته إلى الدوران بعد توقف شهرين بسبب فيروس كورونا المستجد.
وعادة ما يكون "ديربي الرور" بين "الصفر" و"الزرق" الذين تفصل بين مدينتهما 30 كلم فقط، لقاء يلهب حماس المنطقة مرتين في كل موسم من البوندسليغا. ويعتبر الناديان معقلين لكرة القدم الألمانية ويؤديان دوراً رئيسياً في الثقافة الشعبية المحلية: متوسط الحضور الجماهيري في دورتموند يناهز 80 ألف متفرج، و61 ألفاً في شالكه.
لكن هذا العام، خلف الأبواب الموصدة ومع قيود البروتوكول الصحي بسبب فيروس كورونا المستجد، سيكون "الدربي الأكثر غرابة في التاريخ" بحسب سيباستيان كيل، المدرب المساعد لبوروسيا دورتموند ولاعبه السابق.
وأقر المدرب السويسري لبوروسيا دورتموند لوسيان فافر بأنه "عندما تلعب في دورتموند أمام 80 ألف متفرج، فإنهم يساندون الفريق إلى أقصى الحدود. سيكون الأمر مختلفاً، سيتعين علينا التعود عليه". وتابع: "يجب أن نعد أنفسنا ليس فقط من الناحية الفنية أو التكتيكية أو البدنية، ولكن أيضاً الذهنية".
من جانبه قال المهاجم يوليان براندت لشبكة "سكاي" التليفزيونية :"يبدو الأمر أشبه بالعودة للأساسيات، الطريقة التي كانت عليها كرة القدم عندما بدأنا كأطفال. الأمر أشبه بالعودة للجذور".
لاعب شالكه، دانييل كاليجيوري، قال إن شالكه أيضاً سوف يفتقد أجواء التشجيع، وأضاف :"بالتأكيد ستكون مباراة من نوع مختلف- دائماً ما تنفذ تذاكر مباريات الديربي وتكون هناك أجواء رائعة. بكل وضوح هذا عار، ولكن لا يوجد بديل. نريد أن نحفز أنفسنا أكثر بدون وجود جماهير". وأكمل :"رأينا بعض الرسائل من الجماهير عبر إنستغرام، وهم متحمسون لمباراة الديربي، حتى لو أنهم لن يتمكنوا من التواجد في الملعب".
"أكبر مباراة في الموسم"
أما مدرب شالكه، دافيد فاغنر، فوصف مباراة الديربي بأنها "أكبر مباراة في الموسم"، وتابع: "إنها مباراة ديربي، بدون جماهير أم لا. نريد أن نفوز بهذا اللقاء".
وسيكون هناك الكثير على المحك في البداية، حيث يحتل دورتموند المركز الثاني، بفارق أربع نقاط خلف بايرن ميونخ، الذي يحل ضيفاً على دورتموند في وقت لاحق من الشهر الجاري. فيما يحتل شالكه المركز السادس ويقاتل من أجل احتلال مركز يؤهله للعب في البطولات الأوروبية الموسم المقبل.
بالنسبة لدورتموند، كان من الأفضل خوض هذا الدربي قبل توقف الدوري في آذار/مارس الماضي لأن النادي كان في قمة مستوياته خصوصاً منذ كانون الثاني/يناير الماضي عند تعاقده مع هالاند حيث حقق سبعة انتصارات في ثماني مباريات بالدوري، وسجل 27 هدفاً. في المقابل، كان شالكه يعيش كابوساً حقيقياً بفشله في تحقيق الفوز في سبع مباريات متتالية.
ولكن إذا كانت إحصائيات الموسم الحالي جيدة بالنسبة لدورتموند، فإن تلك الخاصة بالسنوات الأخيرة تروي قصة أخرى: فاز دورتموند مرة واحدة فقط في مواجهاته الثماني الأخيرة ضد شالكه. في العام الماضي، جاء لاعبو شالكه من مدينته غيلزنكيرشن ليلحقوا خسارة مذلة بجيرانهم 4-2 على ملعب سيغنال إيدونا بارك، وقضوا على آمالهم في المنافسة على اللقب.
ولم ينس متابعو كرة القدم في ألمانيا "دربي القرن" في عام 2017، عندما انتزع شالكه تعادلاً قاتلاً (4-4) في دورتموند في الوقت بدل الضائع بعدما تخلف برباعية نظيفة في الشوط الأول.
لكن مهاجم دورتموند يوليان براندت يقول عن ديربي الغد: "لا يوجد أفضلية أو عدم أفضلية. في النهاية، سيتعلق الأمر بمن يستطيع التعامل مع الموقف بأفضل طريقة".
م.ع.ح (د ب أ – أ ف ب)