مخاوف من اتساع رقعة الصراع بعد مقتل العاروري
٣ يناير ٢٠٢٤دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس (الثلاثاء الثاني من يناير/ كانون الثاني 2024) إسرائيل إلى "تجنّب أيّ سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان"، وذلك إثر مقتل صالح العاروري، القيادي في حماس، بضربة صاروخية استهدفت مكتباً للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت ونسبتها مصادر لبنانية وفلسطينية إلى إسرائيل. وقال قصر الإليزيه إثر مكالمة هاتفية أجراها ماكرون بالوزير الإسرائيلي بيني غانتس، عضو مجلس الحرب الوزاري، إنّ الرئيس الفرنسي شدّد على أنّه "ينبغي تجنّب أيّ سلوك تصعيدي، بخاصة في لبنان، وأنّ فرنسا ستستمرّ في إيصال هذه الرسائل إلى كلّ الجهات الفاعلة المعنيّة بشكل مباشر أو غير مباشر في المنطقة".
من جهتها، أكدت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ، اليوم الأربعاء، أنها تشعر بقلق كبير إزاء احتمال التصعيد بعد مقتل العاروري. ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" اليوم عن نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ"اليونيفيل" كانديس ارديل قولها، عن الوضع على الخط الأزرق بعد مقتل صالح العاروري "نشعر بقلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد يكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الخط الأزرق". وأضافت "نواصل مناشدة جميع الأطراف وقف إطلاق النار، وكذلك نناشد أي محاورين يتمتعون بالنفوذ أن يحثّوا على ضبط النفس".
ويذكر أن العاروري (57 عاما) هو أول قيادي سياسي بارز لحركة حماس يتم اغتياله منذ شنت إسرائيل هجوما شرسا جوا وبرا وبحرا على الحركة قبل ما يقرب من ثلاثة أشهر إثر هجومها الإرهابي على بلدات إسرائيلية. وتتبادل جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة والمتحالفة مع حماس إطلاق النار بشكل شبه يومي مع إسرائيل عبر حدود لبنان الجنوبية منذ أكتوبر تشرين الأول.
وحذر الأمين العاملحزب الله حسن نصرالله من قبل، إسرائيل من مغبة تنفيذ أي اغتيالات داخل لبنان وتوعد بالرد بقوة عليها. وقال حزب الله في بيان أمس الثلاثاء إنه استهدف مجموعة من الجنود الإسرائيليين بصواريخ قرب منطقة مرج بعد اغتيال العاروري.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
ودأبت إسرائيل على اتهام العاروري بالمسؤولية عن هجمات دامية على إسرائيليين لكن مسؤولا من حماس قال إنه كان أيضا في "قلب المفاوضات" التي تجريها مصر وقطر بشأن تبعات الحرب في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى حماس.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنف تنفيذ العملية لكن الأميرال دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إن القوات الإسرائيلية في حالة جاهزية مرتفعة ومستعدة لأي احتمالات. وقال ردا على سؤال من مراسل عن تقارير اغتيال العاروري "أهم شيء نقوله الليلة هو أننا في حالة تركيز ويبقى اهتمامنا منصبا على قتال حماس".
وخرج مئات الفلسطينيين إلى شوارع رام الله بالضفة الغربية للتنديد بمقتل العاروري، ورددوا هتافات مطالبة بالثأر.
وتعهد الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن بمواصلة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر لحين وقف إسرائيل للحرب على قطاع غزة وحذروا من أنهم سيهاجمون سفنا حربية أمريكية إذا استهدفتهم. وقالت القيادة المركزية الأمريكية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن في جنوب البحر الأحمر لكن لم يتم تسجيل أي أضرار.
ويذكر أن حرب غزة اندلعت بعد هجوم إرهابي مباغت شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر / تشرين الأول تقول إسرائيل إنه أدى لمقتل 1.200 واحتجاز نحو 240 واقتيادهم إلى قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس إن 207 أشخاص قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية مما رفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 22.185 فيما يقرب من ثلاثة أشهر من الحرب.
ويذكر أنحركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ح.ز/ ا.ف/ خ س (د.ب.أ / رويترز/ أ.ف.ب)