دعوات إلى التهدئة في القدس وبرلين تطالب بتجنب وقوع ضحايا
١٠ مايو ٢٠٢١مع تصاعد الأحداث في القدس الشرقية المحتلة، تسارعت وتيرة عمل الدبلوماسية الدولية في محاولة للحد من اشتعال الأوضاع والتخفيف من حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
فقد حذر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، من تصعيد الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل بعد وقوع مصادمات عنيفة في القدس. وفي أعقاب مشاورات لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قال السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، اليوم الاثنين (10 مايو/ آيار 2021): "لا يسعنا إلا أن ندعو كل الأطراف إلى التهدئة في ظل هذا الوضع المتفجر بحق".
ورحب ماس بقرار تقييد الوصول إلى الحرم القدسي من أجل تخفيف حدوث المزيد من الاستفزازات.
وطالب ماس، "كل الأطراف" في صراع الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين بتجنب وقوع ضحايا مدنيين. وكتب الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على تويتر أن " إطلاق الصواريخ من غزة على سكان مدنيين إسرائيليين ليس له ما يبرره، ولن يقدم إسهاما لحل الصراع بل سيؤدي إلى تصعيد جديد غير منطقي". وأضاف ماس:" على كل الأطراف واجب منع وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين".
حظر تحرك الدبلوماسيين الأمريكيين بالقدس
وتعليقا على أحداث القدس قالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض اليوم الاثنين إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في إسرائيل في ظل احتدام التوتر مع الفلسطينيين في القدس.
وبسبب الاشتباكات الأخيرة، منعت السفارة الأمريكية في إسرائيل موظفيها من دخول البلدة القديمة حتى يوم الأحد. ونصحت السفارة أعضاء البعثة الدبلوماسية بالبقاء في المنزل ما بين الساعة 7 مساءً بالتوقيت المحلي والساعة 8 صباحًا من صباح اليوم التالي، بحسب ما جاء في بيان للسفارة بشأن الوضع الأمني.
وأضافت السفارة أن موظفيها في جميع أنحاء البلاد مطالبون بالابتعاد عن الزحام والمناسبات والأحداث الكبيرة.
الاتحاد الأوروبي يدعو للتهدئة
من جانبه، دعا جوزيب بوريل مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين إلى التهدئة في القدس الشرقية.
وقال بوريل في مؤتمر صحفي "الوضع فيما يتعلق بطرد العائلات الفلسطينية... مبعث قلق كبير. مثل هذه الإجراءات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتؤدي فقط إلى تأجيج التوتر على الأرض".
اجتماع لمجلس الأمن
واليوم، اجتمع مجلس الأمن الدولي بشكل عاجل لبحث المواجهات في القدس لكن أعضاءه لم يتفقوا على إصدار إعلان مشترك، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أنه من "غير المناسب" توجيه رسالة عامة في هذه المرحلة، وفق دبلوماسيين.
وقالت المصادر نفسها إن المفاوضات ستستمر بشأن نص يُتوقع أن تخفَّف لهجته مقارنة بالوثيقة الأولية التي اقترحتها النرويج على الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الذي دعته تونس للانعقاد.
وطالبت مسودة الإعلان التي اطلعت عليها فرانس برس وقُدمت بالاشتراك مع تونس والنرويج والصين، "إسرائيل بوقف أنشطة الاستيطان والهدم والطرد" التي تلحق بالفلسطينيين "بما في ذلك في القدس الشرقية". وفقًا للدبلوماسيين، لا يزال من الممكن تخفيف لهجة النص.
كما تضمنت الوثيقة إعراب المجلس عن "قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات وأعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية" حيث خلفت المواجهات مئات الجرحى خلال يوم الاثنين وحده.
وشهدت القدس الشرقية أعنف اشتباكات منذ عام 2017 منذ يوم الجمعة ، حيث أصيب أكثر من 300 شخص في اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية يوم الاثنين بعد أن أغلقت الشرطة الإسرائيلية عدة قطاعات في المدينة القديمة لمنع التجمعات في الجزء الشرقي من القدس الذي يتسم بصبغة عربية منذ بدء شهر رمضان الحالي، وهو ما زاد من غضب الفلسطينيين، بالإضافة إلى تهديد السلطات الإسرائيلية بعض العائلات العربية بطردها من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس.
ووقعت الاشتباكات قبل ساعات قليلة من مسيرة لليهود تم التخطيط لها بعد الظهر لإحياء ذكرى الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية في حرب الأيام الستة عام 1967. تم إلغاء المسيرة بعد فترة وجيزة بسبب الوضع الأمني.
ع.ح./ع.خ. (د ب ا، رويترز، ا ف ب)