دراسة حديثة تعلن نهاية عصر الإعلان التقليدي وبدء حقبة الإعلان الشعبي
٢ يوليو ٢٠٠٨هل سمعت من قبل عن "الإعلان الشعبي" الذي يعتمد على تقنية جديدة تعرف بالتسويق الشعبي؟ هذه التقنية نعيشها الآن في عصر المعرفة الرقمية والإنترنت، فبظهور الشبكات الاجتماعية على الانترنت أصبح ترويج المنتج يعتمد على الناس أنفسهم عبر تداول وتبادل المعلومات حول المنتج فيما بينهم على الشبكة العنكبوتية. في هذا السياق أظهرت دراسة حديثة للشركة العالمية "فلايشمن هيلارد" المتخصصة في العلاقات العامة، أظهرت أن عصر الإعلان التقليدي قد انتهي وبدأ العصر الجديد الذي يعتمد على المستهلكين أنفسهم ومساهمتهم في ترويج السلع والمنتجات عبر الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، من خلال تبادل الفيديو كليب، الكتب الإلكترونية، برامج السوفت وير والرسائل الإلكترونية المختلفة.
فهذه الطريقة تعتمد في بعض مواقع الإنترنت على فكرة أن المستهلك الذي جرب منتج ما وشعر بالرضا عنه، عليه أن يخبر ثلاثة أفراد آخرين عنه سواء عبر البريد الالكتروني أو إرسال الرابط الخاص بالمنتج أو ما إلي ذلك، وفي حالة عدم رضاه عن المنتج عليه أن يخبر سبعة أشخاص بذلك.
قوة الإعلان على الإنترنت
ويقول خبير التسويق "مايكل دومسالا" أن الإعلان التقليدي سواء التلفزيوني أو المطبوع يعيش أزمة حالية حيث أصبح يفقد أهميته وقيمته لدي المستهلك. وأشار إلي أنه بالرغم من إنفاق 90 في المائة من ميزانية الإعلانات عالميا حاليا للإعلان في وسائل الإعلام التقليدية، وذهاب 10 في المائة فقط للإعلان على الإنترنت، إلا أن تأثير الإعلان عبر الانترنت على المستهلك يحتل المرتبة الأولي ويأتي بعده الإعلان التليفزيوني.
كما بينت الدراسة أن الإعلان الشعبي له تأثير قوي وخاصة في مجالات شراء أجهزة الكترونية جديدة، وعروض شركات السياحة و الخدمات الصحية، حيث أن المستخدمين يأخذون أراء بعضهم البعض عبر المنتديات أو صفحات الإنترنت الخاصة بتقييم المنتجات أو مواقع تحميل الفيديوهات مثل اليوتيوب.
وأكدت الدراسة أنه لابد من استغلال هذا التأثير القوي للإعلان الشعبي والبحث عن طرق أفضل لتحقيق أعلي فائدة منه، وخاصة أنه مازال هناك مستخدمين لا يثقون في صحة المعلومات التي يحصلون عليها من شبكة الإنترنت.
حملات تسويقية يديرها المستهلك
ومن هنا تلعب وكالات الإعلانات دورا هاما وعلى سبيل المثال الوكالة العالمية التي تساعد الشركات على ترويج منتجاتها عبر شبكة الانترنت باختيارها مواقع وصفحات الإنترنت الأفضل لوضع الإعلانات والتي تشهد تواصل جماهيري عالمي و باللغات المختلفة.
ويقول خبير التسويق، دومسالا، أنه من المهم اختيار أنسب المواقع لزرع هذه المنتجات عليها حتى يراها المستخدمون ويشرعوا في فتح حوار ونقاش حولها، مما يساهم في انتشارها والإعلان عنها بصورة كبيرة عبر حملات تسويقية يقودها المستهلكين أنفسهم، خاصة أن الشبكات الاجتماعية أصبحت قناة إعلانية هامة وستزداد فاعليتها بصورة أكثر في المستقبل القريب، وفقا لقول الخبير. كما أن هذه الوسيلة عبر الإنترنت تجعل أصحاب الشركات يتابعون أراء العملاء حول منتجاتهم، مما يعطيهم الفرصة للاستجابة والتغيير السريع على عكس الوسائل الإعلانية التقليدية.