Studie: Migranten in Deutschland können zur neuen Elite des Landes werden
١٠ ديسمبر ٢٠٠٨خلصت دراسة اجتماعية أعدها مركز "زينوس سوسيوفيزيون" في مدينة هايدلبيرغ بتكليف من مؤسسات سياسية وإعلامية ألمانية، إلى أن المهاجرين وذوي الأصول الأجنبية في ألمانيا لا يمثلون فئة اجتماعية متجانسة، بل على العكس من ذلك ينتمون إلى أوساط اجتماعية متعددة، تجمعهم اهتمامات وقواسم مشتركة، وليست مقسمة حسب الانتماءات العرقية أو الأصول الثقافية. وقامت الدراسة على مدى ثلاث سنوات بدراسة مكثفة ومستفيضة لأوضاع المهاجرين، للتعرف على هذه الفئة الاجتماعية وطرق حياتها اليومية وتوجهاتها القيمية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهدافها وآمالها وتطلعاتها المستقبلية.
نتائج مخالفة للكليشيهات السائدة
واستندت الدراسة في نتائجها على نحو 100 مقابلة مطولة أجراها مركز "زينوس سوسيوفيزيون" مع مهاجرين ينتمون إلى أصول إثنية وأعمار مختلفة، فضلا عن إنجاز استبيان شمل ما يربو عن 2072 من المواطنين الألمان ذوي الأصول المهاجرة. وجاءت نتائجها مخالفة للصورة المبسطة والنمطية، السلبية في الغالب، عن المهاجرين. فقد قدمت نتائج هذه الدراسة معطيات جديدة عن المهاجرين لم تكن معروفة من قبل، أظهرت أن النقاش الدائر في ألماني حول اندماج الأجانب يتسم بنظرة قاصرة تتجاهل الرصيد الثقافي للمهاجرين، ونجاح الكثير منهم في التكيف مع مجتمعهم الجديد.
ولعل أحد أهم النتائج التي خلصت إليها الدراسة أنه لايمكن تصنيف المهاجرين فقط بحسب انتماءاتهم العرقية، فهم يتوزعون حسب سلمهم القيمي وطريقة حياتهم. وفيما ماتزال عوامل مثل الانتماء العرقي والعقائدي من العوامل المؤثر في الحياة اليومية للمهاجرين، بيد أنها لا تمثل العامل الرئيسي الذي يميز المهجرين، كما أنها لن تشكل مستقبلا مكونا أساسيا لهويتهم، حسب الدراسة.
التعليم بوابة نحو الاندماج
#b#
وفيما يخص اندماج الأجانب في النسيج الاجتماعي الألماني، أشارت الدراسة إلى أن ثمة عوائق مازالت تعترض عملية اندماج الأجانب، وتبرز هذه العوائق بشكل أكبر أمام المهاجرين المتدينيين. لكن رغم ذلك، أوضح استبيان المركز أن الأجانب المتشبثين بجذورهم الدينية يعتبرون أنفسهم أنهم ينتمون إلى مجتمع ألماني متعدد الأعراق، معربين في ذات الوقت عن رغبتهم في المساهمة فيه دون التخلي عن جذورهم الثقافية.
وعلى صعيد آخر أوضحت الدراسة أن المستوى التعليمي لدى الأجانب يلعب دورا مهما وأساسيا في تذليل العقبات أمام اندماجهم، فالمهاجرين الذي قدموا من مناطق حضرية وتلقوا تعليما في بلدانهم الأصلية لا تواجههم صعوبات كبيرة في الاندماج داخل المجتمع الألماني، بقدر الصعوبات التي تواجه المهاجرين القادمين من الأرياف.
وأشارت الدراسة إلى وجود رغبة كبيرة لدى المهاجرين في ألمانيا في التعلم، لكن رغم ذلك لا ينجح هؤلاء في الغالب في الحصول على التأهيل العلمي ولا يتمكنون من تقلد الوظائف التي تتناسب وقدراتهم. ويعود السبب في ذلك، حسب الدراسة، إلى عقبات هيكلية ونقص في المعلومات المتعلقة بالدراسة وسوء تقدير القدرات الذاتية. ويدرك معظم المهاجرين أهمية اكتساب اللغة الألمانية كوسيلة مهمة للاندماج، إذ يرى نحو 85 في المائة من الذين شملهم الاستبيان أنه من دون تعلم اللغة الألمانية لا يمكن للمرء في ألمانيا أن يحقق النجاح.