دراسة: الشباب يطالب بمشاركة أكبر في رسم السياسة الأوروبية
٨ مايو ٢٠١٩الشباب يهتمون جدا بأوروبا أكثر مما كان معروفا عنهم، لكنهم يريدون المشاركة في اتخاذ القرار، لاسيما فيما يرتبط بموضوعات هامة. "جيل أوروبا يطالب بمزيد من الإصغاء والمشاركة في بلورة القرار. هذه هي رسالة دراستنا لهذا العام حول الشباب لجميع من يتحمل مسؤولية سياسية"، تقول إلكه هلافاتشيك، مديرة أعمال مؤسسة TUI.
وبالرغم من ذلك يعتبر فقط واحد من بين شابين أوروبيين بين 16 و 26 عاما أن الانتخابات الأوروبية حقا مهمة، بل إن واحدا فقط بين خمسة من المستطلعة آراؤهم يعتبر أنه ممثل من قبل البرلمان الأوروبي. وهذا ليس غريبا عندما يكون متوسط العمر داخل البرلمان الأوروبي في حدود 56 عاما، وأصغر برلماني في بروكسيل هو بلغاري في الثلاثين.
وحتى لو أن موضوع "اللجوء والهجرة" يتم تصنيفه حاليا أهم إشكالية داخل الاتحاد الأوروبي، فهذا لا يعني بأنه يتم رفض الحدود المفتوحة: 43 في المائة من المستطلعة آراؤهم يصفون اللجوء والهجرة كأهم مشاكل يعتبرون الحدود المفتوحة داخل الاتحاد الأوروبي فرصة، وفقط 27 في المائة كتهديد. فحرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي يتم تقييمها بإيجابية وغير قابلة للنقاش من طرف الشباب.
حركة "جمعة المستقبل" تحدث تحولا بطيئا في التفكير
كما أن حماية البيئة والمناخ تحتل مكانة عالية بالنسبة إلى شبيبة أوروبا. فمنذ شهور يتظاهر شباب ضمن فعاليات حركة "جمعة المستقبل" ضد تدمير البيئة واستهلاك مرتفع للطاقة وانبعاثات متزايدة لثاني أوكسيد الكاربون في حركة السير وتربية الماشية إضافة إلى تلويث التربة والجو والمياه الجوفية. ونداؤهم هو أنه يجب على السياسيين فعل المزيد لحماية البيئة والمناخ.
وهذا يمس أيضا عصب الكبار. ففي ألمانيا يعتبر 81 في المائة من المواطنين أن هناك حاجة ماسة لحماية المناخ. و85 في المائة يقولون بأنه لا يمكن وقف التغير المناخي بدون تعديل في أسلوب الحياة. لكن الاستعداد الحقيقي لتغيير عادات الاستهلاك لصالح حماية البيئة يزداد ببطيء. وهنا تحتل الشبيبة مكانة متقدمة، إذ أعلن 28 في المائة من المستطلعة آراؤهم في هذه الدراسة التخلي في السنة الماضية عن بعض المنتجات لأسباب سياسية أو أخلاقية أو أنهم استهلكوها لتك الأسباب. وفي ألمانيا عبر عن هذا الموقف 33 في المائة.
الشباب يطالبون بتغييرات راديكالية
لكن كيف يمكن إشراك الشباب ليس فقط في الجدل السياسي، بل أيضا في العملية السياسية؟ فالأحزاب السياسية مطالبة بإيجاد هياكل حديثة تسهل على الشباب إمكانية الانخراط والمشاركة، كما يقترح ذلك ماركوس شبيتلير من مركز العلوم في برلين للبحث الاجتماعي: "الشباب يهتمون بشكل خاص بهذه الأحزاب التي تعرض عليهم نوعا من التحول أو رؤية مستقبلية: و67 في المائة يعتقدون أن هناك حاجة إلى تغييرات راديكالية لتصويب النظام السياسي". وهذه الرغبة في التحول هي سبب أحيانا وراء اهتمام الشباب بالأحزاب الشعبوية.
تخفيض السن الانتخابي في الاتحاد الأوروبي إلى 16 عاما؟
والمثير للقلق هو أن فقط أكثر من نصف (58) الشباب مقتنعون بأن الديمقراطية هي أفضل نظام حكم. لكن فقط أقلية من الشباب (6 في المائة) تعتبر أنظمة حكم أخرى أفضل من الديمقراطية. وحوالي 60 في المائة من المستطلعة آراؤهم ضمن هذه الدراسة اعتبروا أنه من "المرجح" أن يساهموا بصوتهم في الانتخابات الأوروبية 2019. وفي غالبية بلدان الاتحاد الأوروبي يحق للمواطنين ابتداء من سن 18 عاما المشاركة في الانتخابات. ويقترح ماركوس شبيتلير تخفيض سن الانتخاب داخل الاتحاد الأوروبي إلى 16 عاما، كما هو الحال في مالطا والنمسا. فمن خلال ذلك يتمكن الشباب من المشاركة بشكل أفضل في العملية السياسية.
زبينه كينكارتس/ م.أ.م