دراسات: زيادة الملح تضر بالجهاز المناعي
١٨ أبريل ٢٠٢٣توصي منظمة الصحة العالمية بألا يزيد استهلاكنا اليومي من الملح، واسمه الكيمائي كلوريد الصوديوم، عن خمسة غرامات؛ لأنه يقف وراء العديد من الأمراض والعلل كارتفاع ضغط الدم، الذي يزيد بدوره من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية، ويجهد الكلى ويحدث تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء.
ووفق معطيات معهد روبرت كوخ، يستهلك الكثير من الناس في ألمانيا أكثر مما هو موصى به: استهلكت النساء ثمانية غرامات يومياً في عام 2021، والرجال حتى عشرة غرامات.
كثرة الملح تعيق عمل الخلايا البالعة المهمة في الجهاز المناعي، كما أظهرت دراسة نُشرت في عام 2020 في مجلة Science Translational Medicine. فلدى الفئران التي تم تغذيتها بأطعمة عالية الملوحة، كانت الالتهابات البكتيرية أكثر حدة.
كما أظهر المشاركون في الدراسة على البشر ممن تناولوا ستة غرامات من الملح يومياً ضعفاً في جهاز المناعة، كما أورد الموقع الإلكتروني الألماني تي ـ أونلاين.
كما يؤدي زيادة كلوريد الصوديوم في الجسم إلى المبالغة في رد فعل الجهاز المناعي وتوجيهه بشكل خاطئ لآليات الدفاع عن الجسم، كما هو الحال مع أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد، وفق ما كشفته دراسة حديثة نشرت في المجلة التخصصية Cell Metabolism.
وتعمل الخلايا التائية المنظمة (الكابحة) على إعادة تنظيم الجهاز المناعي بعد القضاء على العدوى بنجاح. عندما يتم تعطيل هذه الآلية، يمكن أن تتطور أمراض المناعة الذاتية، مما يؤدي إلى التهاب وتلف الأنسجة.
وفحص باحثون في "معهد المناعة التجريبية" في جامعة بون الألمانية تأثير زيادة الملح على عمل الخلايا التائية المنظمة. ورصد الباحثون أن تم إنتاج طاقة أقل في الخلايا التائية المنظمة (الكابحة)، وهذا بدوره أدى إلى ضعف وظيفة الخلايا المناعية، كما أكد البروفيسور كريستيان كورتس وهو أحد القائمين على الدراسة.
تأثير زيادة الملح على عمل الخلايا التائية المنظمة (الكابحة) لا يتوقف على أمراض المناعة الذاتية، بل يتعداه إلى أمراض السرطان والقلب والأوعية الدموية، غير أنه مطلوب مزيداً من البحث لتحليل تلك العلاقة، حسب ما قال كريستيان كورتس، ونقل عنه الموقع الإلكتروني الألماني تي ـ أونلاين.
خ.س/ أ.ح