دائرة الإصابة بـ"كورونا" تتسع.. والفيروس يتسلّل خارج الصين
٢٢ يناير ٢٠٢٠وصل عدد الوفيات نتيجة فيروس جديدة من سلالة كورونا في الصين إلى 17 حالة حسب آخر الأرقام التي أعلنتها حكومة إقليم هوباي، بؤرة الوباء، اليوم الأربعاء (22 يناير/كانون الثاني 2020)، فيما تأكد إصابة أكثر من 540 شخصا.
وينتمي هذا الفيروس إلى عائلة فيروسات الكورونا التي قد تسبب أمراضاً غير مؤذية لدى الإنسان كالزكام، لكنها قد تكون مصدر أمراض قاتلة مثل السارس. وينتشر الفيروس عن طريق التنفس، ومن أعراضه الحمى والسعال وصعوبة التنفس، كما يمكنه أن يؤدي كذلك إلى الالتهاب الرئوي، حسب متحدث من مفوضية الصحة الوطنية في الصين.
وهناك تشابه بين هذا الفيروس الجديد وفيروس السارس الذي تسبب سابقاً في وفاة 744 حالة عبر العالم من أصل 8096 إصابة حسب منظمة الصحة العالمية، لكن المعطيات الأولية تشير إلى أن الفيروس الجديد يبقى أقل خطورة من السارس.
ذعر في الصين
وتسبّبت أخبار الفيروس في إلغاء الكثير من الصينيين لرحلاتهم، كما اشتروا أقنعة واقية وتجنبوا الخروج للأماكن العامة مثل دور السينما والمراكز التجارية، في حين فرضت السلطات ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة في إقليم هوباي، بينما أكدت عدة تقارير أن الأقنعة نفدت في عدة نقط للبيع بسبب كثرة الطلب.
وقالت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية إن هناك 544 حالة إصابة مؤكدة في البلاد، خاصة أن الفيروس وصل إلى نصف المحافظات الصينية تقريباً، بينها مدن كبرى مثل شنغهاي وبكين. بينما أكدت تايلاند وجود أربع حالات إصابة، في حين أعلنت كل من الولايات المتحدة وتايوان وكوريا الجنوبية واليابان ظهور حالة واحدة في كل منها.
وبدأ الفيروس من سوق للأسماك والحيوانات في وسط مدينة ووهان الصينية، وهو سوق تباع فيه الحيوانات بشكل غير قانوني، لكنه انتشر بعد ذلك إلى مجموعة من المدن الصينية، ثم إلى دول أخرى.
احتراز دولي
وفي تعليق له على انتشار الفيروس، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من دافوس السويسرية، إن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لديها خطة جيدة لاحتواء المرض، مضيفا على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي: "أعتقد أنه سيجري التعامل معه بشكل جيد".
كما صرّح الرئيس الصيني شي جينبيغ أن "الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للتصدي بفاعلية للمرض، والحفاظ على الأمن الصحي في العالم"، وذلك في مكالمة مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون.
وقامت عدة دول بإجراءات احترازية لمواجهة الفيروس، إذ عززت روسيا إجراءات الفحص والحجر الصحي، كما أعلنت بريطانيا أنها ستبدأ في فحص القادمين من البلدان التي سُجلت فيها أكثرية الحالات، فيما حظرت كوريا الشمالية دخول السياح الأجانب، وأعلنت تركيا بدورها عن اتخاذها إجراءات لمواجهة احتمالات انتشار الفيروس.
كما قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نقل مباريات تصفيات كرة القدم النسائية للألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، إلى شرق الصين، بعدما كان من المقرر عقدها في شباط/فبراير في إقليم ووهان.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن نتائج الاجتماع الذي دعت إليه في جنيف بحضور مندوبين من الصين واليابان والولايات المتحدة، بتأكيد أنها لن تعلن حالة طوارئ عالمية، مبررة ذلك بأن إعلان هذه الحالة يثير قلقا على المستوى الدولي، وأن الوضع لم يتطور بعد لإعلان هذا الإجراء، على الأقل حسب المعطيات الحالية.
ولا تلجأ المنظمة لإعلان حالة الطوارئ إلا في حالات نادرة، كما جرى مع إنفلونزا الخنازير (أتش 1 أن 1) في عام 2009، وفيروس الزيكا في عام 2016، وحمى الإيبولا عام 2014.
إ. ع/أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)