خلافات عربية في سرت حول إصلاح النظام العربي و"رابطة الجوار"

تواصلت مساء اليوم السبت(09 اكتوبر/تشرين الأول) في مدينة سرت الليبية أعمال القمة العربية الاستثنائية التي من المتوقع أن تقر سلسلة إجراءات لتفعيل منظومة العمل العربي المشترك، وأنهى الزعماء العرب جلسة مغلقة اليوم السبت، ومن المقرر أن تعقد الجلسة الختامية ليلة السبت /الأحد، وسط أجواء خلافية حول موضوع إصلاح نظام الجامعة العربية ومبادرة أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى حول إقامة رابطة للتحالف مع دول الجوار وعلى رأسها تركيا وإيران.

وكان وزراء الخارجية العرب قد إتفقوا أمس الجمعة على إرجاء البحث في بند إقامة رابطة الجوار الإقليمية إلى القمة المقبلة. وبعد أن سرقت أعمال لجنة المتابعة العربية مساء الجمعة الأضواء من جدول الأعمال الرسمي للقمة والخاص بالجانب الإصلاحي للجامعة العربية، تستعد القمة لإعلان نقاط إصلاحية خاصة بالعمل العربي المشترك.

وكانت لجنة المتابعة العربية أعلنت في ساعة متأخرة من مساء الجمعة دعم الموقف الفلسطيني الرافض لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ما لم يتم وقف الاستيطان، كما قررت مباشرة البحث في البدائل عن فشل المفاوضات المباشرة خلال شهر لإفساح المجال أمام الإدارة الأميركية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الاستيطان. وأعلنت اللجنة العربية أنها ستعقد اجتماعا خلال شهر من تاريخه للنظر في البدائل التي طرحها عباس وتحديد الخطوات المطلوب اتخاذها في هذا الشأن. وقد اعتبرت حركة حماس القرار خطوة "غير كافية"، معتبرةً أن "المطلوب من العرب والسلطة الفلسطينية هو وقف المفاوضات بشكل نهائي وعدم الاكتفاء بتعليقها أو ربطها بالموقف الأمريكي".

إصلاح الجامعة العربية

وفيما يتعلق بإصلاح الجامعة العربية أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن هناك "وجهات نظر كلها تصب في موضوع الحاجة إلى إصلاح العمل العربي المشترك وتفعيله". وأضاف المعلم: "هناك من رأى أن هذا يبدأ بإعادة هيكلة الجامعة العربية، وهناك من رأى أنه يبدأ بالتركيز على العامل الاقتصادي من خلال إقامة بنى تحتية والسماح للمواطنين بالتنقل بما في ذلك رؤوس الأموال، في حين أن هناك من يرى أن التدرج في ذلك قد يكون أمراً مفيدا".

أما بالنسبة إلى النقطة الثانية المتعلقة بمشروع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول "سياسة الجوار العربي ومقترح إقامة رابطة الجوار الإقليمية"، قال المعلم إنه "تم الاتفاق على أن يستمر هذا البند على جدول أعمال مجلس الجامعة وأن تشكل لجنة وزارية مصغرة لدراسته مع مجموعة خبراء بحيث يعرض على القمة العربية القادمة".

وكان عمرو موسى أعلن في قمة سرت في الربيع الماضي أن الهدف من دعوته إلى إنشاء رابطة الجوار الإقليمية "إحداث حركة إقليمية في المنطقة"، وأورد أسماء عدد من الدول المرشحة لأن تكون في عداد هذه الرابطة مثل إيران وتركيا وأثيوبيا وإريتريا وتشاد. وخلال عرض فكرة إقامة رابطة الجوار الإقليمية في قمة سرت الماضية ظهرت تحفظات على العلاقة مع إيران خصوصا من جانب مصر.

وكانت القمة العربية العادية الأخيرة التي عقدت في الثامن والعشرين من آذار (مارس) الماضي في سرت أقرت الدعوة إلى قمة استثنائية في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) لمناقشة نقطتين هما: "تطوير منظومة العمل العربي المشترك" و"أسس سياسة الجوار العربي ومقترح إقامة رابطة الجوار الإقليمية وآليات عملها". وبناء على مقررات تلك القمة تم أيضا تشكيل لجنة خماسية للنظر في النقاط الإصلاحية للجامعة العربية عقدت اجتماعا على مستوى القمة في طرابلس في الثامن والعشرين من حزيران (يونيو) الماضي وضمت قادة ليبيا ومصر واليمن والعراق وقطر، إضافة إلى الأمين العام للجامعة، ورفعت توصيات إلى القمة الحالية. وتعقد في سرت يوم الأحد قمة عربية افريقية هي الثانية من نوعها بعد قمة أولى عقدت عام 1977.

(س ج / أ ف ب، د ب أ)

مراجعة: طارق أنكاي