خطر أنفلونزا الطيور يصيب تركيا ويهدد المنطقة العربية
عاد مرض أنفلونزا الطيور إلى الواجهة من جديد بعد ان كشفت الفحوصات الطبية عن وفاة ثلاثة أشخاص أصيبوا به شرق تركيا خلال الأسبوع الماضي. كما يخضع 21 شخصا آخرين يشتبه إصابتهم به للفحص الطبي هناك. وانتشر الرعب من المرض في كل إنحاء البلاد كما وعاد القلق إلى الدول الأوروبية التي عادت لقرع أجراس الخطر خوفا ، لاسيما بعد ان أكدت نتائج الأبحاث الطبية ان الفيروس المنتشر في تركيا من سلالة اتش.5.ان.1عالي الخطورة. وفي هذا السياق ذكرت الصحف التركية اليوم نقلا عن مسئولين أتراك بان المرض قد يكون وصل الى استانبول، العاصمة التجارية لتركيا، حيث يرقد في المستشفى هناك 21 شخصا وسط مخاوف من إصابتهم بأنفلونزا الطيور 21.
في هذه الأثناء دعت منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء في منطقة أوروبا إلى "أقصى درجات اليقظة" بعد الإعلان عن وفاة شخصين في تركيا. وقال غينال رودييه من المكتب الأوروبي في منظمة الصحة العالمية في كوبنهاغن ان "الوضع مقلق لأنه يدل على أن الفيروس ما زال موجودا ويتفشى". ودعا المسؤول الدولي جميع الدول الأوروبية الى مزيد من اليقظة والاستمرار في تطبيق توصيات منظمة الصحة بحذافيرها تحسبا لانتشار المرض، معربا عن قلقه من مخاطر توسع المشكلة جغرافيا. يذكر ان العلماء يخوضون معركة عسيرة مع المرض في الوقت الذي يقرون فيه بان محاربة الفيروس تزداد صعوبة، وهم لازالوا يحاولون التعرف على أفضل طريقة لاستخدام عقار تاميفلو الذي يعتقد انه احد أفضل الدفاعات القليلة في مواجهة المرض.
تركيا في "حالة حرب" مع الفيروس
شبهت صحيفة الحياة اللندنية معركة السلطات التركية مع الفيروس بأنها شبيهة بحالة الحرب مع حزب العمال الكردستاني. وحسب الصحيفة انتشرت قوات الأمن وفرق البحث داخل وعند المنافذ المؤدية الى المدن والمناطق الموبؤه للبحث عن "العدو الجديد" الذي يمكن ان يختبئ في طير ينقله أو يخبئه احد المسافرين. كما قامت السلطات التركية بإعدام عشرات آلاف الطيور من البط والدواجن وسواها في مناطق عدة. يذكر أن أول حالة من المرض في تركيا كانت اكتشفت قبل اشهر حيث تمت حملة مكافحة مكثفة. إلا ان الوضع هذه المرة أصبح أكثر خطورة بعد انتقال المرض الى البشر وتسجيل حالات وفيات.
احتمال انتقال المرض الى الدول العربية
يظل انتقال المرض الى الدول العربية المجاورة لتركيا محتملا لاسيما على ضوء علاقاتها التجارية والسياحية معها. وتزداد المخاطر في أيام العيد ـ لاسيما ونحن على أبواب عيد الأضحى ألمبارك ـ حيث تكون خلاله عملية انتقال الناس بين تركيا والدول العربية المجاورة أكثر نشاطا نظرا لتداخل الأسر العربية والتركية. احتمال انتقال المرض يتضاعف خلال ما يحمله المسافرون معهم من مواد غذائية قد تكون وسيلة لنقل العدوى. يذكر ان معظم الدول العربية كانت قد أعلنت عن اتخاذ إجراءات وقائية للحيلولة دون وصول المرض إليها، غير ان ذلك قد لا يمنع من انتشار هذا المرض العابر للحدود، لاسيما وان المنطقة العربية قريبة من أماكن تواجده.
"سوريا خالية من المرض" وحملة وقائية مكثفة
أكد الدكتور محمود كريم، مدير مديرية الإمراض البيئية والمزمنة في وزارة الصحة السورية، خلو سوريا من أي اثر لمرض أنفلونزا الطيور " ولم يتم تسجيل أي حالة سواء بين الطيور أو البشر". وحول الاجراءات الوقائية المتبعة للحيلولة دون وصول المرض الى البلاد، ذكر كريم، في مقابلة تلفونية مع موقعنا، مجموعة من الاجراءت المتبعة مثل: الحظر التام على دخول أي نوع من الطيور أو منتجاتها الى سوريا بما في ذلك طيور الزينة، ومنع الصيد بصورة مطلقة، ومراقبة المسطحات المائية، وكذا القيام بجولات ميدانية مباشرة ورفع تقارير يومية الى اللجنة العليا المشكلة لهذا الغرض برئاسة رئيس الوزراء وعضوية الوزراء من ذوي العلاقة. وأشار كريم الى ان هناك لجان في المحافظات تزوده بتقارير يومية، مضيفا بانه وبالتوازي مع ذلك هناك حملة تثقيف صحي متواصلة للمواطنين للوقاية من المرض وطرق تجنبه، وتتشارك في هذه الحملة، النقابات. وعند سؤاله عن الجاهزية للتعامل مع المرض حال اكتشافه، أكد المسؤل السوري، بانه "في حالة اكتشاف المرض فان لدينا الاستعدادات الكاملة للتعامل معه" مضيفا في هذا السياق بانه سيتم القضاء فورا على الطيور المشكوك فيها كما ان اللقاحات متوفرة وسيارات الإسعاف ومناطق العزل وغيرها من الاحتياطيات.
عبده جميل المخلافي