خبير: استقلال إقليم كردستان العراق طموح طريقه طويل
٩ يونيو ٢٠١٧تشكل إقليم كردستان، المكون من ثلاث محافظات في شمال العراق، في عام 1992 وأصبح يتمتع بحكم ذاتي واكتسب زخما إضافيا. طموح المسؤولين في الإقليم وضغط الشارع الكردي دفع بالحكومة هناك إلى التفكير في إجراء استفتاء لاستقلال الإقليم، هذه الفكرة لم تلق ترحيبا بل معارضة قوية من بغداد وأنقرة. ورغم أن تركيا تقيم علاقات جيدة مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني ولها استثمارات كبيرة في الإقليم إلا أنّها تعارض استقلال الإقليم خشية من أن تمتد الحركة الانفصالية إلى سكانها الأكراد الذين تقدر نسبتهم في الـ20 في المائة من عديد سكان تركيا. DW حاورت البروفيسور أودو شتاينباخ، الخبير في الدراسات الإسلامية حول افاق قيام دولة كردية محتملة في هذه المنطقة.
DW : أكراد العراق يريدون الاستقلال عن بغداد. هل هذا إنذار أم خطوة منطقية من إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم ذاتي، للانتقال إلى دولة مستقلة؟
أودو شتاينباخ: تأسيس دولة مستقلة سعي طويل الأمد، لكنه خطوة أمام إقليم كردستان لوضع أسس دولة كردستان في المستقبل. الاستفتاء لا يمكن تأجيله الآن، فقد أُعلن عن إجرائه منذ فترة طويلة وتأجل مرارا وتكرارا لأن الحكومة المركزية في بغداد تُعارض سعي إقليم كردستان في الاستقلال.
ضغط المجتمع الكردي في شمال العراق على حكومة إقليم كردستان كبير جدا وتأجيل الاستفتاء أصبح أمرا مستحيلا، لكن تحقيق الاستقلال عن بغداد طموح أمامه طريق طويل.
: الأكراد يعيشون في أربع دول: تركيا وسوريا وإيران والعراق، فما تأثير استقلال إقليم كردستان العراق على باقي الأكراد الذين يعيشون في دول أخرى؟
: هذا أحد أسباب تأجيل الاستفتاء مرارا وتكرارا، من الجانب التركي أيضا. فأنقرة ليست راضية على هذا التطور، وظهور دولة كردية إلى جانب تركيا، في حال ما إذا تحقق ذلك، سوف يلقى معارضة شديدة من أنقرة وبالتأكيد أيضا من دمشق وطهران.
معارضة أنقرة للاستقلال ستكون كبيرة، لا سيما عندما نرى ما تقوم به حكومة تركيا الآن اتجاه الأزمة السورية. معارضة تركيا لاستقلال إقليم كردستان يمكن أن يصل إلى التدخل، في حال حقق الأكراد استقلالهم في العراق، وهذا احتمال لا يمكن استبعاده.
: كيف ستتفاعل الحكومة المركزية في بغداد مع هذا الوضع؟ في الواقع، إقليم كردستان يتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1992 ويدير شؤونه بنفسه؟
: نعم بالتأكيد، فليس ببعيد عندما زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي برلين وسُئل عن فكرة الاستفتاء، فقال أنها ليست فكرة جيدة. وأضاف العبادي أن على مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، النظر في ذلك مرة أخرى. هذا يعني أن معارضة بغداد لخطوة الأكراد في الاستقلال سوف تكون كبيرة جدا.
: نقطة الخلاف الكبيرة بين بغداد والأكراد يمكن أن تكون المدينة الصناعية الغنية بالنفط كركوك. فما هي الحجج إذا لكي تُصبح كركوك كردية؟
: في الواقع ليست هناك حجج، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يجعل من كركوك مدينة كردية هو الوضع الحالي الضعيف للحكومة في بغداد. فمدينة كركوك لم تسكنها أغلبية كردية على مر التاريخ إطلاقا، وعرفت المدينة دائما خليطاً سكانياً من العرب والكرد والتركمان.
وإذا كان الأكراد يطالبون الآن بكركوك فذلك راجع فقط إلى ضعف الحكومة المركزية في بغداد وعدم قدرتها على التصدي لذلك. أما الشيء الوحيد المؤكد فهو أن حكومة بغداد ستحاول استعادة السيطرة على كركوك إذا جمعت قواها ووحدت صفوفها.
: في عام 2014 تقرر إجراء استفتاء حول استقلال إقليم كردستان عن العراق، وبعد مناقشات مع الحكومة في بغداد تم التخلي عن ذلك. فما الذي دفع بالأكراد إلى التراجع عن قرارهم، وهل الظروف مختلفة في أيلول/ سبتمبر هذا العام؟
: يمكن أن أكراد إقليم كردستان العراق تلقوا موافقة أو إشارة من أنقرة. فعلى ما يبدو أنّ العلاقة بين بارزاني وأردوغان ليست متوترة في الوقت الراهن. من جهة أخرى هناك ضغط قوي من المجتمع الكردي على بارزاني ولربما ليس بإمكانه أن يقف في وجه مطالب الشارع الكردي في الوقت الحالي. ومع ذلك فمهما كانت نتيجة الاستفتاء لتأسيس دولة كردية فإن تحقيق ذلك يبقى صعبا على أرض الواقع.
البروفيسور أودو شتاينباخ، خبير ألماني في الدراسات الإسلامية، ترأس من عام 1976 إلى عام 2007 معهد الشرق الألماني في هامبورغ
الحوار أجراه فولكر فاغينر / الترجمة: عبد الكريم اعمارا