"بوكو حرام نسخة من تنظيم الدولة الإسلامية"
١١ سبتمبر ٢٠١٤أكد محلل الشؤون الإفريقية في مؤسسة جيمس تاون في واشنطن، والخبير في مكافحة التطرف والعنف جاكوب زن قي لقاء مع DWأن صعود تنظيم بوكو حرام المتشدد في نيجيريا مرتبط بما يحرزه تنظيم "الدولة الإسلامية " على الأرض في العراق وسوريا، إذ أن التنظيمين يشكلان جزءا من شبكة دولية هدفها نشر الإرهاب العالمي. DWأجرت الحوار التالي مع الخبير الأمريكي.
DW: هل تشكل بوكو حرام جزءا من شبكة دولية إرهابية أم يمكن اعتبارها تنظيما نيجيريا محليا؟
جاكوب زن: بوكو حرام عبارة عن تنظيم يمتد إلى ما هو أكبر من نيجيريا، إنها عبارة عن جزء من شبكة عالمية، تم تدريب العديد من أفرادها في بلدان عدة وتحصل على دعم مالي منتظم من الخارج. لقد ارتكبت هذه المنظمة هجمات ذات طابع عالمي مثل الهجوم على مقر الأمم المتحدة في العاصمة النيجيرية ابوجا عام 2011 والعديد من عمليات الخطف. كما أن لدى الحركة معسكرات تدريب في السودان والصومال وحتى في أفغانستان، تتواصل مع بعضها بشكل جيد، فهي حركة عالمية حتى لو كان المقر الأساسي لها هو نيجيريا.
كيف ترتبط هذه التنظيمات المختلفة مع بعضها البعض؟
هذه التنظيمات كلها فروع لتنظيم القاعدة، كما أن لها تفكير إيديولوجي مشترك. أما الرابط الأكثر أهمية هو تلقي بوكو حرام دعما ماليا ولوجستيا من التنظيمات المتشددة الأخرى كالتدريبات العسكرية للمقاتلين، بالإضافة إلى تهريب السلاح الذي يصلها على سبيل المثال من ما يسمى بـ "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
ما هي الدول التي تدعم تنظيم بوكو حرام؟
من المعروف أن بعض دول الخليج مثل السعودية والكويت وقطر، تمول المدارس الدينية الإسلامية في شمال نيجيريا، والتي يتعلم فيها الأطفال النيجيريون الدين الإسلامي واللغة العربية، مع توجه فكري متشدد قريب لحركة بوكو حرام، وبالتالي يكون الأمر سهلا لهذا التنظيم المتشدد إيجاد عناصر جديدة يكون رافدها هذه المدارس.
زعيم التنظيم المتشدد أبو بكر شيكوا أعلن نفسه خليفة للمسلمين في شمال نيجيريا، هل هنالك أي تواصل بين هذه المجموعة و تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أعلن خلافة إسلامية في العراق وسوريا؟
هنالك أوجه تشابه كثيرة بين بوكوحرام وتنظيم "الدولة الإسلامية"، كما أن الحركة النيجيرية تتبع مسارا مطابقا لتنظيم "داعش". فعلى سبيل المثال تعمل بوكو حرام على السيطرة على أراض بين نيجيريا والكاميرون، لتكون نقطة انطلاق لعملياتها. وهو نفس ما تفعله داعش على الحدود بين العراق وسوريا عندما بدأت في الاستيلاء على أراض قبل الإعلان عن توحيدها ضمن خلافة إسلامية وتنصيب البغدادي نفسه كخليفة.
كما أن هناك توجها في كلتا المنطقتين لتطبيق الشريعة بالقوة، وما يرافق ذلك من عمليات إعدام للمعارضين. التأثير القادم من تنظيم "الدولة الإسلامية "واضح جدا على الأسلوب المتبع لدى بوكو حرام ولن أكون مندهشا من وجود تشاور وتبادل للأفكار بين التنظيمين المتشددين خاصة في أسلوب الحكم وأساليب القتال.