"داعش" ليس له حظوظ في الإستيلاء على كركوك
٣١ يناير ٢٠١٥ماهي الأهمية الإستراتيجية لكركوك لدى ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية"؟
في المقام الأول يحاول تنظيم "الدولة الإسلامية" صرف الأنظارعن الموصل. فقوات البيشمركة تمكنت في الأسابيع الأخيرة من تحقيق تقدم ضد التنظيم الإسلامي في مدينة الموصل. وبعد أن هاجمت البيشمركة المدينة حققت مكاسب كبيرة في الموصل والمناطق المحيطة بها. ومن خلال هجوم مقاتلي التنظيم على كركوك هم يتوقعون أن تأتي قوات البيشمركة لمساعدة سكان كركوك. لهذا يجب النظر إلى هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" كمحاولة لصرف الأنظار عن الموصل.
تقع مدينة كركوك في شمال العراق ولكنها أيضاً تعد واحدة من أكثر المدن غنىً بالنفط في العراق. أليست هناك مصلحة للتنظيم للاستيلاء على حقول النفط هناك؟
الأمر يرتبط بالاستراتيجية الجغرافية للتنظيم بكامله. وفي الوقت الراهن لا يمكن أن تكون حقول النفط الهدف الرئيسي للتنظيم، بل الأمر يتعلق في حقيقة الأمر بالتهديد الذي تتعرض له الموصل، التي تعد مركز "الدولة الإسلامية". في تلك المدينة يحظى التنظيم بدعم العراقيين السنة، ومقاتلوه يريدون وضع حد لهجوم قوات البيشمركة على الموصل.
فماهي أهمية كركوك بالنسبة للأكراد؟
في الوقت الحالي الأكراد يُعتبرون أقوى سلطة في العراق، وهم يحظون بدعم الغرب. الهدف الأساسي للأكراد هو إقامة دولة مستقلة لهم، تتخذ من كركوك عاصمة لها. ومنذ انسحاب القوات العراقية من الموصل في يونيو/ حزيران 2014، وهم يقتربون شيئاً فشيئاً من تحقيق ذلك الهدف. وانسحبت حينها القوات العراقية بدون قتال. هذا الموقع المثالي للأكراد لن يرغبوا في التخلي عنه بأي ثمن. بناءً على ذلك فأنت على حق فحقول النفط هي طبعاً في صلب اهتمام الأكراد، وكركوك هي المركز الاقتصادي للأكراد وهي أيضا عاصمتهم.
هل يتوفر تنظيم "الدولة الإسلامية" على حظوظ للإستيلاء على كركوك؟
إذا نظر الإنسان إلى أسلوب التنظيم، فعمليات الإستيلاء التي قام بها تحققت في المقام الأول في المناطق السنية. في مدينة كركوك غالبية السكان هم من الأكراد، وهم يقفون إلى جانب البيشمركة. لا توجد أي حظوظ لدى التنظيم الإسلامي للإستيلاء على كركوك، والتنظيم يعرف جيداً أنه لن يتمكن من الإستيلاء على المدينة التي تقطنها أغلبية كردية. وبالنظر إلى علاقة القوة هاته، يبدو من الواضح نسبياً أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يريد التصدي للهجوم على الموصل.
ومع ذلك، نجح تنظيم "الدولة الإسلامية" في الوصول إلى كركوك. هل يمكن اعتبار بغداد بعيدة المنال؟
هم بالفعل يوجدون على مقربة من أبواب بغداد، سواء غرب أو شمال العاصمة العراقية. وسبق للحكومة أن وضعت منطقة عازلة تم إخلاء السكان منها. وقوات تنظيم "الدولة الإسلامية" يوجدون تقريباً وجها لوجه مع القوات الحكومية العراقية هناك. بيد أن مقاتلي التنظيم الإسلامي يدركون أنهم سيحصلون على دعم الأجزاء السنية في العاصمة العراقية بغداد. لكن غالبية سكان بغداد شيعة، وإلى حدود الوقت تم التصدي لكل هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية".
البروفسور غونتر ماير، أستاذ بجامعة ماينز الألمانية، ومدير مركز الأبحاث حول العالم العربي بجامعة ماينز.