خبير ألماني: القذافي لم يتعلم من تجربتي مبارك وبن علي
٢٢ فبراير ٢٠١١دويتشه فيله: السيد شتيفان بوخن ما هي قراءتك لخطاب القذافي؟
شتيفان بوخن: خطاب القذافي كان استفزازياً وبعيدا عن الواقع. لقد وصف معارضيه، الذين حرروا المنطقة الشرقية، بأنهم حفنة من المجرمين، مما يدل على أن العقيد معمر القذافي افتقد الوعي السياسي وفهم الواقع. ولهذا علينا أن نتوقع مواصلة القوات الموالية للقذافي وأبنائه القتال ضد المتظاهرين الليبيين وما سيترتب على ذلك من وقوع عدد كبير من الضحايا.
ما الذي لفت نظرك في هذا الخطاب؟ هل لاحظت ربما ظهوراً غير عادي للقذافي؟
القذافي بدا غريبا وكأنه ليس في حالة طبيعية، ولكن من زار القذافي خلال السنين الأخيرة، أو حتى قبل عشرين سنة، فإنه بالتأكيد قد لاحظ أنه لم يكن أبداً في حالة طبيعية، وأنا لا أستبعد قيامه بتناول مواد مخدرة قبل إلقائه للخطاب. ولكني لا أملك طبعاً أية أدلة على ذلك.
أنت الآن متواجد على الحدود الليبية المصرية، هل لاحظت وجود ليبيين فارين من ليبيا باتجاه مصر؟
لا توجد في الحقيقة حركة لاجئين من ليبيا. وتقديري أن السبب يعود إلى أن المواجهات التي دارت بين الجيش ومعارضي القذافي، الذين تمكنوا من الاستيلاء على عددٍ من المعسكرات والأسلحة، هذه المواجهات دارت في مناطق بعيدة جداً عن الحدود المصرية، كما حصل في بنغازي التي تبعد حوالي 500 كم. بالإضافة إلى ذلك فهناك العديد من الشائعات حول قطاع طرق وفئات مسلحة تقوم بعمليات نهب وسرقة، مما يؤدي إلى تخويف الناس، وربما يكون هذا هو أحد الأسباب التي تمنع اللاجئين الليبيين من التوجه إلى الحدود. من جهة أخرى رأيت الآلاف من العمال المصريين العاملين في ليبيا يعبرون الحدود في منطقة السلوم والذين أعربوا عن سعادتهم بوصولهم الأراضي المصرية، لما شهدوه في بنغازي من أعمال قتل ضد المتظاهرين.
هل ترى من موقعك في مدينة السلوم الحدودية أي جنود أو شرطة حدود تقوم بحراسة الحدود بين كل من ليبيا ومصر؟
باعتباري موجوداً على الجانب المصري من الحدود، فأنا أرى عدداً من الجنود المصريين على هذا الجانب، وحسب ما سمعته فإن قوات حرس الحدود الليبية تركت مواقعها. والكل يقول هنا بأن القذافي فقد السيطرة على المنطقة الشرقية من ليبيا بما فيها الحدود مع مصر وأنه لم يعد هناك قوات موالية للقذافي في هذه المناطق.
أنت تؤكد إذن ما لمح إليه القذافي من فَقدانه للسيطرة على المناطق الشرقية؛ فما هي المصادر التي اعتمدت عليها في هذه المعلومات؟
مصدر هذه المعلومات هم شهود عيان من العمال المصريين الذين اضطروا للهروب من المدن الليبية التي يعملون فيها منذ سنوات. بالإضافة إلى تواجد بعض المعارضين الليبيين الذين قدموا من بلدان أوروبية مثل بريطانيا، و يأملون بالعودة مجدداً إلى ليبيا، واتضح من خلال اتصالاتهم مع محتجين داخل ليبيا أن القذافي فقد بالفعل السيطرة على المناطق الشرقية.
القذافي وصف المحتجين بالجرذان، كما فعل كل من مبارك وبن علي من قبل، بوصفهم المتظاهرين بالمخربين أو العصابات الملثمة، ماذا يكمن وراء لجوء القذافي لهذا الوصف؟
القذافي يريد أن يُظهر هؤلاء الثوار على أنهم عناصر خارجة على القانون، كما أنه يرفض الاعتراف بوجود استياء شعبي واسع من سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية وخاصةً في شرق ليبيا. ولكن المثير للدهشة أن القذافي حذا حذو سابقَيه مبارك وبن علي في تعاطيه مع المحتجين، فيما لم يتعظ بالمصير الذي آل إليه كل منهما في نهاية الأمر.
أجرت الحوار: شمس العياري
مراجعة: أحمد حسو
شتيفان بوخن، صحافي ومحلل سياسي ألماني متخصص بالقضايا العربية وهو موجود الآن على الحدود الليبية المصرية حيث يقوم بتغطية الانتفاضة على نظام القذافي.