خبيرة: الإسلاميون واليمين المتطرف يتشاركون القناعات ذاتها
٩ مارس ٢٠١٨تحدثت يوليا إبنر، وهي باحثة وخبيرة نمساوية في التطرف والإرهاب من معهد لندن للحوار الاستراتيجي (ISD)، في مقابلة لها مع DW، عن وجود العديد من أوجه التشابه الأيديولوجية بين كل من الإسلامويين واليمينيين المتطرفين، وقالت إن "الإسلامويين المتشددين واليمينيين المتطرفين يشتركان في القناعة بوجود صراع بين الغرب والإسلام أو حتى بين الثقافات والأجناس".
قناعة "الغزو الأجنبي"
وذكرت إبنر أنه بالإضافة إلى هذه القناعة، هناك قناعات ومفاهيم أخرى يتشارك فيها الإسلامويون واليمينيون المتطرفون، حيث أن كلاهما ينشران نظريات المؤامرة المعادية للسامية، بالإضافة إلى وجود تشابه كبير في مفاهيم كل منهما حول دور المرأة أو العائلة، ورغبتهما في عكس التطورات الاجتماعية للحداثة بحجة العودة إلى مجتمع أفضل. كما أن كلاهما ينشر نظريات المؤامرة حول دور النخب العالمية، ويتحدثان بشكل درامي عن ما تطلق عليه الخبيرة النمساوية "الغزو الأجنبي".
وشرحت إبنر مفهوم "الغزو الأجنبي" بأنه "(يرادف) عند الإسلامويين ... سلطة الغرب على الشرق الأوسط. أما بالنسبة لليمينيين المتطرفين، فإنه مرتبط لديهم بموجة الهجرة إلى الدول الغربية".
استقطاب أفراد المجتمع
وساقت خبيرة التطرف والإرهاب مثلاً آخر عن أوجه التشابه الموجودة في القناعات والمفاهيم بين الإسلامويين واليمينيين المتطرفين، وهو أن كلاهما يحاول بشكل محتد استقطاب مجتمعاتهما. وأضافت إبنر: "من خلال استقطاب أفراد مجتمعاتهما، يريد كل من الإسلامويين واليمينيين المتطرفين حرباً يخرجون منها مقتنعين بأنهم يحدثون تغيراً داخل مجتمعاتهما بشكل سريع".
وترى يوليا إبنر أن للتطرف اليميني والإسلاموي على مستوى العالم خلفية سياسية واجتماعية تفسرها بالقول: "لقد مر العالم بسلسلة من الأزمات على مدار السنوات القليلة الماضية، وشعر الكثير من الناس في الغرب، وكذلك في الشرق الأوسط، بالوحدة وتراكمت الإحباطات بين الناس، خاصة بين النشطاء الشباب. وفي تقديري، هذا الأمر قام بتعزيز الانطباع عن وجود صراع كبير بين الشرق والغرب، خاصة بين جيل الشباب نتيجة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك".
كيرستين كنيب/ إ.م