حلب: 35 طبيبا لرعاية أكثر من ربع مليون شخص
٢٧ سبتمبر ٢٠١٦دعت منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء (27 أيلول/ سبتمبر 2016) إلى إجلاء عشرات المرضى والجرحى في شرق حلب المحاصر عبر ممرات آمنة لمعالجتهم. وكان أطباء سوريون قد قالوا أمس الاثنين إنهم في حاجة ماسة إلى مستلزمات طبية وجراحية لمعالجة المئات من المصابين من السكان المحاصرين البالغ عددهم نحو 300 ألف شخص. وأضاف الأطباء أن 40 على الأقل من المصابين في شرق حلب في حاجة إلى الإجلاء لكن معظمهم يرغب في إرساله إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة أو إلى الخارج وليس إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية في الجانب الغربي من حلب.
وبدأ الجيش السوري الأسبوع الماضي، بمساعدة فصائل شيعية تدعمها إيران وسلاح الجو الروسي، هجوما كبيرا لانتزاع السيطرة على شرق حلب المحاصر. وقالت المنظمة الدولية إن 35 طبيبا فقط موجودون بالمنطقة ويقومون برعاية أكثر من 250 ألف شخص.
وقالت فضيلة شايب، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في إفادة صحفية مقتضبة بجنيف إنه لا تزال هناك سبعة مستشفيات فقط في شرق حلب وبعضها لا يعمل بشكل كامل وأنه ما من سبيل أمام المدنيين لمغادرة المدينة المحاصرة. وقال طارق يساريفيتش المتحدث باسم المنظمة إن "عشرات" المرضى بحاجة للإجلاء وإن سلطات الصحة المحلية ستضع القائمة المبدئية بعد تقييم من الهلال العربي السوري.
وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني من سوريا "قدمت منظمة الصحة العالمية طلبا للإجلاء الطبي عبر وزارة الصحة إلى وزارة الشؤون الخارجية. يجرى العمل للانتهاء من الخطط بشأن كيف وأين يتم الإجلاء في ضوء خياري غرب حلب ومستشفى باب الهوى في إدلب" في إشارة إلى مستشفى كبير على الحدود السورية التركية.
وذكرت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر كريستا أرمسترونج أن الفريق الطبي في شرق حلب يعمل بلا كلل لإنقاذ الأرواح لكنه غير قادر على التكيف مع الطلب على الخدمات المتخصصة والطارئة. وقالت "هناك حاجة ملحة للإجلاء الطبي. المستشفيات تفتقر لمعدات الجراحة والمنتجات المستخدمة في عمليات نقل الدم."
وقال الطبيب عبد الرحمن العمر من الجمعية الطبية السورية الأمريكية إن الجمعية بانتظار إجلاء المصابين بأمان إلى مستشفيات في محافظة إدلب في حين أن بعضهم ينبغي نقله إلى تركيا.
وقالت جيسي شاهين المتحدثة باسم ستيفان دي مستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا في إيجاز صحفي اليوم الثلاثاء "نذكر دائما كل الأطراف بأن عمليات الإجلاء يجب أن تتم وفقا للقانون الدولي الإنساني ومعايير الحماية. وأحد مبادئ هذا القانون هو عدم إجلاء الشخص رغما عنه."
وجدير بالذكر أن الغارات تجددت على أحياء المعارضة في حلب عصر الثلاثاء، متسببة بمقتل 11 مدنيا على الاقل وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وسيطرت قوات النظام الثلاثاء على حي الفرافرة في المدينة القديمة في حلب، الذي كان تحت سيطرة الفصائل منذ صيف العام 2012، حسب مصدر عسكري سوري.
وتسببت حملة ضربات جوية مكثفة منذ ليل الخميس حتى صباح الثلاثاء على الأحياء الشرقية بمقتل 150 شخصا غالبيتهم الساحقة من المدنيين وفق المرصد.
ص.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب)