حلب - قوات الأسد تكثف انتشارها والمعارضة تشكل تحالفا جديدا
١ ديسمبر ٢٠١٦نشر النظام السوري اليوم الخميس (الأول من ديسمبر/كانون الأول 2016) مئات من جنوده لاستعادة الأحياء الأكثر اكتظاظا بالسكان في شرق حلب وتسريع سقوط معقل المعارضة الذي حذرت الأمم المتحدة من تحوله إلى "مقبرة ضخمة". وأصبحت قوات النظام المدعومة بمقاتلين أجانب تسيطر على 40 بالمائة من شرق حلب بعد 15 يوما على بدء هجوم واسع لاستعادة كامل ثاني مدن سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "يعمل النظام يعمل على تضييق الخناق على ما تبقى من قسم حلب الشرقي الذي ما زال تحت سيطرة المعارضة"، مضيفا أن قوات النظام بعد سيطرتها على شمال شرق المدينة، باتت تتقدم "شرقا في محيط كرم الجزماتي وجنوبا" في حي الشيخ سعيد الشاسع المساحة.
وأوضح عبد الرحمن أن مئات من جنود الحرس الجمهوري ومن الفرقة الرابعة انتشروا "تمهيدا لحرب شوارع" في المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في شرق حلب. وأضاف أنهم "يتقدمون، لكنهم يخشون الكمائن في تلك المناطق بسبب كثافة السكان والمقاتلين". وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس خلال زيارة إلى تركيا إن روسيا ستواصل عملياتها في شرق حلب وستنقذ المدينة السورية ممن وصفهم بـ"الإرهابيين".
من جهتها، قالت جماعتان مسلحتان إن مقاتلي المعارضة في حلب اتفقوا على تشكيل تحالف عسكري جديد لتحسين تنظيم دفاعاتهم في أجزاء من المدينة التي يسيطرون عليها في مواجهة حملة شرسة تشنها الحكومة وحلفاؤها.
وأجبر هجوم القوات الحكومية السورية مدعومة بفصائل متحالفة معها مقاتلي المعارضة على الانسحاب من أكثر من ثلث الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في شرق حلب مهددين بسحق المعارضة المسلحة في أهم معقل حضري لها. وكانت الخصومة بين جماعات المعارضة تعتبر أحد أوجه القصور الرئيسية فيها خلال الحرب.
على صعيد متصل، قال مستشار مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى سوريا اليوم الخميس إن 30 ألف شخص يتلقون المساعدات بعد أن فروا من منطقة شرق حلب المحاصرة في الأيام القليلة الماضية ليصل إجمالي النازحين في المدينة إلى 400 ألف.
وقال يان إيغلاند إن الأمم المتحدة لديها غذاء يكفي لـ 150 ألف شخص جاهز في غرب حلب لكن لا
يمكنها حتى الآن الوصول إلى نحو 200 ألف شخص ما زالوا في المنطقة التي نفدت بها مخزون الغذاء وتجرى بها العمليات الجراحية في أقبية المباني بدون مخدر.
من جانبه، قال دي ميستورا إن سوريا وروسيا رفضتا طلبا من الأمم المتحدة لوقف مؤقت للقتال لإجلاء نحو 400 مريض ومصاب في حاجة للعلاج لكن موسكو تريد مناقشة فكرة إقامة ممرات إنسانية.
وقال المسؤولان، اللذان تحدثا من تركيا، إن التحالف الجديد سيسمى "جيش حلب" ويرأسه قائد جماعة الجبهة الشامية وهي واحدة من الجماعات الرئيسية التي تحارب في شمال سوريا تحت لواء الجيش السوري الحر. وأكد مسؤول في جماعة معارضة ثانية أن أبو عبد الرحمن نور من الجبهة الشامية اختير لقيادة التحالف. وفي مقابلة مع رويترز الأسبوع الماضي دعا نور إلى مزيد من المساندة من الدول الأجنبية الداعمة للمعارضة. وقال مسؤول بالجبهة الشامية لرويترز إن التحالف الجديد سيساعد في مركزية عملية اتخاذ القرار. وتلقت الجبهة الشامية دعما من تركيا ودول أخرى تريد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
ش.ع/ (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)