حشود عسكرية روسية قرب أوكرانيا وسط قلق غربي
٢٣ ديسمبر ٢٠٢١نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها الخميس (23 ديسمبر/ كانون ألأول 2023) إن مئات من أفراد قوات المظليين الروسية سيجرون تدريبات قرب حدود أوكرانيا خلال أيام، وذلك وسط تصاعدالمواجهة بين موسكو والغرب بسبب تطلعات كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وسوف يشارك نحو 1200 جندي وأكثر من 250 مركبة وطائرة حربية في التدريبات التي ستكون مقسمة بين منطقة تدريب بالقرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014 ، وإقليم كراسنودار القريب. ونقلت إنترفاكس عن الوزارة القول إن القوات ستحاكي عملية استيلاء على منطقة في إطار هجوم واسع.
في المقابل، ناشد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغلال العطلات القادمة لفترة عيد الميلاد (الكريسماس) في سحب قواته من الحدود الأوكرانية. وقال ينس ستولتنبرغ. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن روسيا تمتلك إمكانية ضمان عيد ميلاد (كريسماس) سلمي ومريح للجميع، مؤكدا أنه يتعين عليها "الحد من أوجه التوتر وسحب قواتها". وبحسب تصريحات الأمين العام لحلف الأطلسي، يتعلق الأمر حاليا بعشرات الآلاف من الجنود ، الذين حشدتهم روسيا بالقرب من أوكرانيا، وأضاف ستولتنبرغ "إنه حشد عسكري ضخم، وليس هناك أية إشارات على أن هذا الزحف سيتوقف أو يتباطأ".
ولم يحسم ستولتنبرغ موقفه حول ما إذا ما كان يشتبه في أن تحركات القوات كانت في الأساس محاولة من جانب روسيا لانتزاع تنازلات من الناتو في القضايا الأمنية، وقال "هناك حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بالمقاصد الروسية"، وأشار الأمين العام للناتو إلى أن روسيا استخدمت بالفعل العنف ضد أوكرانيا سابقا في إطار ضم شبه جزيرة القرم. وأعرب ستولتنبرغ عن استعداده لإجراء حوار بالنظر إلى المطالب الروسية بضمانات أمنية إضافية من الناتو، ولكنه رفض أي أفكار عن احتمالية إعلان الناتو مثلا التخلي عن قبول أوكرانيا في عضويته.
في سياق متصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها اليوم الخميس إن روسيا أرسلت للولايات المتحدة مواعيد مقترحة لإجراء محادثات حول الضمانات الأمنية التي تطلبها موسكو. لكن الوزارة لم تحدد جدولا زمنيا لذلك. ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إن موسكو لن تقبل أي شروط مسبقة لإجراء المحادثات. وتريد روسيا ضمانات ملزمة قانونيا من واشنطن ومن حلف شمال الأطلسي بعدم قبول أوكرانيا عضوا في الحلف أو نشر قوات أو أسلحة هناك.
وتصر أوكرانيا على أن من حقها الانضمام للحلف وتقول إن موسكو ربما تكون تخطط لغزو أراضيها مع استمرار حشد القوات الروسية قرب الحدود.
وسبق لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوكعن عبّرت عن "قلق كبير" بعدما وعد فلاديمير بوتين بردٍّ "عسكري وتقني" من روسيا إذا لم ينهِ خصومه الغربيون سياساتهم التي اعتبرها "تهديداً". وقالت "قلقي كبير" لأن كلمات الرئيس الروسي جاءت قبل "تحركات قوات" على الحدود مع أوكرانيا، معتبرة أن هذه "الأزمة الخطيرة" مع موسكو لا يمكن حلّها إلا من خلال الحوار.
ح.ز/ و.ب (رويترز، د.ب.أ، أ.ف.ب)