وفاته أثارت الجدل.. هكذا تفاعل الجزائريون مع وفاة قايد صالح
٢٣ ديسمبر ٢٠١٩تباينت تعليقات الجزائريين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مواقف الفريق قايد صالح الذي توفي بشكل مفاجئ إثر سكتتة قلبية، حيث اعتبره البعض رجل المرحلة الانتقالية التي أدارها بنجاح حتى الانتخابات الرئاسية، فيما رأى آخرون أنه "حارس النظام" ولم ينحز للحراك الجزائري.
فقد كتب كريم بوسالم، إعلامي جزائري ومقدم برامج في التلفزيون الجزائري سابقا، عبر حسابه بموقع "تويتر" عن صالح: "سيذكر التاريخ أنك كنت للبلاد وفيا، وأنك صُنت الأمانة وحفظت العهد والوعد (...) اللهم إحفظ الجزائر وشعبها".
وقالت الكاتبة أحلام مستغانمي في تغريدة لها على "تويتر"، "يرحل الرجال ويبقى الوطن. رحم الله أحمد قايد صالح، سيذكر التاريخ أنّه حكم الجزائر في أصعب مراحلها، من دون أن يريق قطرة دم، صمت صوته الذي كان يخطب في الشعب كلّ أسبوع، منذ الآن الكلمة للتاريخ".
وعلى ذات المنوال قال أحمد سكندر، مغرد جزائري: "ختم حياته في خدمة الوطن أقسم أن لا تراق قطرة دم. الرجل وقف على رجليه لآخر دقيقة إلى أن وضع الجزائر على السكة الصحيحة، وانطلق القطار. انتهت مهمته وانتقل الى جوار ربه.. ستدركون الآن أن القايد صالح كان واجهة، والمشروع أكبر منه ومنكم المشروع سيستمر والجزائر بخير".
وكتب أيضا حفيظ دراجي، المعلق الرياضي والناشط الجزائري، "وفاة قائد الأركان الفريق قائد صالح صبيحة اليوم.. كل نفس ذائقة الموت، سبحان الحي الذي لا يموت.. اللهم ألطف بالجزائر وأهلها يارب".
وفي تغريدة أخرى أضاف دراجي: "الشعب الجزائري الوفي لمبادئه وقيمه سيعرف كيف يجتاز محنة أخرى بفضل وعيه وصبره وتمسكه بوحدته. رحيل قائد الأركان في هذا الظرف يقتضي مزيدا من التماسك والتلاحم بين أبناء الشعب والجيش حول وطن واحد. ثقتنا كبيرة في شعبنا حتى يرفع التحدي، ويسمو بقيمه إلى مستوى عظمة الجزائر".
وشارك أنيس البسكري تغريدة دراجي ورد عليها بمطالبة السلطات منع سفر أقرباء وأولاد قايد صالح لحين انتهاء كل التحقيقات، وقال: "هؤلاء هم الجزائريون يختلفون ويتوحدون في المصائب.. رغم عدائنا له إلا إننا تقف بروح خاشعة نترحم عليه وندعو له بالمغفرة.. نرجو من السلطات أن تمنع سفر أقربائه وأولاده إلى حين انتهاء كل التحقيقات".
وكتبت آمال عراب، وهي إعلامية جزائرية بقناة التلفزيون العربي، "بعد أن صنع الحدث في كل ما سبق قائد الأركان في ذمة الله.. رغم كل شيء هذا الرجل لم يأمر بقتل جزائري واحد في المظاهرات و لم يسمح بإراقة الدم في فترة عصيبة. أما الباقي فله رب يحاسب وهناك تاريخ أتمنى أن يكتب بأمانة".
وعلقت نور لعبيد، وهي تعرف نفسها كمواطنة جزائرية: "القايد صالح عند الله يجتمع الخصوم... هؤلاء لا يتركون السلطة إلا بالموت ولو بيدهم يأخذون الجزائر معهم إلى القبر.. الحراك مستمر".
وكتب أميد، أيضا: "كل نفس ذائقة للموت.. الحراك متواصل حتى تسليم السلطة للشعب أي شيء آخر غير كافي. الحراك مستمر".
بينما علق قادة بن عمار ويعرف نفسه كمواطن جزائري وصحفي: "سيختلف الناس حول قرارات الفريق قايد صالح أو يتفقون معه.. ذلك أمر طبيعي.. لكن الأكيد أن الرجل قرر عكس ما رأته العصابة في لحظة عصيبة عاشها الوطن وساهم مع الحراك في إبقاء الأمور سلمية لأبعد الحدود..!! رحم الله الفريق قايد صالح..وحفظ الله الجزائر من كل سوء!".
وشغل قايد صالح منصب رئيس أركان الجيش لمدة 15 سنة، وهي مدة قياسية، ومنذ نيسان/ أبريل، أصبح يظهر بوصفه الرجل القوي في الجزائر، الحازم في مواجهة الحركة الاحتجاجية، إلى درجة يبدو كحارس لـ"النظام" الحاكم منذ الاستقلال. وتعصف احتجاجات شعبية بالجزائر منذ فبراير/ شباط للمطالبة بتغيير النخبة الحاكمة بأسرها وابتعاد الجيش عن السياسة.
محمد مجدي