جيجي بوفون والفرصة الأخيرة
٢ يونيو ٢٠١٧من ينظر إلى قائمة الألقاب الطويلة التي سطر بها جان لويجي بوفون الملقب اختصارا بجيجي، أو بـ"جيجي المقدس" كما يحلو للإيطاليين وصفه، سجلَّه الأسطوري في عالم كرة القدم، يتساءل عن السبب الذي يمنع هذا اللاعب الذي اقترب من عقده الرابع من اعتزال كرة القدم، والتمتع بأشعة شمس مسقط رأسه كارارا الواقعة بإقليم توسكانا الساحر.
غير أن بوفون لا يفكر في هكذا خيار إطلاقا، بل وكما ذكر لصحيفة كيكر الألمانية يخطط حتى للمشاركة في بطولة العالم 2018 التي ستقام بروسيا، أما الاعتزال فغير وارد على الأقل في الوقت الحالي. إلى ذلك الحين يجب إدراك المتبقي من قائمة الأحلام: "إنني أحبه، وأحيّيه من بعيد، لأنه هو الدافع الذي يحركني يوميا نحو الأفضل". الحديث هنا لبوفون والمقصود كأس أبطال أوروبا الذي لم يفز به يوما، وهو الحارس الذي ينظر إليه على أنه أفضل حارس عبر العصور بشهادة المدربين والنقاد، وعلى رأسهم زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد. "لو كنت فزت بجميع الألقاب، لسيطر عليّ الملل ولكنت قد سئمت من مهنتي"، يقول جيجي لكيكر.
يوم غد السبت (الثالث من يونيو 2017)، ستتاح لبوفون فرصة ثالثة ربما تكون الأخيرة لتحقيق هذا الحلم الدفين في مباراة تجمع اليوفي بريال مدريد المدافع عن اللقب. محاولته الأولى تعود إلى 14 عام مضت، حين خسر يوفينتوس أمام ميلان في ضربات الترجيح. وفي عام 2015 واجه جيجي انتكاسة ثانية على ملعب برلين أمام برشلونة الكاسح آنذاك.
"الحياة جميلة. قبل عامين اعتقدت أنها كانت فرصتي الأخيرة للحصول على لقب بطولة دوري أبطال أوروبا"، يعلق بوفون على نهائي برلين. غير أن ما حصل كان ألذ بكثير مما كان يتوقعه، فشباكه ظلت نظيفة ولم يدخلها أي هدف من برشلونة في الدور ربع النهائي.
ولكي يظهر بوفون مدى أهمية نهائي السبت بالنسبة له كإنسان، بدأ يتباهي علنا بشعوره بالخوف، لأن هذا الشعور "ضروري عندما تخوض مثل هذه المنافسات"، يقول لقناة بريميم سبورت الإيطالية متابعا: "يجب أن يجد المرء القيمة التي تساعده على تجاوز هذا الخوف وبهذه الطريقة يحقق النجاح، ولذلك أشعر بأنني أقوى من هؤلاء الذين لا يشعرون بالخوف أو يقولون إنهم لا يشعرون به".
وكان زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد، من بين أهم المعلقين على أهمية هذا اللقاء بالنسبة لمنافسه بوفون، واصفا إياه بأنه ظاهرة فريدة "فهو ولِد قائدا". ومفهوم القيادة بالنسبة لزيدان يعني أنها أرضية ارتكاز وسند لباقي الزملاء، وهذا "يظهر إنسانيته، إلى جانب إمكانياته الرهيبة كحارس مرمى وقائد للفريق".
و.ب