جهاز يعيد الأمل إلى المكفوفين
١٨ يونيو ٢٠٠٦صممت شاعرة كفيفة تعمل في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا جهازاً للرؤية، يتيح للأشخاص ذوي الرؤية المحدودة مشاهدة وجوه أصدقائهم بالإضافة إلي قراءة اللوحات أو دراسة تصميمات المباني التي ينوون زيارتها. ويتم توصيل الجهاز بجهاز كمبيوتر شخصي ويستخدم الصمامات الثنائية التي تصدر الضوء لتجسيد الصور المختارة أمام عيني الشخص، مما يتيح للمستخدمين المصابين بضعف البصر رؤية الكلمات والصور. مصممة الجهاز اليزابيث جولدرينج نشرت من قبل ثلاثة مجلدات شعرية، ولأنها عانت هي أيضاً من ضعف البصر، فقد استطاعت تصميم جهاز عملي يمكن أن يساعد ضعيفي البصر، وهي تقول عن ميزاته: "مزايا هذا النوع من الرؤية هو عدم وجود مواد غريبة في محيط الرؤية أثناء السير في الطريق، وبالتالي يتم تجسيد الصور بشكل صحيح على شبكة العين". ويوضع الجهاز الذي أطلقت عليه جولدرينج اسم "جهاز الرؤية" في صندوق يبلغ طوله نحو 30 سنتيمترا وعرضه 15 سنتيمترا وارتفاعه 15 سنتيمترا، ويقدر معهد ماساشوستس للتكنولوجيا تكلفة تصنيع الجهاز بنحو أربعة آلاف دولار.
صورة على الشبكية عن طريق الكمبيوتر
لا يمكن ارتداء جهاز الرؤية كما أنه لايسمح للشخص بشق طريقه بسهولة وسط الأماكن المزدحمة والمساحات غير المألوفة، إلا أنه يساعد المستخدم على التعرف على الصور الملونة ومن بينها الكلمات المطبوعة وصور الأشخاص أو تصميمات الغرف. ويمكن أن يستفيد من هذا الاختراع الأشخاص الذي يعانون من العمى الجزئي، أي هؤلاء الذي يملكون خلايا حية بشبكية العين في حين لن يتمكن المصابين بالعمى التام من استخدام هذا الجهاز. وقد تم اختباره على 10 أشخاص يتمتعون بقدرة محدودة على الرؤية وغالبيتهم مصابون بالعمى الجزئي بما يعني أنهم لا يستطيعون رؤية أي شىء أصغر من حرف "اي" الكبير علي لوح قياس النظر، وتمكن معظمهم من رؤية الصور والتعرف على الكلمات البسيطة. ووفقاً للبيانات الصادرة عن المؤسسة الأمريكية للمكفوفين، يوجد حوالي 1.3 مليون أمريكي مصابون بالعمى الجزئي. أكثر ما يميز هذا الجهاز هو كونه يعرض الصورة بشكل مباشر على شبكية العين، وهو الأمر الذي افتقدته كل التقنيات السابقة، التي كانت تعمل بمثابة دوائر تلفزيونية مغلقة، تلتقط الصورة بواسطة كاميرا وتعرضها على شاشة فيديو أو نظارات فيديو كما ذكر دارين بورتون مساعد البرنامج الوطني للتكنولوجيا التابع للمؤسسة الأمريكية للمكفوفين في هنتنجتون بولاية وست فرجينيا. وقال بورتون الذي يعاني من عمى تام ان الصور التي يوفرها نظام الاستكشاف ستكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من ضعف الرؤية. وأضاف: "إذا كنت أعرف المجال الذي أسير فيه سأكون أكثر استقلالا حينذاك ويمكنني أن أخبر الكلب الذي يدلني إلي أين سأذهب. إذا لم أكن أعرف أين سأذهب فهو لن يكون مجدي"
الواقع الافتراضي وتطبيقه الطبي
تعد أهم التطبيقات العملية لهذا الجهاز بالنسبة لشخص ضعيف البصر، هي دراسة صور ثلاثية الأبعاد يولدها الكمبيوتر لغرفة أو مكان ما من أجل التعرف عليه قبل الدخول إليه. ولاستخدام الجهاز ينظر الشخص من خلال عدسة ويفحص الصورة باستخدام ذراع التحكم، الذي يعمل بنفس تقنية ذراع التحكم في ألعاب الفيديو. وقالت جولدرينج وهي زميلة في مركز الدراسات البصرية المتقدمة بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا إنها اختبرت الفكرة التي تعتمد على الرؤية في الحيز المكاني بنفسها، حيث قامت بعرض شريط فيديو لأحد مباني المعهد لم تكن زارته من قبل وقامت بعدها بجولة في المبنى، فأحست بفعالية هذا الاختراع. فكرة الجهاز مستوحاة من جهاز طبي يدعى أوبتالموسكوب أو المنظار العيني، وهو جهاز يعتمد على المسح بالليزر لفحص العينين ويتكلف أكثر من 100 ألف دولار. الطبيب استخدم هذا الجهاز لفحص عين جولدرينج عندما فقدت بصرها كأثر جانبي لإصابتها بمرض السكر. وبفضل منحة مقدمة من إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، أمضت جولدرينج وفريق من الباحثين بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا وعدد من الطلبة عشر سنوات للبحث في سبل خفض التكاليف باستخدام الصمامات الثنائية التي تبعث الضوء بدلا من الليزر لجعل ثمن الجهاز معقول ويمكن تحمله، ومع وجود نموذج يعمل حالياً، تعد العقبة التالية في طريق جولدرينج هي طرح نسخة تجارية.