Hammer-Forum- Herz für erkrankte kinder im Jemen
٢٩ أبريل ٢٠٠٨فيما كانت دفعة جديدة مكونة من 10 عشر أطفال ما بين الثالثة والتاسعة من العمر يحلقون في سماء فرانكفورت استعداد للهبوط في مطار فرانكفورت حاملين معهم أوجاعهم وعيونهم البريئة تتطلع إلى أن تشكل هذه الرحلة نهاية لمآسيهم ومآسي أهاليهم، كان فريق طبي من "ملائكة الرحمة" من منظمة "مالتيسر" للإسعافات الطبية الألمانية ينتظر في ارض المطار، مجهزا بوحدة إسعاف متكاملة لتقديم الرعاية الأولية ونقل الضيوف الصغار إلى المستشفيات المختصة في عدة مدن ألمانية حددت مسبقا لاستقبالهم وإجراء العمليات الضرورية لهم مجانا.
فريق منظمة "مالتيسر" تم تكليفه بهذه المهمة من قبل جمعية هامر فوروم الخيرية التي قامت بترتيب عملية نقل هؤلاء الأطفال إلى ألمانيا للعلاج وذلك في إطار التعاون بين المنظمين.
وهناك دفعة سابقة من مكونة من 14 طفلا بين سني الثانية والرابعة عشرة قد وصلت بداية هذا العام لغرض العلاج على نفقة جمعية هامر فروم الألمانية. ويعاني معظم هؤلاء الأطفال ـ وفقا لتقارير الأطباء الألمان الذين فحصوا حالتهم ـ من مرض تسوس العظام أو وجود تشوهات في القلب أو في العمود الفقري إضافة إلى حالات الإعاقة القابلة للعلاج.
إرسال فرق طبية دوريا إلى اليمن للمعالجة المجانية
و قبيل ذلك بوقت قصير كانت الجمعية قد أرسلت إلى اليمن فريقا طبيا من 16 عضوا، حيث قام الفريق الألماني بإجراء عمليات لحوالي 130 طفلا في مستشفى الثورة في مدينة تعز اليمنية، وأجرى فحوصات طبية لأكثر من 1400 حالة، بينما رأوا ضرورة نقل هؤلاء الأطفال إلى ألمانيا للعلاج. يذكر أن جمعية هامر فوروم تقوم دوريا بإرسال فرق طبية إلى اليمن تتولى إجراء عمليات جراحية وفحوصات للأطفال المرضى في المستشفيات اليمنية، بينما يتم نقل من الحالات الصعبة إلى ألمانيا لإجراء العمليات التي يصعب القيام بها في اليمن لعدم توفر الإمكانيات. علاوة على ذلك تساعد الجمعية في دعم وتأهيل المراكز الطبية في اليمن لتكون قادرة على القيام بمهامها.
ومنذ بداية نشأتها قامت منظمة "هامر فوروم" بنقل أكثر من 1300 طفل من اليمن والعراق وكذلك من اريتريا و البوسنة وأفغانستان إلى ألمانيا والتكفل بمعالجتهم، ناهيك عن الخدمات الطبية والعلاجية التي قدمتها الجمعية في تلك البلدان. وفي اليمن وحدها، حيث تنشط الجمعية منذ عام 1997، قام الأطباء الألمان بفحص ومعالجة حوالي 3500 حالة، وإجراء عمليات جراحية في ألمانيا وفي اليمن لأكثر من 600 من الحالات الصعبة التي استدعت تدخلا جراحيا، وفقا لبيانات الجمعية.
البداية ـ ملجأ العامرية في بغداد
تجدر الإشارة هنا أن جمعية "هامر فوروم" الإنسانية تأسست عام 1991 من قبل مجموعة من الأطباء والمواطنين في مدينة هامر في ولاية شمال الرين ـ وستفاليا، حيث تتخذ الجمعية مقرها. وحددت الجمعية لها هدفا واضحا هو مساعدة الأطفال طبياً وإنسانياً في مناطق الحروب والأزمات كمبدأ ثابت بغض النظر عن الجنس واللون والدين.
وانبثقت فكرة إنشاء الجمعية اثناء حرب الخليج الثانية، وتحديدا عقب قصف ملجأ العامرية في بغداد، حيث حركت الصور المأساوية التي تناقلتها آنذاك وسائل الإعلام المشاعر الإنسانية لدى مجموعة صغيرة من الأطباء الألمان الذين شكلوا في بداية الأمر النواة الأولى للجمعية، حيث توجهت على الفور أول بعثة طبية إلى بغداد بغرض المساعدة الإنسانية هناك.
وبمساعدة فاعلي الخير توسعت الجمعية، التي تمول أنشطتها الإنسانية من قبل التبرعات، وانضم إليها الكثير من الأطباء، كما عقدت اتفاقات تعاون مع كثير من المستشفيات الألمانية التي تقدم المساعدات الطبية والعلاجية مجانا للجمعية. وانضم إلى الجمعية أيضا أطباء من الدول التي تنشط فيها، حيث يتم التعاون والتنسيق معهم على المستوى المحلي.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه ومنذ حوالي 13 سنة ومنظمة "مالتيسر" تقوم بدعم منظمة "هامر فوروم"، حيث تتولى الأخيرة عملية ترتيب وتمويل نقل الأطفال إلى ألمانيا، بينما تتكفل منظمة "مالتيسر" الخيرية باستقبالهم ونقلهم إلى المستشفيات ومتابعة معالجتهم وتقديم الرعاية الطبية لهم.