جدل في النرويج بسبب علاقة الأميرة مارتا لويز بمعالج روحاني
١٧ أكتوبر ٢٠٢٢بمباركة من الملك هارالد، عقدت الأميرة مارتا لويز البالغة 51 عاماً، وهي الابنة الكبرى للزوجين الملكيين النرويجيين، خطوبتها على دوريك فيريت في حزيران/يونيو الفائت. غير أن الرأي العام النرويجي لا يبدو متقبلاً لهذه العلاقة، بسبب تصريحات فيريت الذي يصف نفسه بأنه "شامان من الجيل السادس"، ومن بين أتباعه مشاهير من أمثال غوينث بالترو وأنطونيو بانديراس.
ويلمح الأمريكي الأسود في كتابه "سبيريت هاكينغ" ("خطف الروح") إلى أن الإصابة بالسرطان خيار شخصي، كما يعرض تمارين من أجل إزالة "البصمة" المهبلية للنساء اللواتي مارسن الجنس مع عدة رجال، كما أنه يبيع بسعر 222 دولاراً ميدالية تحمل اسم "سبيريت أوبتيمايزر" ("معزز الروح") يقول إنها ساعدته على تخطي الإصابة بكوفيد.
ادعاءات كثيرة تثير انزعاجاً في المجتمع النرويجي البعيد عموماً عن المعتقدات أو الخرافات. ووصف الكاتب والمعلق الساخر داغفين نوردبو، الأمريكي دوريك فيريت بأنه "منتحل صفة ونصّاب ومحتال".
"ضحية للعنصرية"؟
رغم إعلان تفهمه الطابع الجدلي لمواقفه، لكنّ الشامان الأمريكي يعتبر أنه قبل أي شيء ضحية للعنصرية، بما يشبه الأجواء التي رافقت دخول الممثلة الأمريكية الخلاسية ميغن ماركل إلى العائلة الملكية البريطانية.
وكتب دوريك فيريت في مداخلة عبر إنستغرام في التاسع من حزيران/يونيو "يعبّر أشخاص بيض لنا عن كل هذه الكراهية وتهديدات القتل (...) لأنهم لا يريدون رجلاً أسود في العائلة الملكية".
إلى جانبه، أبدت مارتا لويز "صدمة حقيقية" لرؤيتها "بأمّ العين الطريقة (...) التي يُعامل بها ذوو البشرة الملونة".
وكان رئيس بلدية أوسلو السابق، المحافظ فابيان ستانغ، من بين قلة من الشخصيات الذين أعلنوا صراحة تأييدهم للثنائي. وكتب عبر فيسبوك "كثيرون يعتبرون مثلي أن بيع ميداليات لتوفير الصحة أمر يتخطى الحدود (...) لكن من الغريب أن كثيرين من بين من يكرهون دوريك لم يعترضوا البتة على رجل سنوسا"، وهو معالج تقليدي شهير توفي سنة 2021. وتساءل قائلا "أليس حريّاً بنا في عام 2022 بأن نرحّب بدوريك بحفاوة وندعوه إلى جدل معمق بشأن الحدود بين العلم والاحتيال؟"
لكن في العمق، لم تلق هذه الدعوات أي صدى. فقد قررت جمعيات عدة للأخصائيين الصحيين الاستغناء عن رعاية الأميرة بسبب الميل العلني لخطيبها إلى أساليب الطب البديل.
وفيما من غير المعتاد في النرويج الدعوة إلى فك الخطوبة، أظهرت استطلاعات للرأي أجريت أخيراً أن أكثرية النرويجيين يرغبون في تخلي مارتا لويز عن لقب أميرة.
وتحتل الأميرة الخمسينية المرتبة الرابعة في ترتيب خلافة العرش إذ أن قانون أولوية الخلافة بصرف النظر عن الجنس لم يكن سارياً عند ولادتها. وهي استغنت سنة 2002 عن لقب "صاحبة السمو الملكي" وتعهدت سنة 2019 التوقف عن استخدام صفة الأميرة لغايات تجارية.
"صدام ثقافي"
وليست مارتا لويز غريبة عن الجدليات، فهذه الخبيرة في العلاجات البديلة تدعي القدرة على التواصل مع الملائكة، وهو أمر حاولت مشاركته وتحقيق إيرادات منه من خلال حصص تعليم وكتب. وزوجها الأول آري بين كان كاتباً بعيداً عن النمطية وأثارت علاقتها به أيضاً آراء متباينة في أوساط العائلة الملكية. وقد أنجبت منه ثلاث بنات، قبل أن ينتحر سنة 2019 بعد ثلاث سنوات من طلاقهما.
ويقول المؤرخ تروند نورين إيساكن لوكالة فرانس برس إن "العائلة الملكية يجب أن تكون جامعة وبالتالي بعيدة عن الجدليات. المشكلة تكمن في أن مارتا لويز ودوريك فيريت يمثلان عكس ذلك تماماً، إذ إنهما جدليان ويثيران انقسامات، مع شبهة احتيال". ويضيف "أكثرية النرويجيين يأسفون لإمكان تحقيق الأموال من خلال ما يعتبرونه هراءً يحظى بدعم الأميرة".
وبحسب صحافة المشاهير، فإن الملك هارالد ومارتا لويز وشقيقها ولي العهد هاكون، عقدوا "اجتماعات أزمة" للتفكير في إمكان حفاظ الأميرة على لقبها.
وحتى الساعة، لم يدل العاهل النرويجي بتعليقات كثيرة عن صهره المستقبلي، مكتفياً بالحديث عن "صدام ثقافي".
لكن نورين إيساكن يؤكد ضرورة "فعل شيء في هذا الموضوع". ويقول "الثنائي الملكي يجب أن يوفق بين موجبين، أولهما الأهل الذين يريدون رؤية أبنائهم يعيشون بسعادة، والثاني المهمة التي كرسوا أنفسهم لها وهي حماية التاج لكي يستمر في التألق لألف سنة مقبلة".
ر.ض/خ.س (أ ف ب)