تونس: النهضة تبدأ السير نحو حزب مدني في مؤتمرها
٢٠ مايو ٢٠١٦بدأ الجمعة ( 20 أيار/ مايو 2016) في رادس جنوب العاصمة تونس المؤتمر العاشر لحركة النهضة الإسلامية الذي ينتظر أن تعلن خلاله "الفصل" بين الديني والسياسي والتحول الى "حزب مدني".
وحضر آلاف من أنصار الحركة افتتاح المؤتمر الذي ينتظر أن يعيد انتخاب راشد الغنوشي (74 عاما) رئيسا للنهضة، لولاية أخيرة. وكان الغنوشي مؤسس النهضة، انتخب رئيسا للحركة في مؤتمرها الأخير سنة 2012.
وحضر افتتاح المؤتمر الرئيس التونسي الباجي قائد السيسي مؤسس حزب "نداء تونس"، شريك حركة النهضة في ائتلاف حكومي رباعي تشكل بعد الانتخابات التشريعية لسنة 2014 التي فاز بها النداء وحلت فيها النهضة الثانية.
وقال قائد السبسي في خطاب في افتتاح المؤتمر "نأمل ان تتوصلوا من خلال أشغالكم الى التأكيد على أن النهضة اصبحت حزبا مدنيا تونسيا قلبا وقالبا، ولاؤه لتونس وحدها (...) هذا ما نصبو الى ان تقيموا عليه البرهان من خلال ما سيتمخض عن مؤتمركم هذا من لوائح".
وقال "كما آمل ان تؤكد اشغال مؤتمركم ايضا على خصوصية حركة النهضة المستمدة من طبيعة المجتمع الذي نشأت فيه، مما يفرض اعتبار السياق الاجتماعي والسياسي التونسي وحده لا غيره عند تقرير سياستها".
وتابع "أتطلع أن يكون المشروع السياسي للنهضة بعد إقرار المراجعات التي أعلنتم عنها في إطار مؤتمركم هذا، منسجما كل الانسجام مع السياق الوطني العام ومستجيبا لانتظارات الشعب التونسي." وسيواصل نحو 1200 من المؤتمرين أعمالهم السبت والأحد في الحمامات (60 كلم جنوب العاصمة).
وكانت النهضة فازت بأول انتخابات في تونس بعد الاطاحة مطلع 2011 بنظام الديكتاتور زين العابدين بن علي الذي حكم تونس 23 عاما قمع خلالها الإسلاميين. وقادت الحركة من نهاية 2011 حتى مطلع 2014 حكومة "الترويكا" وهي تحالف ثلاثي ضم مع النهضة حزبين علمانيين هما "التكتل" و"المؤتمر من اجل الجمهورية".
واضطرت "الترويكا" الى ترك السلطة لحكومة غير حزبية بهدف إخراج البلاد من أزمة سياسية حادة اندلعت اثر اغتيال اثنين من أبرز معارضي الإسلاميين، ومقتل عناصر من قوات الأمن والجيش في هجمات لجماعات جهادية.
وفي 2014 خسرت النهضة في الانتخابات التشريعية التي فاز بها حزب "نداء تونس" الذي أسسه الباجي قائد السبسي في 2012 بهدف الوقوف بوجه الإسلاميين وتأمين "توازن سياسي" مع حركة النهضة.
م.م/ ح.ع.ح (أ ف ب)