تونس: استقالة وزير التربية والجيش يشن هجوماً في جبل الشعانبي
٣١ يوليو ٢٠١٣في ضوء الأزمة السياسة، التي تشهدها البلاد إثر اغتيال النائب المعارض بالبرلمان محمد البراهمي، أكد متحدث باسم رئاسة الحكومة التونسية اليوم الأربعاء (31 تموز/ يوليو 2013) استقالة سالم لبيض وزير التربية، وهي الأولى ضمن الائتلاف الحكومي الحالي، الذي يواجه ضغوطاً من المعارضة إثر أحداث إرهابية دموية.
وقال المتحدث باسم رئاسة الحكومة عبد السلام الزبيدي إن وزير التربية سالم الأبيض، وهو سياسي مستقل ومحسوب على التيار اليساري القومي، استقال رسمياً من منصبه. ولم يتم الإعلان بعد عن أي مرشح لتولي المنصب الشاغر. وتأتي الاستقالة بعد أن ألمح أيضاً وزير الداخلية المستقل لطفي بن جدو أمس عن رغبته بدوره في الاستقالة.
وصرح وزير الثقافة المستقل المهدي مبروك كذلك عن نيته مغادرة الحكومة الحالية في تصريحات لإذاعة محلية، ودعا إلى تقديم استقالة جماعية لأعضاء الحكومة. وتواجه الحكومة المؤقتة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية دعوات في الشوارع وداخل الأحزاب بحلها وحل المجلس الوطني التأسيسي في أعقاب اغتيال السياسي المعارض البراهمي في 25 تموز/ يوليو الجاري.
ودخل عشرات من نواب المجلس التأسيسي والآلاف من المحتجين في اعتصام مفتوح أمام مقر المجلس بساحة باردو بالعاصمة منذ يوم السبت للمطالبة بحل الحكومة والمجلس التأسيسي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني. وقالت منسقة لاعتصام الرحيل اليوم إنه سيجري إصدار خارطة طريق للمرحلة المقبلة. وقالت المنسقة دليلة مبارك مصدق لراديو "شمس اف ام" انه سيتم الليلة الإعلان عن خارطة طريق تضم تفاصيل وتواريخ المرحلة القادمة بحضور عدد من الأمناء العامين لأحزاب معارضة. وأوضحت أن حل الحكومة دون حل التأسيسي هو محاولة للتمويه وكسب الوقت وإعادة حركة النهضة إلى مربع السيطرة على الحكم. وعبرت حركة النهضة الإسلامية وحلفاؤها أمس في بيان مشترك عن استعدادها لتشكيل حكومة وحدة وطنية لكن لم توضح الحركة ما إذا كانت ستقبل بحكومة كفاءات بدل حكومة ائتلاف وطني سياسي.
عملية عسكرية في جبل الشعايبي
من جانب آخر قصف الجيش التونسي الأربعاء بقذائف الهاون أماكن في جبل الشعانبي بولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر، يشتبه بأن "إرهابيين" قتلوا ثمانية عسكريين تونسيين يتحصنون فيها، على ما أفاد مراسل فرانس برس نقلاً عن مصادر أمنية. وسُمع دوي انفجارات وإطلاق نار في الجيل، بينما اندلعت نيران وسط الأشجار أثناء عمليات عسكرية لملاحقة مسلحين.
وذكر شهود عيان من القرى المحيطة بجبل الشعانبي لوكالة الأنباء الألمانية أن دوي انفجارات سمع اليوم بجبل الشعانبي الذي شهد تعزيزات عسكرية مكثفة لـ "محاصرة عناصر إرهابية متحصنة بالفرار بين الأحراش على الحدود قرب الجزائر". وتأتي العملية بعد أن داهم مسلحون دورية عسكرية السبت الماضي قبيل الإفطار في جبل الشعانبي في كمين وقتلوا ثمانية جنود ونكلوا بجثثهم، وهي أثقل حصيلة في صفوف الجيش منذ عقود.
يُذكر أن الجيش التونسي قام في وقت سابق في 29 نيسان/ أبريل الماضي بعملية تمشيط واسعة بجبل الشعانبي الممتد على مساحة 100 كلم مربع إثر انفجار عدد من الألغام، أُصيب خلالها 20 عسكرياً وأمنياً وتوفي ثلاث جنود.
من جانبها دعت وزارة الدفاع التونسية الأربعاء التونسيين إلى "اليقظة" إثر مقتل العسكريين الثمانية، وقالت الوزارة في بيان إن "أمن تونس مسؤولية مشتركة يتقاسمها الجميع كل من موقعه وهو ما يدعونا إلى ملازمة اليقظة والابتعاد عن حملات التشكيك والمزايدات والعمل على استثمار معاني الوطنية الصادقة ووضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار لإنجاح الانتقال الديمقراطي ودعم مناعة تونس وعزتها وإعلاء شانها بين الأمم".
ع.إ/ أ.ح (د ب أ، آ ف ب، رويترز)