استمرار قصف الغوطة واجتماع مرتقب لمجلس الأمن الخميس
٢١ فبراير ٢٠١٨فيما قال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا اليوم الأربعاء (21 فبراير/شباط) إنهم "ينتظرون دورهم في طابور الموت" في واحدة من أعنف عمليات القصف التي تشهدها المنطقة، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان (معارض)، أن قوات الحكومة السورية جددت الأربعاء غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ على مدن وبلدات عدة في الغوطة الشرقية، ما تسبب بمقتل 38 مدنياً بينهم أربعة أطفال وإصابة أكثر من 250 آخرين بجروح.
وندد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين بما قال إنها "حملة إبادة وحشية" ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية في سوريا. وقال الأمير زيد في بيان "القانون الإنساني الدولي صيغ بإحكام لوقف مثل هذه الأوضاع التي يذبح فيها المدنيون بشكل جماعي من أجل تنفيذ أهداف سياسية وعسكرية". وكشف المفوض الأممي عن أن الأمم المتحدة وثقت مقتل 346 مدنيا وإصابة 878 في الغوطة الشرقية منذ 4 شباط/فبراير معظمهم في ضربات جوية على مناطق سكنية.
في هذه الأثناء دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية، التي تحولت إلى "جحيم على الأرض" بالنسبة للمدنيين. ووجه غوتيريش أمام مجلس الأمن الدولي "نداء إلى كل الأطراق المعنيين من أجل تعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها". ورحب بجهود السويد والكويت اللتين تضعان مسودة قرار لمجلس الأمن بشأن الأزمة الإنسانية في سوريا، داعيا إلى هدنة لمدة ثلاثين يوما.
وفي السياق كشف محمد علوش، المسؤول السياسي بجماعة جيش الإسلام إحدى الفصائل الرئيسية للمعارضة في الغوطة الشرقية، عن "مساع من بعض الجهات الدولية والمحلية لعمليات هدنة في الغوطة ولم تنجح حتى الآن". وأوضح علوش أن الوساطة جارية بين المعارضة وموسكو الحليف الرئيسي للحكومة السورية لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى.
من جانبها دعت روسيا إلى عقد جلسة علنية لمجلس الأمن الدولي غدا الخميس لبحث الموقف في الغوطة الشرقية، و"هذا ضروري نظرا للمخاوف التي سمعنا بها اليوم حتى نتأكد من قدرة جميع الأطراف على عرض رؤاهم وفهمهم لهذا الموقف والوصول إلى سبل للخروج منه"، وفق السفير الروسي بالأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا في كلمة بالمجلس. وتعمل روسيا على مشروع قرار حول الغوطة الشرقية في مجلس الأمن، بحسب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ربابكوف. يذكر أن موسكو نفت اتهامات غربية لها وللجيش السوري باستهداف مدنيين في الغوطة الشرقية.
كما طالبت فرنسا بـ"هدنة" بهدف التأكد من إجلاء المدنيين وإقامة كل الممرات الإنسانية التي لا بد منها، في اسرع وقت"، معتبرة أنه "بذريعة مكافحة الإرهابيين الجهاديين، فإن النظام (السوري) مع بعض حلفائه قرر أن يهاجم سكاناً مدنيين وربما بعضا من معارضيه"، حسب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال إن بلاده" تدين بشكل واضح وحاسم ما يحدث اليوم في الغوطة الشرقية".
وكانت برلين قد دعت في وقت سابق الأربعاء "بأن يوقف نظام الأسد على الفور المجزرة في الغوطة وأن يجيز وصول المساعدات الإنسانية وعمليات الأجلاء الطبية" وحض موسكو وطهران على الضغط على دمشق من أجل وقف الأعمال القتالية وفقا لاتفاقية استانا.
إلى ذلك طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء بالسماح لفرقها بدخول الغوطة الشرقية المحاصرة، مشيرة إلى أن "الضحايا من الجرحى يلقون حتفهم فقط بسبب عدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب"، حسب رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سوريا ماريان غاسر في بيان، أكدت فيه أيضا الطواقم الطبية "تقف عاجزة عن التعامل مع العدد الكبير للإصابات. ولا يوجد بالمنطقة ما يكفي من الأدوية والإمدادات، لا سيما بعد ورود أنباء عن إصابة المرافق الطبية في خضم القتال".
ويعتري الخوف أيضاً سكان دمشق خصوصاً في الأحياء القريبة من الغوطة الشرقية بعد تكرار سقوط قذائف عشوائية تطلقها الفصائل المعارضة تسببت بوقوع عشرات القتلى والجرحى. وأضافت غاسر "على الجانب الآخر من خط المواجهة، يعيش الناس في دمشق في ذعر دائم من سقوط أطفالهم ضحايا لقذائف الهاون". وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مقاتلي المعارضة قصفوا العاصمة فقتلوا امرأة.
ع.ج.م/ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)