تنديد وتحذيرات من "خروج الوضع عن السيطرة" بعد هجوم أربيل
١٦ فبراير ٢٠٢١استنكرت الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء (16 فبراير/ شباط 2021)، تقارير تشير إلى وجود صلة بين الجمهورية الإسلامية والهجوم الذي تعرضت له مدينة أربيل ومطارها شمالي العراق أمس الاثنين، مؤكدة حرصها على "استقرار وأمن العراق".
وجاء في تصريحات لوكالة "فارس" الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده قوله: "نفند هذه الشائعات بشدة، كما ندين بشدة هذه المحاولة المشبوهة لإلصاق هذا الحادث بإيران"، مشددا أن بلاده "تعتبر استقرار وأمن العراق قضية أساسية للمنطقة وجيرانها، وترفض أي عمل من شأنه تعريض الأمن والاستقرار في هذا البلد إلى الخطر". وندد خطيب زاده بما وصفها "محاولات مريبة لنسب (الهجوم) إلى إيران".
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في تغريدة على تويتر إن "هجوم الليلة الماضية على قوات التحالف والمدنيين في أربيل عمل شائن وغير مقبول... لن يغفر العراقيون للفصائل المسلحة التي تعرض استقرار العراق للخطر".
من جهتها، نددت تركيا "بقوة" بهذا الهجوم وقدمت وزارة الخارجية التركية، في بيان، تعازيها لسكان أربيل وإقليم كردستان والحكومة العراقية والتحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش"، معربة عن "ثقتها في أنّ السلطات العراقية ستكشف من يقف وراء هذه الهجمات الشنيعة، وستحاسبهم أمام العدالة".
الأمم المتحدة تحذر
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة من خروج الوضع عن السيطرة في العراق إثر الهجوم، الذي يعدّ الأول الذي يستهدف مرافق غربية عسكرية أو دبلوماسية في العراق منذ نحو شهرين، بعد الأخير نهاية العام الماضي حينما انفجرت صواريخ قرب السفارة الأميركية في بغداد.
وشجبت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت في تغريدة "مثل هذه الأعمال الشنيعة والمتهورة" التي "تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار"، داعية إلى "ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة".
وأكد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم العراق في مكافحة الجهاديين، أن الهجوم استهدف مجمعاً عسكرياً في مطار أربيل تتمركز فيه قوات أجنبية تابعة له. غير أن صواريخ سقطت أيضاً في أحياء سكنية، بحسب دائرة الصحة في المدينة التي أفادت عن سقوط خمسة جرحى من المدنيين.
الولايات المتحدة "غاضبة"
وأكد المتحدث باسم التحالف واين ماروتو الثلاثاء لفرانس برس أن ثلاثة صواريخ ضربت المطار، ما أدى إلى مقتل موظف مدني أجنبي ولكنه ليس أميركياً. وأصيب تسعة أشخاص آخرين بجروح، بينهم ثمانية موظفين مدنيين وعسكري أميركي، بحسب ماروتو.
وتتمركز غالبية القوات الأجنبية في المجمع العسكري في مطار أربيل بحسب مصدر في التحالف.
وأعلنت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم (سرايا أولياء الدم) مسؤوليتها عن هجوم أربيل قائلة إنها استهدفت "الاحتلال الأمريكي" في العراق دون تقديم اثباتات على ذلك. فيما يقول مسؤولون عراقيون إن لهذه الجماعة صلات بإيران.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أعرب في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين بأن الهجوم على أربيل "أثار غضب" الولايات المتحدة.
ويزيد الهجوم التوتر في الشرق الأوسط، تزامناً مع طرح الولايات المتحدة احتمالية العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، كما يأتي قبل ثلاثة أسابيع من زيارة يقوم بها البابا فرنسيس إلى العراق بين الخامس والثامن من مارس/ آذار، وأربيل كعاصمة لإقليم كردستان تندرج ضمن محطات جدول الزيارة.
و.ب/ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)