"تمرد غزة" تدشن نشاطها لإسقاط حكومة حماس بـ"التصفير"
١٠ سبتمبر ٢٠١٣"صافراتنا قهرت قوي الظلام..رغم استعراضهم وأسلحتهم وتهديداتهم"، هذا ما استهلت به حركة تمرد بيانها على صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" موجه شكرها لغزة التي استجابت ـ حسب الحركة ـ لدعوتها الأولي بالصفير يوم الجمعة الماضية (السادس من سبتمبر/أيلول) لإسقاط حكم حماس في غزة، مؤكدة على فعاليات نضالية لاحقه وصولا إلى الخروج إلى شوارع غزة "للمطالبة بإنهاء الظلم"، وفق البيان.
القيادي في حركة حماس صلاح البردويل في حواره مع DWعربية يقول:" لا توجد حركة تمرد عندنا في فلسطين حتى نسميها حركة..هي كلمة أطلقت في وسائل الإعلام يُراد تضخيمها لتصبح واقعا". لكنه عاد مُقرا بوجودها قائلا "إنها حركة بمصطلح كيفي ونوعي بصبغة واستنساخ مصري لاستئصال التيار الإسلامي من العالم الإسلامي".
من جانبه يرد المتحدث الإعلامي لحركة "تمرد" قوس البارودي على هذه الاتهامات ويقول لـDWعربية" وصفتنا حماس بالتخابر، واعتبرتنا كائنات فضائية، لكننا نجحنا وبقوة بدليل تصريحات قادتهم المتخبطة والمرتبكة وستثبت الأيام أننا أبناء غزة ومن اكتوى بنار الاحتلال وظلم أبناء جلدتنا"، حسب تعبيره.
"تمرد" تحت مجهر حماس
حكومة حماس المقالة لم تبق مكتوفة الأيدي ولجأت إلى الأسلوب الأمني المتقوقع، فقد أعلنت هي نفسها عن اعتقال أشخاص قالت إنهم خططوا لإثارة الفوضى لاستهداف ضرب غزة وإثارة القلاقل. المتحدث باسم وزارة داخلية حكومة حماس شهوان قال في مؤتمر صحفي:" إنه من خلال عمل ومتابعة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة تم في الفترة الأخيرة رصد تحركات مشبوهة لبعض الأفراد تستهدف صمود شعبنا وجبهته الداخلية ومقاومته الباسلة"، مضيفا " تم وضع هؤلاء الأشخاص في دائرة المتابعة الأمنية المكثفة".
والغريب أن المتحدث باسم "تمرد" قوس البارودي ينفي لـDWعربية حدوث أي اعتقالات في صفوف حركته، واصفا في الوقت نفسه حماس بأنها "حركة ظالمة، وأهلنا في غزة يدركون تماما هذا الظلم، ويعرفونه حق المعرفة. الفعاليات السلمية البحتة مستمرة فنحن لسنا دعاة دم أو فتنة مطلبنا واضح وهو رفع ظلمهم عن كواهلنا والاحتكام لإرادة الشعب"، مضيفا " شكلت حماس وحدة خاصة لمراقبة كل من يحاول التفاعل معنا على صفحة الفيسبوك وكثيرون ممن استدعوا اتهمتهم بأنهم وضعوا إعجاب أو مشاركة كلامية".
وبسؤالنا للقيادي في حماس صلاح البردويل عن استفزاز وإثارة "تمرد" لحماس، وتزامن العرض العسكري لـ"كتائب القسام" وبعض الفصائل الأخرى مع دعوة تمرد للصفير ضد حماس، أجاب بأن العرض العسكري كان مُعدا مسبقاً وهو يرسل رسائل تحذيرية داخلية وخارجية للعابثين بالثوابت الفلسطينية ولمحاولات اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى".
تناقض تصريحات حماس
"لدينا قرار بعدم التدخل أو قمع الناس المظاهرات السلمية" تصريح سابق منسوب للقيادي في حماس صلاح البردويل، لكنه سرعان ما تم توضيحه مرة أخري لـDWعربية من البردويل نفسه، مشيرا إلى أنه فُسر وفُهم خطا في سياق مهمة كتائب القسام التي لديها قرارا بعدم التدخل في الشأن الداخلي المدني، مضيفا " لابد من حوار مجتمعي للوصول لرؤى وقواسم مشتركة من أجل الضغط على السياسيين لمواجهة الأزمة عِوضا عن استخدام أجهزة الأمن والملاحقات هنا وهناك".
لكن البارودي يرد بالقول" لا نثق بتاتا بدعوات حماس، لأن من يدعو للسلمية لا يقوم بعرض عسكري تحت حراب الاحتلال لترويع أهلنا في غزة وأشقائنا في مصر". وحول مطالبة الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان لحركة حماس بوقف الانتهاكات بحق الكتاب وأصحاب الرأي والإعلاميين على خلفية كتاباتهم المعارضة لحماس أو تضامنهم مع "حركة تمرد غزة" طالَبَ البردويل الشبكة وغيرها بأن لا تكون كـ" أصنام وهمية يتم الطواف حولها".
هل حان وقت إسقاط حومة حماس؟
وفي ظل تباين آراء المواطنين حول حركة "تمرد في غزة" مابين رافض ومؤيد ومتخوف ومتفائل، أعلنت الحركة في بيان أنه تم عقد الاجتماعات الأولية لتنسيقيات تمرد في دول الشتات العربية والغربية وداخل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس تحت شعار "معا لوحدة فلسطين"، من أجل وضع الترتيبات الأولية لعقد المؤتمر التأسيسي الأول لحملة تمرد لإسقاط حكم حماس في غزة. وحسب البيان، الذي حدد منتصف أكتوبر القادم موعدًا لانطلاق فعاليات المؤتمر في القاهرة، الذي سيشارك فيه جميع أطياف المجتمع الفلسطيني وقادة ومثقفين من أجل تحديد آليات وفعاليات العمل على الأرض، التي تهدف لتوحيد الوطن الفلسطيني في مواجهة التحديات ووضع آليات للعمل الوطني. ويرى البردويل صحة تقديراته بأن حركة تمرد غزة " تأخذ المنحي والكلمة السيئة لتمرد مصر".
ويؤكد الباحث في شؤون الإسلام السياسي د/ فهمي شراب لـDWعربية أن وضعية القضية الفلسطينية لا تصب في مصلحتها وجود حركات تمرد ضد أي فصيل سياسيي. ويتخوف خالد وسامي من دعوات حركة تمرد للمواطنين بالخروج ضد حماس خوفا من تكرار مذابح واقتتال مصر في غزة. ويشير المحلل السياسي د/ عمير الفرا أن قطاع غزة ليس بحاجة إلى أي حركات تمرد بل بحاجة إلى إنهاء الانقسام بشكل عاجل والعودة إلى الحاضنة الوطنية لجميع الأطراف. آخرون رفضوا الكشف عن أسمائهم يذهبوا برأي" أن حماس حان سقوطها وان حركة تمرد ستنجح لأنها مقدمة لرفع الظلم وهى طوق نجاة لنا "، وفق تعبيرهم
شوقي الفرا - غزة