تفاؤل ألماني رغم غياب بالاك عن المباراة الإفتتاحية
٨ يونيو ٢٠٠٦أثار التصريح الذي أدلي به يورغن كلينسمان، المدير الفني للمنتخب الألماني، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الألمانية برلين والذي أكد غياب ميشائيل بالاك عن مباراة الافتتاح، أثار أسئلة عدة عن مجرى المباراة الأولى في مونديال كأس العالم 2006 التي تلعبها ألمانيا أمام كوستاريكا والتي يأمل الألمان بالفوز بها مما يسهل فرصة صعودهم للأدوار اللاحقة. كان بالاك (29 سنة)، الذي يعاني من أوجاع بالركبة قد اضطر للابتعاد عن التمارين في الأيام الثالثة الماضية، إذ بقي في مقر إقامة المنتخب لتلقي علاجات مكثفة من الأطباء المتخصصين.
ويعد صانع الألعاب الموهوب بالاك المنتقل حديثا من بايرن ميونخ بطل ألمانيا إلي تشلسي بطل إنكلترا العقل المفكر و العمود الفقري في المنتخب الألماني، حيث ساهم بشكل فعال للفوز في لقاءات عدة للمنتخب الألماني سجل فيها 31 هدفا في 65 مباراة دولية، قد يا ثر غيابه بشكل سلبي في أداء الفريق وسيترك فراغا معنويا وفنيا في التشكيل الذي استقر عليه المدير الفني كلينسمان في الآونة الأخيرة.
بالاك: قيصر الكرة الصغير
كان بالاك قد شق طريقه نحو كرة القدم في فريق اف سي كارل ماركس شتات، في المدينة التي تحول اسمها بعد توحد الألمانيتين إلى كيمنيتز، حيث أطلق عليه لقب "القيصر الصغير" مقارنة بـ"قيصر" الشطر الغربي آنذاك الأسطورة فرانتز بكنباور. وبدأ بالاك عام 1995، أي في التاسعة عشرة من عمره، خطوته الأولى نحو الاحتراف بتوقيعه أول عقد مسيرته مع فريق مدينته كيمنيتز، ليتحول بعد موسمين أمضى احدها في الدرجة الثانية والآخر في الثالثة، نحو خطف أنظار الكبار وفرق ال"بونديسليغا" فوقع خياره على كايزرسلوترن الصاعد حديثا إلى دوري الأضواء حينها. وكان أول ألقاب بالاك الكبيرة مع كايزرسلوترن الملقب بفريق "الشياطين الحمر" في ألمانيا الفوز بلقب الدوري عام 1998 بقيادة المدرب الفذ اوتو ريهاغل" مدرب منتخب اليونان حاليا، الذي بدأ يعتمد على بالاك ابتداء من موسم 1998-1999 (30 مباراة و4 أهداف)، ليتم ضمه الى المنتخب الوطني لأول مرة في ذلك العام ثم تحول إلى باير ليفركوزن في أول تموز/يوليو 1999.
تطورت بالاك مهاراته الهجومية والدفاعية على حد سواء تحت إشراف المدرب كريستوف داوم دون أن يتمكن من فرض نفسه أساسيا في تشكيلة ليفركوزن والمنتخب حتى موسم 2001-2002 عندما تعاقد النادي مع مدرب مميز آخر هو كلاوس توبمولر الذي أوكل الى بالاك مهام العقل المفكر في خط وسط الفريق وليتحرر من معتقد "الأولوية للعب الجماعي" الذي قدمت معه من الشطر الشرقي.
وكان موسم بالاك عام 2002 أكثر من مميز وعلى أربع جبهات اذ احتل مركز الوصيف مع فريقه في الدوري ومسابقة الكأس وفي دوري أبطال أوروبا, ومع منتخب بلاده في نهائي مونديال اليابان وكوريا الجنوبية عندما خسر "المانشافت" أمام البرازيل صفر-2 علما بأنه غاب عن المباراة النهائية لنيله بطاقة صفراء ثانية في الدور النهائي. وواصل بالاك، بعد رباعية الوصافة، صعوده نحو النجومية والسعي نحو القمة بانضمامه إلى الفريق البافاري بايرن ميونيخ، ليصبح اللاعب الأكثر دخلا في ألمانيا موازاة مع دوره كرجل العائلة المثالي (أب لثلاثة أولاد) وكقائد لمنتخب بلاده. كما توج بالاك بطلا للدوري المحلي مع فريقه البافاري أعوام 2003 و2005 و2006 لكن ذلك لم ينسه أخفاقات بايرن في مسابقة دوري أبطال أوروبا رغم الألقاب التي لاحقته كـ"أفضل لاعب وسط في العالم" او "أفضل هداف بين لاعبي الوسط" أو أفضل لاعبي الوسط إحرازا للأهداف برأسه".
أسئلة تنتظر الجواب
لا شك أن غياب لاعب ميشائيل بالاك عن مباراة الافتتاح، والذي يؤمل أن يعود إلي صفوف المنتخب الألماني في اللقاء الثاني له ضد بولندا، يثير العديد من الأسئلة التي قد تجيب عنها الأيام القليلة القادمة المتعلقة بنجاح البطولة وارتباطها بنتائج المنتخب الألماني كدولة مضيفة قد يبعث بعض القلق لدي المسئولين عن تنظيم البطولة، أما الشعب الألماني الذي يتوقع حضوره في جميع اللقاءات وخاصة في المباريات التي يخوضها منتخب بلاده، يأمل في أن ينجح اللاعبين الآخرين في تعويض غياب كابتن الفريق في إحراز فوز يقوي من موقف المنتخب في المجموعة ويرسم البسمة علي شفاه الجماهير الألمانية العريضة.