تغيرات بيولوجية في القطب الجنوبي بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري
٢٣ مارس ٢٠٠٧اكتشف باحثون ألمان خلال بعثة إلى القطب الجنوبي حدوث تغيرات بيولوجية تحت البحر ناتجة عن ذوبان وتراجع أرصفة الجرف الجليدي في منطقة القطب الجنوبي، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن تزايد انبعاث الغازات الضارة للبيئة. الجدير بالذكر أن هذه المنطقة كانت مغطاة لقرون طويلة بجرفين كبيرين من الجبال الجليدية، وهما لارسن إيه ولارسن بي. وأظهرت الدراسة ان الجرف الاول ذاب الجرف الأول قبل 21 عاماً، وأما الجرف الثاني فق ذاب قبل خمسة أعوام بسبب هذه الظاهرة. وبواسطة كاسحة الجليد الألمانية بولارسترند تمكن الفريق المكون من 52 عالم من إجراء عملية مسح شاملة للنظام البيئي في المنطقة، تم خلاله إكتشاف فصائل عديدة من الكائنات غير المعروفة من قبل، يبدو أنها كانت تعيش سابقاً في أسفل الجرف الجليدي. وقد استمرت عملية المسح هذه عشرة أسابيع.
اكتشاف حيوانات جديدة وقدوم أخرى
وأسفرت عملية ذوبان الثلوج عن قدوم حيوانات وكائنات حية جديدة من المناطق المجاورة كالكائنات الهلامية سريعة النمو وفصيلة كائنات بطيئة النمو تسمى بالإسفنج الزجاجي، كما وجد العلماء حوتاً نادراً يمتلك منقاراً بالقرب من جزيرة في المنطقة تسمى جزيرة الحوت، إضافةً إلى اكتشاف مستعمرة جديدة لحيتان المنك. ولاحظ العلماء أن الطحالب الطافية، التي عادة ما كانت تنمو تحت الأرصفة الجليدية وتشكل طعاماً أساسياً لفصيلة من القشريات مثل الجمبري، أخذت تختفي تدريجياً. الجدير بالذكر أن هذه الطحالب تعتبر حلقة مهمة في السلسلة الغذائية للحيوانات مثل الحيتان والفقمة والبطاريق. وعلى الرغم من هذه التداعيات البيولوجية إلا أنه من المبكر بعد التنبؤ بالأثر المستقبلي لذوبان الأرصفة الجليدية على توفر الغذاء للحيوانات والكائنات الحية الأخرى بالمنطقة.
التعرف على التنوع البيولوجي البحري
ويعتقد الباحث في العلوم البيولوجية البحرية جوليان جوت، من معهد ألفرد فيغنر للأبحاث البحرية والقطبية في ألمانيا، أن ذوبان هذه الأرصفة الجليدية فتح مساحات كبيرة ظلت مغطاة بالجليد لآلاف السنين، ولكن بالرغم من ذلك فأن ذوبان هذين الجرفين القطبيين قد يفيد بالتعرف على التنوع الإحيائي البحري والتغيرات في النظام البيئي عن الناتج عن هذه التغيرات المناخية.
وأكدت دراسة حديثة أخرى في هذا المجال بأن نسبة القشريات تتناقص بصورة واضحة في المنطقة المحيطة بشبه الجزيرة القطبية الجنوبية، ووجد العلماء أعداداً كبيرة من الكائنات، التي عادة ما تعيش على عمق ألفي متر أو أكثر، قد انتقلت للعيش في المنطقة الضحلة أسفل جرفي لارسن.