Kommentar: Vom anderen gelernt, aber nichts verstanden
٩ أغسطس ٢٠٠٨ليس هناك أدنى شك أن العملية العسكرية، التي تقودها جورجيا في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالية، تسببت في نشوب حرب بين جورجيا وروسيا. ففي حين يظل الوضع العسكري في الوقت الراهن غير واضح، بدأت حرب إعلامية بين جورجيا وروسيا، التي تعد بمثابة "مظلة حماية" تقليدية للإقليم المنفصل، وهو الأمر الذي سيزيد من صعوبة التوصل إلى حل سياسي للأزمة. كما أنه من المحتمل أن تقود هذه الأزمة إلى توسيع الفجوة بين روسيا والغرب.
جورجيا: معتدي أم مُعتدى عليه؟
لقد أوضح رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي أن العملية العسكرية التي تقودها بلاده ضد الحكومة المحلية في إقليم أوسيتيا الجنوبية عملية شرعية. من الناحية القانونية فهو محق لأن الإقليم، الذي لا يحظى باعتراف دولي، ينتمي شكليا إلى جورجيا رغم أنها فقدت سيطرتها عليه منذ خمسة عشر عاما، كما أن جل سكان الإقليم يحملون حاليا الجنسية الروسية.
ومما تجدر ملاحظته أن ساكاشفيلي برر حملة بلاده العسكرية بأنها تهدف إلى "إعادة النظام الدستوري إلى أوسيتيا الجنوبية"، وهو نفس المبرر الذي تبنته روسيا في حرب الشيشان. ومن منظور ساكاشفيلي فإن التدخل الروسي في هذه المنطقة يمثل إعلان حرب على بلاده وتدخلاً في الشؤون الداخلية لجورجيا وخرقا لسيادة دولة جارة، آملا في أن يحصل على دعم الدول الغربية، والدعم الأمريكي على وجه الخصوص للتصدي إلى معتدي روسي مفترض.
تدخل إنساني أم إمبريالية روسية؟
وإذا ما تم النظر إلى الموضوع من منظور الجانب الآخر تحاول روسيا تبرير سياستها كالتالي: استنادا إلى سلسة المبررات التي ساقها حلف شمال الأطلسي (ناتو) لقيامه بتدخل عسكري ضد صربيا من أجل حماية إقليم كوسوفو، تحاول السياسة الروسية الآن أن تصور تدخلها العسكري في أوتيسيا الجنوبية على أنه "تدخل إنساني" يهدف إلى حماية "أرواح المواطنين الروس" الذين يعيشون هناك. كما أنه يدخل في إطار رغبتها في تعزيز الوحدات الروسية لحفظ السلام المرابطة في الإقليم.
وطبقا لهذا النموذج - ومثلما فعل الناتو ضد صربيا- يتم تبرير الغارات الجوية على مدن جورجية ومنشئات البنية التحتية هناك. وفي حال نجاح التدخل العسكري الروسي في إقليم أوتيسيا الجنوبية فإنه سيمهد الطريق أيضا، مشابها في ذلك السيناريو الغربي في كوسوفو، أمام استقلال الإقليم عن جورجيا وبالتالي انضمامه في وقت لاحق إلى روسيا. وفي ضوء موجة من مشاعر "الاعتداد الوطني" التي تغمر الشارع الروسي، تحظى هذه التطورات بدعم واسع داخل المجتمع الروسي، الذي مازال يعيش على وقع "الصدمة النفسية"، التي سببها انهيار الإتحاد السوفيتي.
توسيع الهوة بين الغرب وروسيا
يصعب التنبؤ حاليا بنتائج التصعيد العسكري وبالتطورات السياسية القادمة، بيد أن شيئا واحدا يبدو واضحا: طرفا النزاع تعلما من بعضهما البعض دون استيعاب الدرس، كما أن الفجوة بين روسيا وجورجيا وروسيا والغرب ستزداد اتساعا بسبب الحرب الدائرة في إقليم أوتيسيا الجنوبية.
إنغو مانتويفل، رئيس هيئة تحرير الموقع الروسي والإذاعة الروسية في مؤسسة دويتشه فيله الإعلامية.